عون اتهم سعود الفيصل بوضع «فيتو» على وصوله للرئاسة وأعلن أنه في «تكامل وجودي» مع «حزب الله»

لبنان يتحضّر بـ «أعصاب مشدودة» لنتائج الحوار النووي في مسقط

تصغير
تكبير
مرّة أخرى هي «الساعة صفر» الخارجية التي يحاول لبنان ان يعرف موعد حلولها في انعكاسٍ لحال «الاستسلام» الداخلي «المزمن» لـ «مسلّمة» ان المخارج لأزماته لا «تهبط» في نهاية المطاف إلا بمظلّة اقليمية.

هكذا بدت بيروت وهي تراقب مجريات المفاوضات الجارية في عُمان في شأن الملف النووي الايراني الذي يقف على عتبة محطة مفصلية مع اقتراب موعد إبرام الاتفاق المفترض بحلول 24 الجاري، نتيجة الاعتقاد ان اي تفاهم بين واشنطن وطهران حول هذا العنوان الشائك من شأنه ان ينعكس على الملفات الساخنة في المنطقة.


وتختلط الواقعية بالمبالغات في الرهان اللبناني على محطة 24 الجاري من زاويتين هما: الأولى عدم الجزم بإمكان بلوغ التفاهم بين ايران والمجتمع الدولي خواتيمه السعيدة، والثانية عدم اتضاح موقع السعودية ما يمكن ان يترتّب على مثل هذا التفاهم على صعيد التوازنات في المنطقة وترسيم النفوذ فيها.

وفي الوقت الضائع، الفاصل عن تبلور ملامح حل يحمل معه «كلمة سر» اقليمية، يلهو الوسط السياسي بمناورات ومبادرات تبدو بعيدة جداً عن امكان إحداث اختراق فعلي في جدار الأزمة بما يتيح فصلها عن مجريات «الحروب» الدائرة في المنطقة.

ورغم اقتناع كثيرين في بيروت ان مرحلة ما بعد سريان التمديد للبرلمان ستشهد تزخيماً لملف الانتخابات الرئاسية انطلاقاً من مبادرة قوى 14 آذار «التوافقية» اي الداعية الى رئيس تسوية، فان الشكوك تبقى كبيرة في امكان «لبْننة» الاستحقاق ولا سيما في ظل عدم تبلور أفق فعلي لاستئناف حوار جدي بين «حزب الله» و«تيار المستقبل» اللذين يتصرفان على ايقاع «وهج» العلاقات الايرانية - السعودية.

وبعدما اعتبرت دوائر سياسية لبنانية ان ترشيح الأمين العام لـ «حزب الله» السيد حسن نصر الله للعماد ميشال عون لرئاسة الجمهورية باسم حزبه وفريق 8 آذار على انه مدخل لتسوية رئاسية باعتبار ان عون بات يتساوى مع مرشح 14 آذار الدكتور سمير جعجع كـ «مرشحيْ مواجهة»، فان لا شيء في الأفق القريب يشي باحتمال ان يُقدِم «حزب الله» على «مصارحة» عون بانتهاء حظوظه ودعوته للانخراط في تسوية بحثا عن رئيس توافقي.

وكان لافتاً ان عون، عزّز ملامح التصاقه بـ «حزب الله» وتالياً بالمحور الذي يمثله الأخير وواضعاً نفسه على خط مواجهة مع السعودية التي اتهم وزير خارجيتها سعود الفيصل بانه هو الذي «وضع فيتوعلى اسمه» كرئيس ما ادى الى توقف الحوار الذي كان يدور بينه وبين الرئيس سعد الحريري.

وقال عون في حديث صحافي امس ان «الهدف الحقيقي من التمديد لمجلس النواب هو منع تغيير الأكثرية الحالية، وبالتالي استمرار التحكم باستحقاق انتخاب رئيس الجمهورية»، معتبراً أنه كان سيحصل على أكثرية مسيحية مريحة، لو تمت الانتخابات»، وموضحاً في غمز من قناة «المستقبل» أنهم «لا يريدون الانتخابات النيابية تحسباً لنتائجها، خصوصاً أن التقارير الموجودة لدى إحدى السفارات الكبرى في لبنان أظهرت أن أي انتخابات الآن ستكشف عن تراجع في التمثيل الشعبي لأحد أبرز التيارات السياسية على الساحة السنية».

وعما إذا كان يتوقع ان يترك الانقسام حول التمديد تداعيات على العلاقة مع «حزب الله»، قال عون: «ما يجمعنا مع الحزب أمتن من أن يفرقه التمديد، ومن يتصور أنني سأصبح ضد المقاومة لأنهم صوتوا الى جانب التمديد، هو واهم ولا يعرفني جيداً». وأكد أن التحالف مع السيد حسن نصرالله لا يستند الى مصالح متحركة بل الى قناعات ثابتة. وأضاف: «المقاومة بالنسبة إلي خيار إستراتيجي لا يتأثر بالملفات السياسية الظرفية. أكثر من ذلك، أنا أقول إنه إذا كانت تجمعنا منذ عام 2006 وثيقة تفاهم مع حزب الله، فإننا والحزب أصبحنا اليوم في مرحلة تكامل الوجود، لأننا نواجه معاً خطراً تكفيرياً وجودياً الى جانب الخطر الإسرائيلي».

وأشار إلى أن الحوار مع الرئيس سعد الحريري حول رئاسة الجمهورية توقف «لأن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل وضع فيتو على اسمي. وللعلم، أنا كنت قد سألت الرئيس الحريري في بداية الحوار معه عما إذا كان لديه غطاء من المملكة العربية السعودية للذهاب في هذا الحوار حتى النهاية، فأكد لي ذلك، لكن عندما حانت لحظة الحقيقة وكنا ننتظر منه الجواب النهائي راح يماطل، ليتبين لنا أنه لا يملك التفويض اللازم».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي