عمر الطبطبائي / من بين الآراء

هنا وهناك

تصغير
تكبير
تتلون الحياة بنور حروفها...وتتفتح أزهار العقل بوجودها...تحول جميع فصول السنة الى فصل واحد...فصل الربيع فقط...فهي جناحا أي مبدع في هذا الكون...وهي الوقود الرئيسي للتطور...وللحب أيضا...من دونها نمسي كقارب خشبي متسكع وسط محيط من الكراهية لا ميناء يحتضنه...من دونها تسود العبودية وتلفظ الحياة حروفها الأخيرة...هي «الحرية».

***


حولت المجتمعات العربية الى خشبة مسرح هزيل...وسمحت «للكومبارسية» بلعب دور البطولة لقصة غامضة...وجعلت الجمهور يتفرج وهو يتأرجح على حافة الذعر...بل وسمحت للأطفال اللعب بمصير الأمة...وجلدها!...وخلقت من الأقزام عمالقة في وجه مصلحة الأمة...

هي أحيانا وجه آخر للدكتاتورية ولكن «بمكياج» كامل...وهي رأي الأقلية التي تتحكم بالغالبية...هي «الديموقراطية».

***

في الخيال...هو صمام أمان الإنسانية...وأشعة نور العدالة...وسيمفونية المساواة...هو العمود الرئيسي لسقف المجتمعات الجميلة...وهو ظل المستضعفين في هذه الحياة...وعدو الجشع...أما في واقعنا الشرقي...فهو متسول غريب بين أرصفة الشارع العربي...متسول جعل غيوم الذعر تخيم داخل عقولنا...وجعل من فكرة الرحيل استقرارا!...متسول حول الشريف الى ورقة شجرة جافة مرمية على حافة الظلم تتحكم بها رياح الفساد لاحول لها ولا قوة!...متسول احتكره القراصنة ليمارسوا علينا الإعدام الجماعي...«القانون».

***

هو لحن التشرد الذاتي...هو البلادة تجاه فكرة تغرق في بحر الفساد ولا تقدم لها حتى يديك...هو ظلام الليل عز النهار...هو الشعور بالغربة وأنت في أحضان الوطن...هو رايتك البيضاء أمام كل فاسد...بل هديتك لهم...هو الموت وقلبك لايزال ينبض...هو كفن الأحياء...هو «اليأس».

د ا ئ ر ة م ر ب ع ة :

كم من خيال أصبح واقعاً وكم من واقع كان خيالاً !!...

Tabtabaee@
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي