في احتفال أقيم في بلدة كفرصير في جنوب لبنان لمناسبة تقليده وسام قائد الإنسانية

بري في تكريم سموّ الأمير: الكويت تستحقّ أن تكون «أيقونة عالمية»

تصغير
تكبير
أبى لبنان الا ان يشارك الكويت فرحتها بتقليد الامين العام للامم المتحدة بان كي - مون سمو الأمير الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح وسام قائد الانسانية باسم دول العالم وبإعلانها "مركزاً انسانياً عالمياً"، فاختار بلدة جنوبية يصفها أبناؤها بـ "قطعة سما" (كفرصير النبطية) لتوجيه تحيّة لـ "أمير العرب" عكستْ "السماء الصافية" دائماً في العلاقة بين دولتين "توأمين" تَعاهدتا البقاء "يداً بيد"...

على الحُلوة والمُرّة.


ليس جديداً الاحترام والمحبة للكويت في قلوب اللبنانيين جميعاً والجنوبيين خصوصاً، ولكن الاحتفال الذي اقيم عصر السبت في كفرصير بمبادرة ورعاية رئيس البرلمان اللبناني نبيه بري (ممثلا بالنائب ايوب حميّد) وبدعوة من رئيس النادي الثقافي الاجتماعي في البلدة عبد العزيز سبيتي لمناسبة تقليد بان كي - مون سمو الأمير وسام قائد الانسانية، عبَق بكل ما تختزنه "بلاد الأرز" للكويت التي "تستحق ان تكون أيقونة عالمية تحمل رسالة الانسانية والخير للعالم".المناسبة امتزجت فيها العاطفة، بالسياسة والتاريخ، فكان فائض الود الدائم بين لبنان والكويت شاهداً على علاقات لا تشبه غيرها يرفع معها البلدان شعار "الوفاء" و"الشقيق وقت الضيق"، فيما ظهّرت المداخلات التقدير العالي لـ "أمير الديبلوماسية وعميدها في الشرق" ودوره في مساندة لبنان على مختلف المستويات.

الاحتفال الذي اقيم تحت عنوان "وفاءً للكويت الحبيبة"، حضره العميد محمد حايك ممثلاً نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع سمير مقبل، وممثلين لكل من وزير العمل سجعان قزي وللنائب وليد جنبلاط والنائب اسعد حردان وللمدير العام لقوى الامن الداخلي والمدير العام للامن العام ومدير عام الجمارك.

كما شارك النواب عبد اللطيف الزين، قاسم هاشم، ياسين جابر، هاني قبيسي، وزير الداخلية السابق زياد بارود، الامين العام للتيار الاسعدي المحامي معن الاسعد، القنصل في السفارة الكويتية في بيروت احمد السبتي، رئيس الصندوق الكويتي للتنمية نواف دبوس وفاعليات أخرى وحشد من المدعوين.

وألقى سبيتي في البداية كلمة ترحيبية، أشاد فيها بالكويت أميرا وحكومة وشعباً، شاكرا "لدولة الكويت وقوفها الدائم الى جانب لبنان في محنه وشدائده والمساهمة الكبيرة في إعادة إعماره وإنمائه، كذلك احتضانها للبنانيين منذ ما يقارب الثلاثة عقود"، داعيا الجالية اللبنانية فيها الى "الوفاء للكويت".وبعد مداخلة باسم اهالي كفرصير قدّمها رشيد سكافي أشار فيها الى "اننا نشارك دولة الكويت العزيزة فرحتها الكبيرة وبالإجماع العالمي الذي لم يسبق ان حدث"، مؤكدا "من أحق من الكويت وأميرها بهذا اللقب قائد الانسانية"، عبّر الدكتور عبد الرحمن البزري عن التقدير "لقامة طيبة الاعراق، سمحاء السجايا متحدرة من أصول عربية اسلامية كريمة وعظيمة أعني سمو امير دولة الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح".ثم تحدّث الوزير زياد بارود قائلاً: "انني واحد ممن لا تربطهم بدولة الكويت لا علاقة ملتبسة ولا مصلحة عابرة ولا رغبة في التودد صغيرة.

انا واحد ممن تربطهم بشعب الكويت مشاعر صداقة ومودة عمرها زمن".أضاف:طأتكلم عن سياسة الجمع بين الاخوة في زمن الفرقة الحمقاء التي تضعفنا.

أتكلم عن نأيها بالنفس عن صغائر زواريبنا واطلاقها الى رحابة التنمية المؤجلة.

أتكلم عن دولة عانت، مثلنا، الاعتداء والاحتلال وظلم ذوي القربى قبل ان تنفض غبار العدوان لتعود سيدة متألقة واعدة"،وتابع: "هذه الدولة لها قيادة عرفت كيف تستوعب الاختلاف في الرأي في الداخل فكان مجلس للامة، وعرفت كيف تتعاطى مع الخارج كمَن يمشي بين الالغام.

هذه الدولة، قيادة وشعباً، عرفت ان التنمية هي السبيل الى الاستقرار وان التضامن الانساني هو بوابة العبور الى مكافحة الفقر والعوز اللذين يشكلان تأشيرة دخول وبطاقة سفر الى الارهاب والتطرف"،وقال: "يوم قرر الأمين العام للامم المتحدة منح امير الكويت الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح لقب ( قائد العمل الانساني)، ترافق إعلانه هذا بآخر سمى فيه دولة الكويت (مركزا انسانياً عالمياً)"، وقد علق وزير الاعلام الشيخ سلمان صباح سالم الحمود الصباح قائلا ان ذلك "يجسد بحق المثل العليا والسامية التي تؤمن بها الكويت عبر مسيرتها الخيرة في العطاء وإغاثة المحتاج أينما كان".واستذكر بارود "مايو 2010، حين كان الامير المكرم ضيفا على الجمهورية، كيف انحنى، كبيراً، أمام نصب شهدائنا وكنت أرافقه مع قائد الجيش.

ومذاك وقبله وبعده، لا تزال قافلة شهدائنا الأبرار تقف منيعة في وجه كل من تسول له نفسه التعدي على كرامتنا وسيادتنا وحقنا في الحياة الكريمة".أضاف: "اذا كان أصل تسمية الكويت هو (الكوت) اي القلعة او الحصن، ومعناه البيت المبني على هيئة قلعة او حصن بجانب الماء، فان الكويت تبقى قلعة حصينة للتضامن والوحدة ومركزا مشعا للعمل الانساني".وبعدها كانت كلمة النائب الدكتور ايوب حميد باسم الرئيس بري فقال: "أحمل تحيات راعي الاحتفال الرئيس نبيه بري الذي شرفني تمثيله في هذا الحفل.

وأوجه باسم لجنة الصداقة البرلمانية اللبنانية مع الكويت التحيات للكويت.

ليس غريبا او مستهجنا ان يعلن صاحب السمو أمير دولة الكويت الشيخ صباح الجابر الاحمد الصباح كقائد للعمل الانساني، وليس غريباً ان تشهد الامم المتحدة احتفالاً تكريمياً لصاحب السمو تقديراً لجهوده وإسهاماته كقائد للعمل الانساني ودعمه المتواصل للعمليات لانسانية للامم المتحدة، فنحن نعرف قبل غيرنا دور امير الكويت في الحفاظ على الارواح وتخفيف المعاناة حول العالم انطلاقاً من لبنان توأم الكويت، ودوره في التصدي لظاهرة التغيير المناخي وللصراعات ووقوعها على المدنيين اطفالا ونساء"،وأضاف: "اننا في طليعة الجميع الذين يقدرون عالياً مساهمات الكويت في ادارة السلامة والامن الدوليين.

وقد لمسنا دور الكويت كما في لبنان كذلك بالنسبة الى الشعب السوري الشقيق.

فقد كان رئيس الامة الكويتي مرزوق علي الغانم هو الوحيد الذي قام بتوجيه من أمير البلاد بزيارة مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان والذي مد يده البيضاء للمنكوبين"،وتابع: "ان تكريم قائد انساني هو أمير الكويت، هو اولا ودائما تكريم للامير الانسان.

كما ان اعلان الكويت مركزاً انسانياً عالمياً هو تكريم للعرب ولليد العربية السخية تجاه القضايا الدولية"،واكد "ان امير البلاد يستحق ان يكون الاب المثالي لكل العرب، ودولة الكويت تستحق ان تكون أيقونة عالمية تحمل رسالة الانسانية والخير للعالم.

كما ان امير الكويت استحق بحق ان يكون شخصية العالم العربي لهذا العام من قبل منظمة الاسرة العربية"، وقال: "ان يختار امير دولة الكويت صاحب السمو الشيخ صباح الاحمد الجابر الصباح اميراً للسلام العالمي أمر غير مفاجئ، فهو أساساً أمير الديبلوماسية وعميدها في الشرق وهو بهذه الصفة يعرف باحتراف كيف يتعاطى مع القضايا الدولية الضاغطة سواء تلك المتصلة بالسلم والامن الدوليين او بالاقتصاد او الصحة وبما يتصل بالسلامة العامة الدولية.

وكان الاختبار الاهم هو قيادة الكويت لمنظمة العمل الاسلامي وللقمة العربية، وهما موقعان يجمعان أهدافا ولكنهما يعبران عن تناقضات جمة، حيث ان التناقضات الثانوية بين اطراف النظامين الاسلامي والعربي طغت بعد ان سمي الربيع العربي على ما عداها لتصبح تناقضا رئيسيا، واصبح التهديد الأبلغ هو (الفتنة) التي تحاول ان تجد لها أسبابا في العالم الاسلامي بين السنة والشيعة"،اضاف: "من أبلغ مظاهر المأساة، انه في الوقت الذي تزيد اسرائيل من حجم الاستيطان في فلسطين وتواصل اتخاذ الاجراءات وصولا الى تهويد القدس، والعمليات الصهيونية الهادفة لتقسيم المسجد القدسي، فان العالم الاسلامي يبدو غائباً وعاجزاً حتى عن التنديد بما يجري واتخاذ الاجراءات لدعم الفلسطينيين.

ولعل الزيارة التي قام بها نائب رئيس الوزراء وزير الخارجية الكويتي صباح خالد الصباح بتوجيه من أمير الكويت الى المناطق الفلسطينية منتصف سبتمبر الماضي، شكلت ظاهرة مهمة ومبادرة مهمة على طريق استعادة العالمين العربي والاسلامي للمبادرة في إعادة الاعتبار للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية العرب والمسلمين المركزية الاولى"،وتابع: "من المهم الانتباه الى ترتيب الكويت للاولويات العربية والاسلامية.

فهي وإن تنظر الى الارهاب كخطر حقيقي داهم على حدود الدول والمجتمعات العربية، فهي وأميرها يريان ان مواجهة هذا الخطر ليس أمنياً وعسكرياً فحسب، بل أساساً عبر التنمية ومد اليد لمساعدة المجتمعات العربية.

ان نظرة سريعة لما قامت وتقوم به دولة الكويت في لبنان بتوجيه مباشر من أمير البلاد يعطي فكرة شاملة على الاتجاهات التنموية التي تركز على كل لبنان في كل مناطقه وفئاته وجهاته انطلاقا من عاصمته بيروت وضاحيتها الجنوبية مرورا بكل المحافظات"،وشدد على "اننا ومن الجنوب جهة الوطن الدائمة وجهة الوطن السادسة وجهة الوطن التي تستدعي الانتباه الدائم، لا بد لنا من توجيه الشكر الدائم والمستمر لدولة الكويت، لأميرها على المنح الدائمة للمساهمة في إعادة إعمار لبنان بإشراف الصندوق الكويتي، والتي أبرزها المخطط التوجيهي لمراحل المشاريع المتعلقة بنهر الليطاني وأبرزها مشروع ري جنوبي النهر، ومشاريع دفع التعويضات لخمس وعشرين قرية ومشاريع الطرق ومياه الشرب، وإنشاء المراكز الإنمائية الاقتصادية والاجتماعية ومراكز الطوارئ، وإعادة تأهيل قلعة الشقيف وإعادة تأهيل وترميم متحف شهداء قانا وتجهيز مكتبة جوزيف مغيزل ومشاريع الصرف الصحي"،وأضاف: "ان الاعمال امتدت على مساحة 25 موقعا جديدا في الجنوب، عدا الاعمال التي سبق للكويت ان قدمتها ومنها إعمار قرى بأكملها وإعادة تأهيل وتجهيز مستشفيات ومراكز صحية"،واشار الى "اننا هنا لتكريم عاهل الكويت صديق لبنان وأب حنون وعطوف على كل مواقع الحاجة العربية"، معتبراً "ان قيادته الحكيمة للكويت والتي كان آخر مشاهدها وللمرة الاولى في تاريخ النظام العربي، مثول رئيس وزراء سابق أمام القضاء في الكويت، تشهد ان المصلحة الوطنية هي العليا وهي التي تتقدم على ما عداها"،وأضاف: "نحن في لبنان نشهد للكويت ولأميرها ولحكوماتها على الانفتاح، وعلى ان الكويت هي الشقيق وقت الضيق وهي اليد التي بادرت الى الإعمار مقابل الدمار".

وختم: "يجب ان نقيم للكويت شواهد في كل بلدة على مساهمتها في الإعمار، وأستغل المناسبة لأقدم باسم الرئيس بري وباسم كتلة التنمية والتحرير وباسم حركة أمل وأهل الجنوب وباسمي شخصياً، الشكر لأمير الكويت وحكومتها ومجلس الامة وشعبها على مبادراتهم تجاه لبنان، وأقدم باسمنا كلنا جميعا التحية والمباركة لصاحب السمو صباح الاحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت، وهو بحق يستحق ان يكون قائدا أنموذجا للعمل الانساني الدولي».وكان الختام مع قصيدة للشاعر مصطفى سبيتي، وحفل كوكتيل.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي