لقاء / تحدثتْ عن مشاركتها بأدوار سينمائية في إيران وقلّبت دفاتر الزمن الجميل
آمال عفيش لـ «الراي»: فاتن حمامة لا تستحق لقب «سيدة الشاشة»
مع يوسف شامل في «الدنيا هيك»
في «أنا انت» مع فهد بلان
... ومع فريد شوقي في فيلم سارق الملايين
• «أنا شبعانة... ويعملو اللي عملتو»
• أعمالنا كانت توزَّع إلى الخليج والدول العربية وكان يفرض علينا ارتداء ملابس كم طويل وتحت الركبتين
• لعبتُ أدواراً كثيرة ومختلفة و«ما في شي بعيني»
• سعاد حسني وشادية تستحقان لقب «سيدة الشاشة» لأنهما نوّعتا في أدوارهما
• نحن لم نأتِ من عروض الأزياء ومجال الجمال... دخلنا إلى التمثيل مباشرة ولعبنا أدوار البطولة
• أنا ومارسيل مارينا وهند أبي اللمع كنا «مثل اللحم على الظفر» ولا يمكن أن أنسى عشرتي معهما
• أعمالنا كانت توزَّع إلى الخليج والدول العربية وكان يفرض علينا ارتداء ملابس كم طويل وتحت الركبتين
• لعبتُ أدواراً كثيرة ومختلفة و«ما في شي بعيني»
• سعاد حسني وشادية تستحقان لقب «سيدة الشاشة» لأنهما نوّعتا في أدوارهما
• نحن لم نأتِ من عروض الأزياء ومجال الجمال... دخلنا إلى التمثيل مباشرة ولعبنا أدوار البطولة
• أنا ومارسيل مارينا وهند أبي اللمع كنا «مثل اللحم على الظفر» ولا يمكن أن أنسى عشرتي معهما
آمال عفيش نجمة من نجمات زمن «الأبيض والأسود» و«الملوّن»، ولكنها اليوم شبه غائبة عن الدراما اللبنانية، والعمل الوحيد الذي أطلّت من خلاله كان مسلسل «الدنيا هيك» بنسخته الجديدة، حيث لعبت دور «شويكار»، وهي الشخصية نفسها التي قدمتها في النسخة الأساسية التي كتبها محمد شامل.
تبدو عفيش عاتبة، وإن لم تقل هذا الكلام علناً، مكتفية خلال حوارها مع «الراي» بإعلان: «مش فارقة معي». وعندما تُسأل عن سبب غيابها، تقول: «اسألوا المنتجين»، مؤكدة أنها لا تعرف أياً من المنتجين والمخرجين الجدد، ومعقّبة: «من يريدني، يمكنه أن يتصل بالنقابة كي يأخذ رقم هاتفي». وأضافت: «لم أطرق الأبواب سابقاً، ولن أفعل ذلك اليوم».
تحدثت آمال عفيش عن بداياتها وأعمالها والأدوار التي لعبتها، كما أشادت بالممثلات اللواتي عشن زمنها الفني والأساتذة الكبار الذين تتلمذت على أيديهم.
• ماذا وراء ابتعادك عن الدراما اللبنانية؟
- لا تسأليني، بل اسألي المنتجين.
• وأنت كيف تفسرين الأمر بينك وبين نفسك؟
- لا يمكن أن توجهي إليّ هذا السؤال لأنه لا جواب لديّ عليه.
• ولكن بالتأكيد لديك استنتاجاتك الخاصة؟
- لا يمكنني أن أدخل قلوب المنتجين كي أعرف السبب.
• ولكنك تعرفين ماذا يحصل في الوسط؟
- وما الذي يحصل في الوسط!
• نسمع أنه تتم الاستعانة بفنانات على حساب فنانات أخريات؟
- أنا بعيدة جداً ولا يهمني ما يحصل. اسمي مسجل في كتاب النقابة وهو متوافر عند كل المنتجين ومَن يرغب في التعامل معي يمكنه أن يتصل بي عندما يجد أن العمل الموجود بين يديه يوجد فيه دور مناسب لي. هكذا تعوّدنا.
• وكيف تفسرين أسباب حضور وداد جبور وإلسي فرنيني على الشاشة في الأعمال الدرامية؟
- لا أعرف! «الله يرزقهم»، وفي كل الأحوال «مش فارقة معي... خليهن يعملوا اللي عملتو أنا».
• لكن كثيرين يتساءلون عن أسباب إقصاء فنانة قديرة بحجمك عن الدراما بدأت مشوارها الفني منذ زمن الأبيض والأسود وقدّمت كل الأدوار، ونجحت في إضحاكنا وإبكائنا، وجمعت في تجربتها بين التلفزيون والسينما والمسرح؟
- سأشارك في فيلم سينمائي إيراني.
• يبدو أن التقدير يأتي من الخارج دائماً، وكما يقول المثل الشعبي «الكنيسة القريبة ما بتشفي». لكن لو أخذنا تجارب نادية الجندي ونبيلة عبيد وحسين فهمي ومحمود ياسين وعادل إمام نجد أنهم لم يغيبوا عن الشاشة؟
- نبيلة عبيد ونادية الجندي مبتعدتان وعادل إمام هو وحده الذي يطلّ لأنه منتج أعماله.
• يبدو أننا نعيش في زمن إقصاء النجوم عندما تتقدم بهم السن؟
- أنتِ قلت إن وداد جبور وإلسي فرنيني تعملان. أنا لا أعرف المنتجين والمخرجين.
• وهل التقصير منك أم منهم؟
- قلت سابقاً إن اسمي مسجل في النقابة ومن يريدني لدور مناسب أهلاً وسهلاً، ومن لا يريدني لا يسعني سوى أن أقول له «الله يباركلوا بكل شي».
• هل يحزّ هذا الموضوع في نفسك؟
- أبداً، قلت لك «خليهم يعملوا اللي عملتو». في العام 1983 فزتُ بلقب «أفضل ممثلة في الوطن العربي»، وشاركتُ وكُرمّت في الكثير من المهرجانات. أي مهرجان كنت أشارك فيه، كنت أذهب بمفردي كوفد لبناني، ولم يكن يرافقني أي صحافي أو شخص آخر، وكانت قدماي ترتجفان من تحتي. «انا شبعانة وراح ارجع قول يعملوا اللي عملتو».
• هل شبعت فنياً؟
- لا يمكن أن نشبع من التمثيل، ولكن لا يوجد شيء في نفسي. لعبت أدواراً كثيرة ومختلفة و«ما في بعيني».
• في أي عمل درامي، يشارك ممثلون من كل الأجيال بدءاً بالممثلين الشباب، مروراً بالممثلين المتوسطي السن وانتهاء بالممثلين المتقدمين في السن. هل ترين أن هذه القاعدة ليست منصفة وليست متوافرة في لبنان؟
- هم يركزون على الرجال ويكتبون لهم الأدوار المهمة أياً كانت سنهم، أما النساء فلا يكترثون لهن بل يكتبون لهن أدواراً ركيكة وغير مهمة.
• وهل كان يحصل ذلك في زمنكم أيضاً؟
- أبداً! كان يُكتب للراحلة ليلى كرم أجمل وأفضل الأدوار مع أنها كانت وقتها بمثل سن والدتي، والأمر نفسه ينطبق على الفنانين لمياء فغالي وأمل العريس اللتين قدمتا أجمل الأدوار بالرغم من تقدمهما في السن.
• هل يوجد جحود في هذا الزمن الفني؟
- لا أعرف ولا تسألينني أسئلة مستفزّة، لأنني لا أريد أن افتح النار. في الأساس لم يعد يهمني شيء، و«مش فارقة معي الكل».
• تشعرين بالقرف؟
- لم تصل الأمور معي إلى هذا الحد، بل وصلت إلى درجة أنني لم أعد أكترث إلى كل ما يحصل. أنا أفتخر لأنني أشارك في أعمال سينمائية في إيران وأقدم أدوار أمّ البطل. قبل عامين شاركت بدور في فيلم إيراني ونلت عنه جائزة هناك.
• هل عُرضت عليك أدوار في لبنان خلال الفترة الماضية ورفضتِها لأنك شعرت بأنها لا تليق باسمك وتاريخك الفني الكبيرين؟
- لا تجرينني كي أتحدث في مثل هذه المواضيع. لا أريد ذلك.
• كيف تقارنين بين جيلكم الفني والجيل الفني الحالي؟
- لكل زمان دولة ورجال. هم يرغبون في دخول الفن بهذه الطريقة ونحن كان لدينا طريقة مختلفة. كانت أعمالنا توزع إلى دول الخليج والدول العربية وكان يفرض علينا ارتداء ملابس كمّ طويل وتحت الركبتين. جيلنا يختلف عن الجيل الحالي.
• حالياً، يعيد «تلفزيون لبنان» الرسمي عرض بعض الأعمال القديمة التي يتابعها الناس بشغف وحنين، في حين أن البعض يرى أن مسلسلات هذه الايام مملة ويغلب عليها التطويل. هل توافقين على هذا الرأي؟
- أنا لا أتابع مسلسلات.
• ولا حتى في رمضان؟
- أفضّل مشاهدة الأفلام العربية القديمة التي لم يكن يتسنى لي مشاهدتها وقتها، ولا «جلد» لي على متابعة مسلسل مؤلف من 50 أو 200 أو 300 حلقة. كما أتابع بعض البرامج السياسية، خصوصاً أن الناس مشغولون في هذه الأيام بـ «داعش». أنا أفضّل مشاهدة الأعمال التي تكون نتيجتها مباشرة ولا أحب أن انتظر 30 حلقة كي أعرف نهاية العمل، لأنه يمكن أن تفوتني أحياناً مشاهدة إحدى الحلقات، فلماذا أشغل نفسي في مسلسل لن أتمكن من متابعته؟ عادة أنا أمضي وقتي بين الإنترنت والمشي والنزهات ونادراً ما أشاهد التلفزيون.
• هل كانت بدايتك الفنية مع برنامج «أبو ملحم»؟
- بل من خلال مسلسل «زهرة الغاردينيا» للفنانة الراحلة نزهة يونس. الفنان الراحل عماد فريد هو الذي اكتشفني، وقدمني في هذا العمل الذي حمل توقيع إبراهيم خوري في أولى تجاربه الإخراجية.
• وهل كان دورك فيه دور بطولة؟
- نحن دخلنا الدراما من خلال أدوار صغيرة ولم ندخلها من باب البطولات. نحن صعدنا السلم درجة درجة، وبعدها خضت تجربة العمل المسرحي مع نزار ميقاتي وشوشو.
• وما أول عمل شاركتِ فيه كبطولة مطلقة؟
- في الماضي كانت تسود موضة الحلقات الخماسية أو الحلقات المؤلفة من ثلاث أو أربع ساعات، وكنا نلعب فيها أدوار البطولة الأولى والثانية. لكن أول بطولة مطلقة لي في مسلسل مؤلف من 13 حلقة كانت في مسلسل «سحر». قبله لعبت بطولة مطلقة ولكن في حلقات سداسية من بينها «يا ليل يا عين» مع جهاد الاطرش ومحمد جمال، ولكن لم يكن يعتمد عليّ في المسلسلات المؤلفة من 13 حلقة.
• وتحقق هذا الحلم مع مسلسل «سحر»؟
- نعم. هذا المسلسل احتل المرتبة الأولى في «تيلي مانجمنت» على مدار 6 أعوام متتالية.
• وكيف تلقيت خبر أنك ستكونين بطلة مسلسل مؤلف من 13 حلقة؟
- يومها فرحت كثيراً. المخرج باسم نصر هو الذي وضع آماله عليّ وأنا لم أخذله على الإطلاق لأنني ساهمت في نجاح العمل.
• من المعروف أنك نجحت في الكوميديا كما في التراجيديا. ولكن في أيهما حققتِ نفسك أكثر؟
- حققتُ نفسي في كل دور لعبته.
• لأن الممثل الحقيقي هو الذي يلعب كل الأدوار؟
- طبعاً. يقولون إن فاتن حمامة هي «سيدة الشاشة» وأنا أخالفهم الرأي وأعتبر أن لقب «سيدة الشاشة» تستحقه سعاد حسني أو شادية، لأنهما نوّعتا في أدوارهما. لا يهمني الفنان الذي يسير على خط فني واحد، بل الفنان الذي يعيش كل الأدوار. هكذا يكون الممثل الشامل.
• هل ما تقولين إن ثمة ظلماً يلحق أحياناً ببعض الفنانين؟
- نعم. أحياناً يمكن أن يبرز فنان معيّن لمجرد أنه حمل لقباً ورافقه كل العمر. ولكن ليس كل الفنانين يستحقون ألقابهم.
• وأنت حملت لقب أجمل فنانة؟
- أنا لُقبت بـ «ملكة السينما» ويومها شارك في وضع الوشاح الراحلان ملحم كرم ورياض طه، ولا أزال حتى اليوم أحتفظ بالصورة على الجدار.
• وهل أحببت السينما أكثر من التلفزيون؟
- بل أحب كل المجالات، تماماً كما يحب الإنسان في وقت واحد الفتوش والتبولة والملوخية. كلها أطباق لذيذة ولكن كل منها يتميّز بطعم خاص.
• وهل يمكن القول إن تجربتك المسرحية مع الراحل «شوشو» كانت الأكثر ثراء فنياً؟
- نحن تدربنا على أيدي أساتذة كبار في التلفزيون، مع المخرجين جان فياض وباسم نصر، وفي المسرح مع نزار ميقاتي. نحن لم نأتِ من عروض الأزياء ومجال الجمال ودخلنا إلى التمثيل مباشرة ولعبنا أدوار البطولة.
• وكيف كانت تجربة التعامل مع الراحل «شوشو»؟
- كانت تجربة جميلة جداً وكان نزار ميقاتي يلقبني بـ «Coquette» المسرح.
• ولكن يقال إن رهبة المسرح أكبر من رهبة التلفزيون والسينما؟
- تعلمتُ من كل تجاربي. ربما من خلال المسرح يلمس الناس رد فعل الجمهور مباشرة، ولكن اليوم يتحقق الأمر نفسه من خلال الفضائيات، لأن الناس يقفون في الشارع ويلقون التحية علينا. في زمن «تلفزيون لبنان» الذي كان يومها الشاشة الوحيدة في لبنان، كان يعرض لي مع الراحل إبراهيم مرعشلي إعلاناً لإحدى ماركات الغسالات، وفي أحد الأيام أوقفت التاكسيُ كي يقلني إلى الكاراج لأحضر سيارتي من التصليح، ولكن السائق رفض أن يتقاضى أجراً، وعندما أصررت، قال لي «بالأمس كنت سبباً في أن أدفع 100 ليرة ثمن الغسالة، هل تريدينني أن أحاسبك على 5 ليرات؟». لطالما كانت محبة الناس للفنان موجودة في قلوب الناس لكن يبقى لكل مجال جمهوره، وخصوصاً المسرح الذي لا يقصده كل الناس على عكس التلفزيون الذي يدخل كل البيوت.
• أشرتِ إلى أنك تسلقتِ سلّم الفن خطوة خطوة، وليس كما يحصل اليوم، حيث تتحول عارضات الأزياء وملكات الجمال إلى بطلات بين ليلة وضحاها. ماذا تقولين في هذا المجال؟
- الأساتذة الكبار تعبوا علينا ونحن تعبنا كثيراً قبل أن نصل إلى النجومية. أما اليوم «اسم الله» الشباب والصبايا يصلون من دون تعب. بمجرد أن ينتخبوا أو ينتخبن ملوك وملكات جمال يصبحوا أبطالاً على الشاشات، وأنا لست ضد هذا المبدأ ولكن ما قلته يعني أن هناك فارقاً شاسعاً بين تجربتنا وبين تجربة الجيل الحالي.
• في أيهما تستمر النجومية أكثر: في تجربتكم كجيل قديم أم في تجربة الجيل الجديد؟
- هذا الأمر يرتبط بالاختيار والموهبة. هناك الكثير من الصبايا والشباب الذين يدرسون في معاهد التمثيل، ولكن هل كلهم سيحصلون على الشهرة؟ من المؤكد أنه لن يصل إلى الشهرة إلا مَن يتمتع بالموهبة، والموهبة تولد مع الإنسان، ولا يمكن تعلمها مهما درس الإنسان. من لا يملك الموهبة والكاريزما والهالة وخفة الظل حتى في الأدوار الدرامية لن ينجح أبداً. صحيح أن العلم يفيد في كل المجالات ولا شك أن طلاب الجامعات يستفيدون من درسهم، ولكن شوشو كان كاتباً في البنك ونبيه أبو الحسن كان موظفاً في البنك، وبالرغم من ذلك هما من أكبر النجوم في عالم الكوميديا لأنهما يتمتعان بالموهبة.
• هل ظلمك الفن أم أعطاك حقك؟
- الحمد لله. محبة الناس تساوي الدنيا مادياً، أنا لم أنل حقي ولكن كل الناس يحبونني وكل من يبتسم لي أبادله الابتسامة حتى لو لم أكن أعرفه.
• ما أهمّ دور لعبته في حياتك؟
- لعبتُ الكثير من الأدوار المهمة. المسلسل البدوي «الغريبة» الذي صوّر في الأردن نلت عنه جائزة أفضل ممثلة عربية، كما فاز وقتها الممثل الراحل أحمد رمزي بجائزة أفضل ممثل. يومها أجرت مجلة «الموعد» استفتاء ونشرته على صفحاتها ولا أزال أحتفظ بنسخة عن الاستفتاء. وقتها لم يكن يحصل تكريم للفنانين بل كانوا يقدمون لهم شهادات. لقد قدمت أدواراً مهمة ومتنوعة، وكل دور له مكانة خاصة في قلبي، وكان سبباً من أسباب نجاحي، فكيف لا أحب كل أدواري؟
• تم تقديم مسلسل«الدنيا هيك» قبل أعوام قليلة بحلّة جديدة ومع ممثلين جدد وكنتِ من الممثلات اللواتي شاركن فيه. كيف وجدت تلك التجربة؟
- النسخة الأساسية من برنامج «الدنيا هيك» مختلفة تماماً عن النسخة الجديدة. كان هناك كاتب اسمه محمد شامل وهو أديب كبير وصاحب عقل مخضرم، وتتميز كتاباته بغناها بالسجع والأفكار، كما كان هناك ممثلون مختلفون، ولم يكن ممكناً إحضار روح فريال كريم أو ماجد أفيوني في النسخة الجديدة. هم حاولوا وأنا لم أرفض طلبهم كي لا يشعروا بأنني مغرورة.
• في رأيك هل نجحتْ النسخة الجديدة؟
- أنا لعبتُ دوري «والباقي يصطفل».
• ما سر شخصية «شويكار» التي قدمتِها في مسلسل «الدنيا هيك»؟
- صدقيني لا أعرف! حتى في أميركا كانوا يقولون «هيدي شويكار» عندما كنتُ أتكلم، وعندما كنت أدير رأسي كنت أجد أنهم من العرب.
• وهل هي أهم شخصية كوميدية قدمتِها في مسيرتك الفنية؟
- طبعاً. حتى اليوم لا تزال «شويكار عايشة».
• لماذا لم تشاركي في أعمال مصرية؟
- التقيتُ المخرج عاطف سالم في مهرجان الكويت وبعدها في مهرجان تونس، وهو كان يصرّ على الجلوس إلى جانبي، فقالوا له «علشان بتشبه نبيلة عبيد!». يومها عرض عليّ بطولة أربعة أفلام، ولكنني رفضت وقلت له لا يمكن أن أسافر إلى مصر.
• لماذا؟
- مصر كبيرة وكنتُ وحدي، وهذا الأمر أخافني كثيراً. «أنا خوّيفة من هذه الناحية».
• وهل أنت نادمة اليوم على قرارك؟
- كلا. أنا لا أندم على شيء، بل أشكر الله على كل شيء حصل في حياتي، سواء كان جيداً أم سيئاً.
• هل ترين أن الفن لا يزال رسالة؟
- لا أعرف. يجب أن أكون مكان كل ممثل وكل ممثلة كي أجيب عن هذا السؤال.
• ألم يلفتك أحد من ممثلات هذا الجيل؟
- أنا لا أتابع مسلسلات ولا أعرف الممثلين والمنتجين والمخرجين الجدد.
• يقال إن الفن تحول إلى علاقات؟
- أنا لا أتعاطى مع أحد ولا أحب أخبارهم وقصصهم.
• وماذا تتوقعين؟
- أنا لا أطرق الأبواب. منذ أن كنت صغيرة كان آخر همي معرفة أخبار أي زميلة من زميلاتي. أنا لم أكن أهتمّ إلا بفني وبما يجب أن أفعله كي أتقدم.
• هل كانت توجد منافسة بينك وبين مارسيل مارينا؟
- على الإطلاق. عندما كان يكتب مسلسل من 13 حلقة لمحمد جمال وجهاد الأطرش، كانت الأدوار النسائية تُقسم بيني وبين مارسيل. لم تكن توجد منافسة بيني وبينها، بل هي كانت زميلتي وكنا «مثل اللحم على الظفر»، والكلام نفسه ينطبق على الراحلة هند أبي اللمع. كانتا زميلتين ولا يمكن أن أنسى عشرتي معهما. أنا أؤمن بأن كل فنان يأكل رزقته.
• بالنسبة إلى جيلكم، كان يقال إن بعض فنانيه تزوج الفن، في المقابل هناك فنانون وفنانات تزوجوا وطلقوا كثيراً. بالنسبة إليك تحديداً، هل أثر الفن على حياتك الخاصة؟
- إلى حدٍ ما.
• من المعروف أنك تزوجت مرات عديدة؟
- وغيري من الناس العاديين تزوجوا وتطلقوا كثيراً، ومن يقصد المحاكم الروحية والشرعية سيتأكد من صحة كلامي، ولكن لأن الأضواء مسلطة علينا كفنانين، فلذلك يعرف الكل بأخبارنا الخاصة.
• ما الفارق بين الفنانة «المزواجة» والفنانة التي تتزوج فنها؟
- كل شيء قسمة ونصيب. ما يكتبه الله لنا لا بد أن يحصل معنا. ربنا هو الذي يرسم أقدارنا والإنسان لا يمكنه أن يخطط لنفسه.
• هل تتابعين الدراما التركية؟
- أبداً، ولكن لدي صديقة مولعة بها، وأنا أهرب إلى غرفة أخرى وأستمع إلى الراديو عندما تبدأ بمشاهدة الدراما التركية.
• في حال عُرض عليك دور في مسلسل طويل. هل ترفضينه؟
- بل أشارك فيه في حال أعجبني الدور، ولكن «لا جلد لي» على متابعة المسلسلات الطويلة كما تفعل بعض السيدات اللواتي يمضين أوقاتهن في متابعة المسلسلات بانتظار عودة أزواجهنّ إلى البيوت.
• ماذا تقولين للمنتجين؟
- «يعطيهم العافية». كل إنسان ينال رزقه في هذه الحياة.
• وللوسط الفني؟
- «الله يعطيهم العافية وإن شاء الله يقدروا يعملوا اللي عملناه».
تبدو عفيش عاتبة، وإن لم تقل هذا الكلام علناً، مكتفية خلال حوارها مع «الراي» بإعلان: «مش فارقة معي». وعندما تُسأل عن سبب غيابها، تقول: «اسألوا المنتجين»، مؤكدة أنها لا تعرف أياً من المنتجين والمخرجين الجدد، ومعقّبة: «من يريدني، يمكنه أن يتصل بالنقابة كي يأخذ رقم هاتفي». وأضافت: «لم أطرق الأبواب سابقاً، ولن أفعل ذلك اليوم».
تحدثت آمال عفيش عن بداياتها وأعمالها والأدوار التي لعبتها، كما أشادت بالممثلات اللواتي عشن زمنها الفني والأساتذة الكبار الذين تتلمذت على أيديهم.
• ماذا وراء ابتعادك عن الدراما اللبنانية؟
- لا تسأليني، بل اسألي المنتجين.
• وأنت كيف تفسرين الأمر بينك وبين نفسك؟
- لا يمكن أن توجهي إليّ هذا السؤال لأنه لا جواب لديّ عليه.
• ولكن بالتأكيد لديك استنتاجاتك الخاصة؟
- لا يمكنني أن أدخل قلوب المنتجين كي أعرف السبب.
• ولكنك تعرفين ماذا يحصل في الوسط؟
- وما الذي يحصل في الوسط!
• نسمع أنه تتم الاستعانة بفنانات على حساب فنانات أخريات؟
- أنا بعيدة جداً ولا يهمني ما يحصل. اسمي مسجل في كتاب النقابة وهو متوافر عند كل المنتجين ومَن يرغب في التعامل معي يمكنه أن يتصل بي عندما يجد أن العمل الموجود بين يديه يوجد فيه دور مناسب لي. هكذا تعوّدنا.
• وكيف تفسرين أسباب حضور وداد جبور وإلسي فرنيني على الشاشة في الأعمال الدرامية؟
- لا أعرف! «الله يرزقهم»، وفي كل الأحوال «مش فارقة معي... خليهن يعملوا اللي عملتو أنا».
• لكن كثيرين يتساءلون عن أسباب إقصاء فنانة قديرة بحجمك عن الدراما بدأت مشوارها الفني منذ زمن الأبيض والأسود وقدّمت كل الأدوار، ونجحت في إضحاكنا وإبكائنا، وجمعت في تجربتها بين التلفزيون والسينما والمسرح؟
- سأشارك في فيلم سينمائي إيراني.
• يبدو أن التقدير يأتي من الخارج دائماً، وكما يقول المثل الشعبي «الكنيسة القريبة ما بتشفي». لكن لو أخذنا تجارب نادية الجندي ونبيلة عبيد وحسين فهمي ومحمود ياسين وعادل إمام نجد أنهم لم يغيبوا عن الشاشة؟
- نبيلة عبيد ونادية الجندي مبتعدتان وعادل إمام هو وحده الذي يطلّ لأنه منتج أعماله.
• يبدو أننا نعيش في زمن إقصاء النجوم عندما تتقدم بهم السن؟
- أنتِ قلت إن وداد جبور وإلسي فرنيني تعملان. أنا لا أعرف المنتجين والمخرجين.
• وهل التقصير منك أم منهم؟
- قلت سابقاً إن اسمي مسجل في النقابة ومن يريدني لدور مناسب أهلاً وسهلاً، ومن لا يريدني لا يسعني سوى أن أقول له «الله يباركلوا بكل شي».
• هل يحزّ هذا الموضوع في نفسك؟
- أبداً، قلت لك «خليهم يعملوا اللي عملتو». في العام 1983 فزتُ بلقب «أفضل ممثلة في الوطن العربي»، وشاركتُ وكُرمّت في الكثير من المهرجانات. أي مهرجان كنت أشارك فيه، كنت أذهب بمفردي كوفد لبناني، ولم يكن يرافقني أي صحافي أو شخص آخر، وكانت قدماي ترتجفان من تحتي. «انا شبعانة وراح ارجع قول يعملوا اللي عملتو».
• هل شبعت فنياً؟
- لا يمكن أن نشبع من التمثيل، ولكن لا يوجد شيء في نفسي. لعبت أدواراً كثيرة ومختلفة و«ما في بعيني».
• في أي عمل درامي، يشارك ممثلون من كل الأجيال بدءاً بالممثلين الشباب، مروراً بالممثلين المتوسطي السن وانتهاء بالممثلين المتقدمين في السن. هل ترين أن هذه القاعدة ليست منصفة وليست متوافرة في لبنان؟
- هم يركزون على الرجال ويكتبون لهم الأدوار المهمة أياً كانت سنهم، أما النساء فلا يكترثون لهن بل يكتبون لهن أدواراً ركيكة وغير مهمة.
• وهل كان يحصل ذلك في زمنكم أيضاً؟
- أبداً! كان يُكتب للراحلة ليلى كرم أجمل وأفضل الأدوار مع أنها كانت وقتها بمثل سن والدتي، والأمر نفسه ينطبق على الفنانين لمياء فغالي وأمل العريس اللتين قدمتا أجمل الأدوار بالرغم من تقدمهما في السن.
• هل يوجد جحود في هذا الزمن الفني؟
- لا أعرف ولا تسألينني أسئلة مستفزّة، لأنني لا أريد أن افتح النار. في الأساس لم يعد يهمني شيء، و«مش فارقة معي الكل».
• تشعرين بالقرف؟
- لم تصل الأمور معي إلى هذا الحد، بل وصلت إلى درجة أنني لم أعد أكترث إلى كل ما يحصل. أنا أفتخر لأنني أشارك في أعمال سينمائية في إيران وأقدم أدوار أمّ البطل. قبل عامين شاركت بدور في فيلم إيراني ونلت عنه جائزة هناك.
• هل عُرضت عليك أدوار في لبنان خلال الفترة الماضية ورفضتِها لأنك شعرت بأنها لا تليق باسمك وتاريخك الفني الكبيرين؟
- لا تجرينني كي أتحدث في مثل هذه المواضيع. لا أريد ذلك.
• كيف تقارنين بين جيلكم الفني والجيل الفني الحالي؟
- لكل زمان دولة ورجال. هم يرغبون في دخول الفن بهذه الطريقة ونحن كان لدينا طريقة مختلفة. كانت أعمالنا توزع إلى دول الخليج والدول العربية وكان يفرض علينا ارتداء ملابس كمّ طويل وتحت الركبتين. جيلنا يختلف عن الجيل الحالي.
• حالياً، يعيد «تلفزيون لبنان» الرسمي عرض بعض الأعمال القديمة التي يتابعها الناس بشغف وحنين، في حين أن البعض يرى أن مسلسلات هذه الايام مملة ويغلب عليها التطويل. هل توافقين على هذا الرأي؟
- أنا لا أتابع مسلسلات.
• ولا حتى في رمضان؟
- أفضّل مشاهدة الأفلام العربية القديمة التي لم يكن يتسنى لي مشاهدتها وقتها، ولا «جلد» لي على متابعة مسلسل مؤلف من 50 أو 200 أو 300 حلقة. كما أتابع بعض البرامج السياسية، خصوصاً أن الناس مشغولون في هذه الأيام بـ «داعش». أنا أفضّل مشاهدة الأعمال التي تكون نتيجتها مباشرة ولا أحب أن انتظر 30 حلقة كي أعرف نهاية العمل، لأنه يمكن أن تفوتني أحياناً مشاهدة إحدى الحلقات، فلماذا أشغل نفسي في مسلسل لن أتمكن من متابعته؟ عادة أنا أمضي وقتي بين الإنترنت والمشي والنزهات ونادراً ما أشاهد التلفزيون.
• هل كانت بدايتك الفنية مع برنامج «أبو ملحم»؟
- بل من خلال مسلسل «زهرة الغاردينيا» للفنانة الراحلة نزهة يونس. الفنان الراحل عماد فريد هو الذي اكتشفني، وقدمني في هذا العمل الذي حمل توقيع إبراهيم خوري في أولى تجاربه الإخراجية.
• وهل كان دورك فيه دور بطولة؟
- نحن دخلنا الدراما من خلال أدوار صغيرة ولم ندخلها من باب البطولات. نحن صعدنا السلم درجة درجة، وبعدها خضت تجربة العمل المسرحي مع نزار ميقاتي وشوشو.
• وما أول عمل شاركتِ فيه كبطولة مطلقة؟
- في الماضي كانت تسود موضة الحلقات الخماسية أو الحلقات المؤلفة من ثلاث أو أربع ساعات، وكنا نلعب فيها أدوار البطولة الأولى والثانية. لكن أول بطولة مطلقة لي في مسلسل مؤلف من 13 حلقة كانت في مسلسل «سحر». قبله لعبت بطولة مطلقة ولكن في حلقات سداسية من بينها «يا ليل يا عين» مع جهاد الاطرش ومحمد جمال، ولكن لم يكن يعتمد عليّ في المسلسلات المؤلفة من 13 حلقة.
• وتحقق هذا الحلم مع مسلسل «سحر»؟
- نعم. هذا المسلسل احتل المرتبة الأولى في «تيلي مانجمنت» على مدار 6 أعوام متتالية.
• وكيف تلقيت خبر أنك ستكونين بطلة مسلسل مؤلف من 13 حلقة؟
- يومها فرحت كثيراً. المخرج باسم نصر هو الذي وضع آماله عليّ وأنا لم أخذله على الإطلاق لأنني ساهمت في نجاح العمل.
• من المعروف أنك نجحت في الكوميديا كما في التراجيديا. ولكن في أيهما حققتِ نفسك أكثر؟
- حققتُ نفسي في كل دور لعبته.
• لأن الممثل الحقيقي هو الذي يلعب كل الأدوار؟
- طبعاً. يقولون إن فاتن حمامة هي «سيدة الشاشة» وأنا أخالفهم الرأي وأعتبر أن لقب «سيدة الشاشة» تستحقه سعاد حسني أو شادية، لأنهما نوّعتا في أدوارهما. لا يهمني الفنان الذي يسير على خط فني واحد، بل الفنان الذي يعيش كل الأدوار. هكذا يكون الممثل الشامل.
• هل ما تقولين إن ثمة ظلماً يلحق أحياناً ببعض الفنانين؟
- نعم. أحياناً يمكن أن يبرز فنان معيّن لمجرد أنه حمل لقباً ورافقه كل العمر. ولكن ليس كل الفنانين يستحقون ألقابهم.
• وأنت حملت لقب أجمل فنانة؟
- أنا لُقبت بـ «ملكة السينما» ويومها شارك في وضع الوشاح الراحلان ملحم كرم ورياض طه، ولا أزال حتى اليوم أحتفظ بالصورة على الجدار.
• وهل أحببت السينما أكثر من التلفزيون؟
- بل أحب كل المجالات، تماماً كما يحب الإنسان في وقت واحد الفتوش والتبولة والملوخية. كلها أطباق لذيذة ولكن كل منها يتميّز بطعم خاص.
• وهل يمكن القول إن تجربتك المسرحية مع الراحل «شوشو» كانت الأكثر ثراء فنياً؟
- نحن تدربنا على أيدي أساتذة كبار في التلفزيون، مع المخرجين جان فياض وباسم نصر، وفي المسرح مع نزار ميقاتي. نحن لم نأتِ من عروض الأزياء ومجال الجمال ودخلنا إلى التمثيل مباشرة ولعبنا أدوار البطولة.
• وكيف كانت تجربة التعامل مع الراحل «شوشو»؟
- كانت تجربة جميلة جداً وكان نزار ميقاتي يلقبني بـ «Coquette» المسرح.
• ولكن يقال إن رهبة المسرح أكبر من رهبة التلفزيون والسينما؟
- تعلمتُ من كل تجاربي. ربما من خلال المسرح يلمس الناس رد فعل الجمهور مباشرة، ولكن اليوم يتحقق الأمر نفسه من خلال الفضائيات، لأن الناس يقفون في الشارع ويلقون التحية علينا. في زمن «تلفزيون لبنان» الذي كان يومها الشاشة الوحيدة في لبنان، كان يعرض لي مع الراحل إبراهيم مرعشلي إعلاناً لإحدى ماركات الغسالات، وفي أحد الأيام أوقفت التاكسيُ كي يقلني إلى الكاراج لأحضر سيارتي من التصليح، ولكن السائق رفض أن يتقاضى أجراً، وعندما أصررت، قال لي «بالأمس كنت سبباً في أن أدفع 100 ليرة ثمن الغسالة، هل تريدينني أن أحاسبك على 5 ليرات؟». لطالما كانت محبة الناس للفنان موجودة في قلوب الناس لكن يبقى لكل مجال جمهوره، وخصوصاً المسرح الذي لا يقصده كل الناس على عكس التلفزيون الذي يدخل كل البيوت.
• أشرتِ إلى أنك تسلقتِ سلّم الفن خطوة خطوة، وليس كما يحصل اليوم، حيث تتحول عارضات الأزياء وملكات الجمال إلى بطلات بين ليلة وضحاها. ماذا تقولين في هذا المجال؟
- الأساتذة الكبار تعبوا علينا ونحن تعبنا كثيراً قبل أن نصل إلى النجومية. أما اليوم «اسم الله» الشباب والصبايا يصلون من دون تعب. بمجرد أن ينتخبوا أو ينتخبن ملوك وملكات جمال يصبحوا أبطالاً على الشاشات، وأنا لست ضد هذا المبدأ ولكن ما قلته يعني أن هناك فارقاً شاسعاً بين تجربتنا وبين تجربة الجيل الحالي.
• في أيهما تستمر النجومية أكثر: في تجربتكم كجيل قديم أم في تجربة الجيل الجديد؟
- هذا الأمر يرتبط بالاختيار والموهبة. هناك الكثير من الصبايا والشباب الذين يدرسون في معاهد التمثيل، ولكن هل كلهم سيحصلون على الشهرة؟ من المؤكد أنه لن يصل إلى الشهرة إلا مَن يتمتع بالموهبة، والموهبة تولد مع الإنسان، ولا يمكن تعلمها مهما درس الإنسان. من لا يملك الموهبة والكاريزما والهالة وخفة الظل حتى في الأدوار الدرامية لن ينجح أبداً. صحيح أن العلم يفيد في كل المجالات ولا شك أن طلاب الجامعات يستفيدون من درسهم، ولكن شوشو كان كاتباً في البنك ونبيه أبو الحسن كان موظفاً في البنك، وبالرغم من ذلك هما من أكبر النجوم في عالم الكوميديا لأنهما يتمتعان بالموهبة.
• هل ظلمك الفن أم أعطاك حقك؟
- الحمد لله. محبة الناس تساوي الدنيا مادياً، أنا لم أنل حقي ولكن كل الناس يحبونني وكل من يبتسم لي أبادله الابتسامة حتى لو لم أكن أعرفه.
• ما أهمّ دور لعبته في حياتك؟
- لعبتُ الكثير من الأدوار المهمة. المسلسل البدوي «الغريبة» الذي صوّر في الأردن نلت عنه جائزة أفضل ممثلة عربية، كما فاز وقتها الممثل الراحل أحمد رمزي بجائزة أفضل ممثل. يومها أجرت مجلة «الموعد» استفتاء ونشرته على صفحاتها ولا أزال أحتفظ بنسخة عن الاستفتاء. وقتها لم يكن يحصل تكريم للفنانين بل كانوا يقدمون لهم شهادات. لقد قدمت أدواراً مهمة ومتنوعة، وكل دور له مكانة خاصة في قلبي، وكان سبباً من أسباب نجاحي، فكيف لا أحب كل أدواري؟
• تم تقديم مسلسل«الدنيا هيك» قبل أعوام قليلة بحلّة جديدة ومع ممثلين جدد وكنتِ من الممثلات اللواتي شاركن فيه. كيف وجدت تلك التجربة؟
- النسخة الأساسية من برنامج «الدنيا هيك» مختلفة تماماً عن النسخة الجديدة. كان هناك كاتب اسمه محمد شامل وهو أديب كبير وصاحب عقل مخضرم، وتتميز كتاباته بغناها بالسجع والأفكار، كما كان هناك ممثلون مختلفون، ولم يكن ممكناً إحضار روح فريال كريم أو ماجد أفيوني في النسخة الجديدة. هم حاولوا وأنا لم أرفض طلبهم كي لا يشعروا بأنني مغرورة.
• في رأيك هل نجحتْ النسخة الجديدة؟
- أنا لعبتُ دوري «والباقي يصطفل».
• ما سر شخصية «شويكار» التي قدمتِها في مسلسل «الدنيا هيك»؟
- صدقيني لا أعرف! حتى في أميركا كانوا يقولون «هيدي شويكار» عندما كنتُ أتكلم، وعندما كنت أدير رأسي كنت أجد أنهم من العرب.
• وهل هي أهم شخصية كوميدية قدمتِها في مسيرتك الفنية؟
- طبعاً. حتى اليوم لا تزال «شويكار عايشة».
• لماذا لم تشاركي في أعمال مصرية؟
- التقيتُ المخرج عاطف سالم في مهرجان الكويت وبعدها في مهرجان تونس، وهو كان يصرّ على الجلوس إلى جانبي، فقالوا له «علشان بتشبه نبيلة عبيد!». يومها عرض عليّ بطولة أربعة أفلام، ولكنني رفضت وقلت له لا يمكن أن أسافر إلى مصر.
• لماذا؟
- مصر كبيرة وكنتُ وحدي، وهذا الأمر أخافني كثيراً. «أنا خوّيفة من هذه الناحية».
• وهل أنت نادمة اليوم على قرارك؟
- كلا. أنا لا أندم على شيء، بل أشكر الله على كل شيء حصل في حياتي، سواء كان جيداً أم سيئاً.
• هل ترين أن الفن لا يزال رسالة؟
- لا أعرف. يجب أن أكون مكان كل ممثل وكل ممثلة كي أجيب عن هذا السؤال.
• ألم يلفتك أحد من ممثلات هذا الجيل؟
- أنا لا أتابع مسلسلات ولا أعرف الممثلين والمنتجين والمخرجين الجدد.
• يقال إن الفن تحول إلى علاقات؟
- أنا لا أتعاطى مع أحد ولا أحب أخبارهم وقصصهم.
• وماذا تتوقعين؟
- أنا لا أطرق الأبواب. منذ أن كنت صغيرة كان آخر همي معرفة أخبار أي زميلة من زميلاتي. أنا لم أكن أهتمّ إلا بفني وبما يجب أن أفعله كي أتقدم.
• هل كانت توجد منافسة بينك وبين مارسيل مارينا؟
- على الإطلاق. عندما كان يكتب مسلسل من 13 حلقة لمحمد جمال وجهاد الأطرش، كانت الأدوار النسائية تُقسم بيني وبين مارسيل. لم تكن توجد منافسة بيني وبينها، بل هي كانت زميلتي وكنا «مثل اللحم على الظفر»، والكلام نفسه ينطبق على الراحلة هند أبي اللمع. كانتا زميلتين ولا يمكن أن أنسى عشرتي معهما. أنا أؤمن بأن كل فنان يأكل رزقته.
• بالنسبة إلى جيلكم، كان يقال إن بعض فنانيه تزوج الفن، في المقابل هناك فنانون وفنانات تزوجوا وطلقوا كثيراً. بالنسبة إليك تحديداً، هل أثر الفن على حياتك الخاصة؟
- إلى حدٍ ما.
• من المعروف أنك تزوجت مرات عديدة؟
- وغيري من الناس العاديين تزوجوا وتطلقوا كثيراً، ومن يقصد المحاكم الروحية والشرعية سيتأكد من صحة كلامي، ولكن لأن الأضواء مسلطة علينا كفنانين، فلذلك يعرف الكل بأخبارنا الخاصة.
• ما الفارق بين الفنانة «المزواجة» والفنانة التي تتزوج فنها؟
- كل شيء قسمة ونصيب. ما يكتبه الله لنا لا بد أن يحصل معنا. ربنا هو الذي يرسم أقدارنا والإنسان لا يمكنه أن يخطط لنفسه.
• هل تتابعين الدراما التركية؟
- أبداً، ولكن لدي صديقة مولعة بها، وأنا أهرب إلى غرفة أخرى وأستمع إلى الراديو عندما تبدأ بمشاهدة الدراما التركية.
• في حال عُرض عليك دور في مسلسل طويل. هل ترفضينه؟
- بل أشارك فيه في حال أعجبني الدور، ولكن «لا جلد لي» على متابعة المسلسلات الطويلة كما تفعل بعض السيدات اللواتي يمضين أوقاتهن في متابعة المسلسلات بانتظار عودة أزواجهنّ إلى البيوت.
• ماذا تقولين للمنتجين؟
- «يعطيهم العافية». كل إنسان ينال رزقه في هذه الحياة.
• وللوسط الفني؟
- «الله يعطيهم العافية وإن شاء الله يقدروا يعملوا اللي عملناه».