هناك قصة شعبية قديمة مفادها أن راعياً للغنم وصل به بطر النعمة والفراغ وعقله الصغير لأن يتوصل لحركة خائبة من خلالها يتسلى بالناس ويشغلهم بتفاهته، فقرر أن يكذب على الناس، بأن يختلق فكرة أن يستنجد بهم على الذئب المفترس الذي هجم على قطيع غنمه وهو في المرعى! فما كان منه إلا أن مزق ثيابه وتعفر بالتراب ثم ترك قطيع الغنم خلفه وأطلق سيقانه للريح ركضاً باتجاه أهل القرية، وعندما اقترب منهم أخذ يصيح بأعلى صوته: أدركوني أدركوني إن الذئب سطا على قطيع الغنم .. أرجوكم أدركوني!
فما كان من أهل القرية إلا أن هبوا لتلبية استغاثته، وحملوا معهم السلاح والعصي مسرعين نحو المرعى لنجدة الغنم من الذئب المفترس، فلما وصلوا لمكان الغنم وجدوا الغنم ترعى بأمان ولم يمسسها سوء، ولا يوجد هناك أي أثر للذئب! فلما سألوا الراعي عن الذئب أخذ يضحك ملء فيه وهو يقول: لقد كذبت عليكم! فعاد أهل القرية نحو بيوتهم وأعمالهم وهم مستاؤون من صنيعه.
وبعد فترة من الوقت عاد الراعي لذات الفعلة ولقد انطلت كذبته مرة ثانية على أهل القرية، وفي المرة الثالثة هجم الذئب حقيقة على الغنم وبدأ يقتل منها، فولى الراعي مسرعاً نحو القرية وهو يصيح خائفاً مرعوباً بأهل القرية يريد منهم أن يساعدوه في قتل الذئب أو طرده من المرعى، فلم يأبه له منهم أحد ولم يلتفتوا إليه، فأخذ يصيح ويصيح دون جدوى، والذئب كان هناك في المرعى ينتقى أسمن الغنم ويأكلها!
هذه القصة الشعبية القديمة تنطبق على أحد السياسيين في البلاد حيث أشغلنا لسنوات طويلة في ترهاته وحركاته «النص كم»!، فهو منذ زمن لم تكُف ألاعيبه الخائبة عن مسرح الأحداث الكويتي، عبر من يحركهم بمزاجه كما تُحرّك دمى العرائس عبر خيوطها!
وبعد مشواره الطويل وتنقلاته من منصب إلى منصب ومن زاوية إلى زاوية وما اقترفه من «بلاوي زرقا» خلالها، ها هو الآن يخسر كل شيء بسبب بطره للنعمة، بل لا أظن أنها مجرّد خسارة بل هي موتة سياسية أبدية، فالذي فعله ولا يزال يفعله من أمور خطيرة أتعبت البلد وأهل البلد، وجعلت الناس تعرف حقيقته حيث «صلّع» الآن على الآخر هو ومجموعته الخائبة التي يحركها ويمدها بالمعلومات والأوراق المشبوهة، فلا هم الذين ربحوا ولا هم الذين كفوا بلاهم عن البلاد والعباد.
أعان الله تعالى سمو رئيس مجلس الوزراء جابر المبارك على الوقوف قوياً وشامخاً ومخلصاً لهذه البلاد وشعبها في وجه كل شخص يريد إحداث أي زعزعة فيها وتفرقة أهلها، فسمو الرئيس هو صاحب الحِمل الأثقل والأمانة الأصعب الذي نرجو منه من بعد الله تعالى أن يعم الاستقرار والهدوء كافة أرجاء الدولة.
@alrawie :Twitter
[email protected]