مقتل 10 عسكريين و3 مدنيين وخطف جنديين واتساع المعارك إلى التبانة والمنية
الجيش اللبناني «يضرب» في طرابلس بلا «خطوط حمر»
جنديان لبنانيان يطلقان النار خلال المواجهات في طرابلس أمس (ا ب)
عاشت، أمس، طرابلس ومنطقة الشمال ومن خلالهما لبنان بأسْره على أعصاب مشدودة لليوم الثالث وسط استمرار المواجهات بين وحدات الجيش اللبناني ومجموعات كبيرة من المسلحين المرتبطين بتنظيمات متطرفة سواء في طرابلس او في المنية والجوار.
واتخذت المواجهات طابعاً عنيفاً ومتشعّباً بدا معها الجيش اللبناني ماضياً من دون هوادة في حسم الموقف عبر عمليات المطاردة والتعقّب للمجموعات المسلحة بعدما سقط له 10 قتلى وعدد من الجرحى، فضلاً عن خطف اثنين من جنوده.
واذ ظهر جلياً ان الجيش بدأ يحكم قبضته على مناطق الاشتباكات ويهدد المجموعات المسلحة بالتضييق والحصار والتوقيفات، اضافة الى إيقاع خسائر كبيرة بشرية في صفوفهم، حرّكت «جبهة النصرة» ملف العسكريين المخطوفين لديها كسلاح موجع مهددة بتصفية الأسرى بدءاً بقتل الجندي علي البزال في الساعة العاشرة قبل ظهر امس ما لم «يُفك الحصار عن اهل السنّة في طرابلس». لكن هذا التهديد (عادت وتراجعت عنه «الجبهة») لم يؤثر على قرار الجيش بالحسم اذ صعّد عملياته وراح يقترب من توقيف احد رجال الدين المتطرفين المرتبطين بالتنظيمات الإرهابية وهو الشيخ خالد حبلص الذي كان يتحصن ومجموعة مسلحة في بحنين (المنية على بُعد نحو عشرة كيلومترات من طرابلس)، حيث قتل مساء 4 جنود في كمين نصبه المسلحون لآليتين تابعتين للجيش.
واكتسبت المواجهات الدائرة في طرابلس وجوارها بعداً عسكرياً وأمنياً وسياسياً شديد الخطورة لجهة عمق الاستهداف الإرهابي الذي يتعرض له الشمال من عاصمته طرابلس والجيش على نحو يوازي المحاولات المستمرة منذ 2 اغسطس الماضي لاختراق الحدود الشرقية (البقاع) من جانب التنظيمات الارهابية.
واذ رسمت هذه المواجهات علامات خطر متعاظمة على الواقع اللبناني، فإنها أبرزت الى الواجهة بقوة غير مسبوقة واقع الصراع على مناطق الشمال السني خصوصاً حيث سعت التنظيمات المتطرفة الى اتخاذها مسرحا جديداً للنفاذ الى معادلة زعزعة الأمن والاستقرار في لبنان وإحكام سيطرتها على مناطق مزعومة بأنها تحظى فيها بحضانة مذهبية.
لكن حصيلة ثلاثة ايام من المعارك العنيفة والكرّ والفرّ بين الجيش والمجموعات المسلحة المتطرفة أفضت الى نتائج ستكون عرضة لتقويمات عميقة داخلياً وخارجياً نظراً الى خطورة هذه المواجهات.
ذلك ان تَقدُّم الجيش في شكل واضح منذ مساء السبت في تطويق المسلحين ودفْعهم الى الانسحاب من مناطق الاشتباكات في الزاهرية والأسواق القديمة داخل طرابلس، ما حملهم على إخلاء هذه المناطق والفرار باتجاه مناطق على الشاطئ، كاد ان يعيد المدينة الى الهدوء صباح امس.
لكن الوضع اشتعل فجأة في منطقة باب التبانة التي لم تكن شهدت معارك السبت وبقيت خارج المواجهات التي دارت مع مجموعة القيادي في «داعش» احمد سليم ميقاتي الذي اوقفه الجيش في الضنية (قبل ايام)، بسبب إقدام مسلحين على خطف جندي واستهداف آلية عسكرية.
حينذاك بدأ الجيش بالتعامل بقسوة مع المسلحين في التبانة لا سيما التابعين للمطلوبيْن للقضاء منهم، شادي المولوي وأسامة منصور، وتردد ان هيئات دينية بدأت السعي الى تسوية بإعادة العسكري المخطوف لوقف الضغط العسكري على المنطقة التي شهدت معارك لم يسبق ان عرفتها ابان كل المواجهات التي دارت بين 2008 و2014 (قبل تنفيذ الخطة الامنية في طرابلس) على جبهة التبانة - جبل محسن (ذات الغالبية العلوية) وتركزت في محيط مسجد عبد الله بن مسعود الذي حوّلته المجموعات المسلحة مستشفى ميدانياً لمعالجة الجرحى.
الا ان الجيش عاد وأعلن بعد ظهر امس، ان عناصر مسلحة اقدمت على خطف المعاون أول فايز العموري من فوج الحدود البرية الأول أثناء وجوده في منزله بوضع المأذونية في محلة باب التبانة، بعدما كان قد تمّ خطف الجندي نعمة أول من أمس.
وفي حين حرصت المؤسسة العسكرية على تفادي تعريض حياة المدنيين للخطر، سُجل مقتل الطفل علي محمود الشيخ اثر اصابة منزل ذويه بقذيفة غداة سقوط مدنييْن وجرْح ما لا يقل عن 15 آخرين.
في المقابل، نفذ الجيش عملية نوعية صباح امس، أطبق فيها الحصار تماماً على الشيخ خالد حبلص الذي يبدو انه لعب الدور الاساسي في إشعال الاشتباكات مع الجيش بعد خطب نارية دعا فيها الى «ثورة سنية» والانشقاق عن المؤسسة العسكرية.
ودخل الجيش الى مسجد هارون في المنية فيما بسط سيطرته الكاملة على المدينة وحاصر المربع الأمني لحبلص في بحنين بعدما أوقف عدداً كبيراً من مسلحين تابعين له، علماً ان المعارك في هذه المنطقة اندلعت بعد محاولة مسلحين على طريق المنية - المحمرة خطف عسكريين ما ادى الى مواجهات أسفرت عن سقوط ضابط وجندييْن.
وبدا واضحا ان الجيش يتجه الى توقيف حبلص في الساعات المقبلة بعد فراره مع مقاتلين الى بساتين الليمون القريبة.
ومع ان المعارك والعمليات العسكرية لم تتوقف طوال يوم امس، وهي اتخذت طابعاً غير مألوف مع استخدام الجيش الزوارق البحرية في مراقبة تحركات المسلحين وتعقبهم وصولاً الى اطلاق صواريخ من طوافات عسكرية عند الطرف الشمالي للمنية في اتجاه منطقة تحصّن فيها مسلحون، فان الاوساط الامنية والعسكرية المعنية بدت متشددة للغاية في تأكيد ان لا هوادة في المضي في ملاحقة المجموعات المسلحة أينما كان ولا خطوط حمرا اطلاقاً ستعترض الجيش بعدما التفّت حوله كل فاعليات طرابلس والشمال والقيادات السياسية في البلاد.
وقد تكون عملية الجيش في طرابلس وجوارها مرشحة للاستمرار لأيام مقبلة بعدما نجحت المؤسسة العسكرية في إسقاط ما كان يُدبر لهذه المناطق الشمالية وفي اصطياد رأس كبير آخر من قادة الارهابيين لا تقل خطورته عن خطورة احمد سليم ميقاتي وهو ربيع الشامي الذي اوقف في طرابلس.
ولا يعني تقدُّم الجيش، ان الارهابيين فقدوا أدواتهم ولو منيوا بهزيمة موجعة، لذلك، تتحسّب المؤسسة العسكرية لخطط اخرى قد يكون وضعها هؤلاء لنقل التوترات بدليل عثور وحداته امس، على ثلاث سيارات مفخّخة في بحنين أعدّها المسلحون وربما كان يجري التخطيط لتفجيرها في مناطق مختلفة خلال الايام العشرة من عاشوراء التي بدأت السبت بقصد إشعال فتنة مذهبية.
واتخذت المواجهات طابعاً عنيفاً ومتشعّباً بدا معها الجيش اللبناني ماضياً من دون هوادة في حسم الموقف عبر عمليات المطاردة والتعقّب للمجموعات المسلحة بعدما سقط له 10 قتلى وعدد من الجرحى، فضلاً عن خطف اثنين من جنوده.
واذ ظهر جلياً ان الجيش بدأ يحكم قبضته على مناطق الاشتباكات ويهدد المجموعات المسلحة بالتضييق والحصار والتوقيفات، اضافة الى إيقاع خسائر كبيرة بشرية في صفوفهم، حرّكت «جبهة النصرة» ملف العسكريين المخطوفين لديها كسلاح موجع مهددة بتصفية الأسرى بدءاً بقتل الجندي علي البزال في الساعة العاشرة قبل ظهر امس ما لم «يُفك الحصار عن اهل السنّة في طرابلس». لكن هذا التهديد (عادت وتراجعت عنه «الجبهة») لم يؤثر على قرار الجيش بالحسم اذ صعّد عملياته وراح يقترب من توقيف احد رجال الدين المتطرفين المرتبطين بالتنظيمات الإرهابية وهو الشيخ خالد حبلص الذي كان يتحصن ومجموعة مسلحة في بحنين (المنية على بُعد نحو عشرة كيلومترات من طرابلس)، حيث قتل مساء 4 جنود في كمين نصبه المسلحون لآليتين تابعتين للجيش.
واكتسبت المواجهات الدائرة في طرابلس وجوارها بعداً عسكرياً وأمنياً وسياسياً شديد الخطورة لجهة عمق الاستهداف الإرهابي الذي يتعرض له الشمال من عاصمته طرابلس والجيش على نحو يوازي المحاولات المستمرة منذ 2 اغسطس الماضي لاختراق الحدود الشرقية (البقاع) من جانب التنظيمات الارهابية.
واذ رسمت هذه المواجهات علامات خطر متعاظمة على الواقع اللبناني، فإنها أبرزت الى الواجهة بقوة غير مسبوقة واقع الصراع على مناطق الشمال السني خصوصاً حيث سعت التنظيمات المتطرفة الى اتخاذها مسرحا جديداً للنفاذ الى معادلة زعزعة الأمن والاستقرار في لبنان وإحكام سيطرتها على مناطق مزعومة بأنها تحظى فيها بحضانة مذهبية.
لكن حصيلة ثلاثة ايام من المعارك العنيفة والكرّ والفرّ بين الجيش والمجموعات المسلحة المتطرفة أفضت الى نتائج ستكون عرضة لتقويمات عميقة داخلياً وخارجياً نظراً الى خطورة هذه المواجهات.
ذلك ان تَقدُّم الجيش في شكل واضح منذ مساء السبت في تطويق المسلحين ودفْعهم الى الانسحاب من مناطق الاشتباكات في الزاهرية والأسواق القديمة داخل طرابلس، ما حملهم على إخلاء هذه المناطق والفرار باتجاه مناطق على الشاطئ، كاد ان يعيد المدينة الى الهدوء صباح امس.
لكن الوضع اشتعل فجأة في منطقة باب التبانة التي لم تكن شهدت معارك السبت وبقيت خارج المواجهات التي دارت مع مجموعة القيادي في «داعش» احمد سليم ميقاتي الذي اوقفه الجيش في الضنية (قبل ايام)، بسبب إقدام مسلحين على خطف جندي واستهداف آلية عسكرية.
حينذاك بدأ الجيش بالتعامل بقسوة مع المسلحين في التبانة لا سيما التابعين للمطلوبيْن للقضاء منهم، شادي المولوي وأسامة منصور، وتردد ان هيئات دينية بدأت السعي الى تسوية بإعادة العسكري المخطوف لوقف الضغط العسكري على المنطقة التي شهدت معارك لم يسبق ان عرفتها ابان كل المواجهات التي دارت بين 2008 و2014 (قبل تنفيذ الخطة الامنية في طرابلس) على جبهة التبانة - جبل محسن (ذات الغالبية العلوية) وتركزت في محيط مسجد عبد الله بن مسعود الذي حوّلته المجموعات المسلحة مستشفى ميدانياً لمعالجة الجرحى.
الا ان الجيش عاد وأعلن بعد ظهر امس، ان عناصر مسلحة اقدمت على خطف المعاون أول فايز العموري من فوج الحدود البرية الأول أثناء وجوده في منزله بوضع المأذونية في محلة باب التبانة، بعدما كان قد تمّ خطف الجندي نعمة أول من أمس.
وفي حين حرصت المؤسسة العسكرية على تفادي تعريض حياة المدنيين للخطر، سُجل مقتل الطفل علي محمود الشيخ اثر اصابة منزل ذويه بقذيفة غداة سقوط مدنييْن وجرْح ما لا يقل عن 15 آخرين.
في المقابل، نفذ الجيش عملية نوعية صباح امس، أطبق فيها الحصار تماماً على الشيخ خالد حبلص الذي يبدو انه لعب الدور الاساسي في إشعال الاشتباكات مع الجيش بعد خطب نارية دعا فيها الى «ثورة سنية» والانشقاق عن المؤسسة العسكرية.
ودخل الجيش الى مسجد هارون في المنية فيما بسط سيطرته الكاملة على المدينة وحاصر المربع الأمني لحبلص في بحنين بعدما أوقف عدداً كبيراً من مسلحين تابعين له، علماً ان المعارك في هذه المنطقة اندلعت بعد محاولة مسلحين على طريق المنية - المحمرة خطف عسكريين ما ادى الى مواجهات أسفرت عن سقوط ضابط وجندييْن.
وبدا واضحا ان الجيش يتجه الى توقيف حبلص في الساعات المقبلة بعد فراره مع مقاتلين الى بساتين الليمون القريبة.
ومع ان المعارك والعمليات العسكرية لم تتوقف طوال يوم امس، وهي اتخذت طابعاً غير مألوف مع استخدام الجيش الزوارق البحرية في مراقبة تحركات المسلحين وتعقبهم وصولاً الى اطلاق صواريخ من طوافات عسكرية عند الطرف الشمالي للمنية في اتجاه منطقة تحصّن فيها مسلحون، فان الاوساط الامنية والعسكرية المعنية بدت متشددة للغاية في تأكيد ان لا هوادة في المضي في ملاحقة المجموعات المسلحة أينما كان ولا خطوط حمرا اطلاقاً ستعترض الجيش بعدما التفّت حوله كل فاعليات طرابلس والشمال والقيادات السياسية في البلاد.
وقد تكون عملية الجيش في طرابلس وجوارها مرشحة للاستمرار لأيام مقبلة بعدما نجحت المؤسسة العسكرية في إسقاط ما كان يُدبر لهذه المناطق الشمالية وفي اصطياد رأس كبير آخر من قادة الارهابيين لا تقل خطورته عن خطورة احمد سليم ميقاتي وهو ربيع الشامي الذي اوقف في طرابلس.
ولا يعني تقدُّم الجيش، ان الارهابيين فقدوا أدواتهم ولو منيوا بهزيمة موجعة، لذلك، تتحسّب المؤسسة العسكرية لخطط اخرى قد يكون وضعها هؤلاء لنقل التوترات بدليل عثور وحداته امس، على ثلاث سيارات مفخّخة في بحنين أعدّها المسلحون وربما كان يجري التخطيط لتفجيرها في مناطق مختلفة خلال الايام العشرة من عاشوراء التي بدأت السبت بقصد إشعال فتنة مذهبية.