إضاءة / الحرية الصحيحة

تصغير
تكبير
من أمثال العرب المشهورة: «خير الكلام ما قل ودل». القول بحرية الرأي أو الفكر على إطلاقه مناقض لما أنزل الله من كتب وما أرسل من رسل. فالكتب والأنبياء والرسل جاءوا لتوحيد الكلمة على كل ما أمر الله به وكل ما نهى عنه. قال فضيلة الشيخ الدكتور حمد بن إبراهيم العثمان- حفظه الله-: (فالقول بالترخيص للاعتقادات الشركية والكفرية وأنواع الضلالات في الأفعال والمقالات بدعوى الحرية عود على مقصود إنزال الكتب وإرسال الرسل بالنقض. قال تعالى: [كتاب أنزلناه إليك لتخرج الناس من الظلمات الى النور باذن ربهم الى صراط العزيز الحميد]) بطلان العلمانية ونقض تأسيس القرضاوي والسويدان ص165.

وهنا كلام جميل لفضيلة الشيخ صالح الفوزان عن ضابط الحرية الصحيحة. قال العلامة صالح الفوزان- حفظه الله-: (ولا يكفي أنك تكثر الصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولا تتبعه، بل لا بد من اتباعه، لأن بعضهم يقول: أريد الأجر فأصلي وأسلم عليه، وهذا يكفي، والناس أحرار في عقائدهم، والناس أحرار في آرائهم، وحرية الكلمة!... إلى آخره.

لا يا أخي أنت عبد الله عز وجل، فتمتثل لأمر ربك، أنت لست حرا بمعنى أنك تفعل ما تشاء، أنت حر بمعنى أنك لا تأخذ المناهج والأقوال على علتها، أنت حر أن تميز بينها وتأخذ الصحيح، تترك الخطأ، هذه الحرية الصحيحة، الحرية الصحيحة باتباع الكتاب والسنة، لأنهما يحرران منهج السلف من الأفكار الخبيثة والأفكار الضائعة، وأعظم ذلك التحرر من الشرك، ومن البدع والمخالفات، فهذه الحرية الصحيحة، وليست الحرية أنك تنطلق على حسب هواك وتزكي نفسك، هذه ليست بحرية، هذه بهيمية وهي عين الاستعباد، قال تعالى: (أفرءيت من اتخذ إلهه هواه وأضله الله على علم)، هذا عبد لهواه، فاتخذ مبعوده هواه، فما يسوغ هواه يأخذ به، ما يخالف هواه يرفضه كاليهود، قال تعالى: (أفكلما جاءكم رسول بما لا تهوى أنفسكم استكبرتم ففريقا كذبتم وفريقا تقتلون)، لم ذلك؟ لأنهم يردونهم إلى الحق، وهم يريدون الانطلاق إلى أهوائهم) شرح مقدمة ابن أبي زيد القيرواني ص90-91.

[email protected]

@Ashamsalden
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي