نسمات

لدينا عباقرة يحتاجون إلى تشجيعنا

تصغير
تكبير
فرحت فرحاً كبيراً عندما قرأت خبر تهنئة سمو امير البلاد للمخترع الكويتي محمد عبدالله العازمي لمناسبة فوزه بالميدالية الذهبية عن اختراعه (طفاية حريق تعمل آليا) في معرض ايينا في ألمانيا، وكذلك بعث سمو ولي العهد ورئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس الامة ببرقيات مماثلة للعازمي.

وبحسب مقابلة اجراها تلفزيون الكويت مع المخترع العازمي كشف عن طريقة عمل تلك الطفاية واثنى على مركز صباح الاحمد للابداع التابع لمؤسسة الكويت للتقدم العلمي على احتضانه وتشجيعه للوصول الى تسجيل ذلك الاختراع ثم عرضه في ألمانيا، كما اثنى على الدكتور عمر البناي - مدير المركز - والذي اعرفه جيدا واعرف دوره الكبير منذ سنوات طويلة في تشجيع الكويتيين على الاختراع وعلى نشر مخترعاتهم على المستوى العالمي.


وقد زارنا د. عمر مرات عدة في كلية الدراسات التكنولوجية وطلب منا التعاون مع المركز لتشجيع طلبتنا على تنمية روح الاختراع العلمي لديهم، كما قام بتبني شرائح من طلبة المدارس ومن الكليات العلمية وتدريبهم حتى يكونوا نواة للبحث العلمي والاختراع، وفي تصوري ان جهود د. عمر الطيبة تحتاج لمساندة ودعم كبير من الدولة للنهوض بأبنائها وتشجيعهم على سلوك الطرق التي تقودهم الى المجد ورفع اسم دولتهم.

ولنا ان نتساءل عن دور مؤسسات المجتمع المدني في تشجيع الشباب الكويتي الطامح لا سيما مؤسسة الكويت للتقدم العلمي وجمعية المهندسين وجمعية المعلمين وغيرها، ولماذا انشغلت تلك المؤسسات بالاعمال الروتينية عن مساعدة الشباب الكويتي على سلوك الطرق التي تصقل مواهبهم وتنميها وتخدم الدولة؟

كلية الهندسة بجامعة الكويت تضم نخبة من الطلبة الدارسين، وتطلب من كل طالب تقديم مشروع علمي للتخرج، وقد تابعت واشرفت على بعض تلك المشاريع فوجدت كثيراً منها يمثل مشروعاً لبراءة اختراع مهمة، لكن للأسف تنتهي غالبية تلك المشاريع الى أدراج المدرسين في الكلية ولا ترى النور وفي كلية الدراسات التكنولوجية كانت بعض المشاريع العلمية للطلبة متميزة على الرغم من قلة الامكانات والدعم المقدم لهم!

دعونا نعيد برمجة اولوياتنا تجاه ابنائنا ونضع خططاً للنهوض بهم وتوجيههم التوجيه الصحيح، فهم عماد الوطن وامله المنتظر، وبدلا من الحديث الطويل عن انتكاساتنا وتخلفنا، واللطم المستمر على ما مضى، دعونا نضيء شمعة بدلا من ان نلعن الظلام، ان الشباب الكويتي معطاء وقادر على الانجاز ولكن لا بد ان نمهد له الطريق للبروز.

على قدر أهل العزم تأتي العزائم

وتأتي على قدر الكرام المكارم

وتعظم في عين الصغير صغارها

وتصغر في عين العظيم العظائم

د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي