اختصاصية التغذية حددت عبر «الراي»... الممنوع والمسموح لنمو سليم للجنين

روبا الأسمر: فترة الحمل ليست للأكل عن شخصين واجتيازها بـ «رشاقة»... ممكن ومطلوب

تصغير
تكبير
• اكتفي بفنجان قهوة واحد يومياً... والكحوليات تضعف دماغ الجنين

• الرياضة المنتظمة والمتوسطة الشدة مفيدة للحوامل وأطفالهن

• احذري الأطعمة النيئة أو غير المطهوة جيداً ... فهي تؤذي الجنين وقد تميته
«أنتِ حامل»!

عبارة - حلم... تراود المرأة منذ طفولتها.


وعندما يصبح الحلم حقيقة، تبدأ معه مراحل الانتظار، وتتوالى أسئلة لا تنتهي... ولد أو بنت؟ هل ستلد طبيعياً أو قيصرياً؟ والأهمّ ما دور النظام الغذائي في توفير أفضل الظروف لنمو الجنين... وجعل الولادة عملية سهلة ومأمونة؟

تقول لـ «الراي» اختصاصية التغذية روبا الأسمر: «الأكيد أن الغذاء يؤدي دوراً مهما في صحة المرأة الحامل، ويُعتبر عاملاً أساسياً يساعد على ولادة بلا تعقيدات، كما يتيح نمو الطف في صحة جيدة، مع العلم أن التغذية الصحيحة لا تؤثر في الأم وجنينها فقط في فترة الحمل، بل تلقي بآثارها على حياة الطفل المستقبلية أيضاً».

وتضيف الأسمر: «لذلك، يجب التأكد من حصول المرأة على كل العناصر الغذائية المهمة، وبالكميات المطلوبة، ما يطرح أسئلة مهمة حول مواصفات النظام الغذائي المتوازن خلال هذه الفترة، وهل يعتبر كافياً أم أن الحامل بحاجة إلى عناصر إضافية؟ وما الزيادة الطبيعية للوزن خلال شهور الحمل؟».

الأسمر تكمل: «إذا كان نظام أكل المرأة قبل الحمل سيئاً، فيجب عليها استبداله بنظام سليم من خلال وجبات مغذية ومتوازنة، مع تجنب الأكلات التي تزيد السعرات الحرارية من دون أن تكون لها أي قيمة غذائية مثل الحلويات والمشروبات الغازية المحلاة»، موضحة «أن تحسين نظام الغذاء لا يعني زيادة كمية الأكل، إذ لا تحتاج الأم خلال الأشهر الثلاثة الأولى من الحمل لزيادة السعرات الحرارية إلى أكثر من 150 إلى 200 سعرة، وإلى ما بين 250 و300 سعرة حرارية بقية مدة الحمل، ما يعني أن العبارة الشائعة القائلة إن الحامل يجب أن تأكل عن شخصين خطأ كلياً».

وتلفت الأسمر إلى أنه «من الطبيعي أن تحتاج الحامل إلى زيادة في وزنها ما بين 9 و11 كيلوغراماً»، متداركة: «أما إذا كانت تعاني نقصاً في الوزن قبل الحمل، فحينها ينبغي أن يزيد وزنها إلى 14 كيلوغراما، لكن المرأة التي تعاني السمنة قبل فترة الحمل يكفي أن تزيد سبعة كيلوغرامات من خلال نظام غذائي يمنح الجنين حاجاته الغذائية، ويجعله يستخدم الزوائد الموجودة عند والدته».

وتؤكد الأسمر «أن اتباع حمية غذائية أثناء فترة الحمل قد يضرّ الأم وجنينها معاً، فالعديد من الأنظمة الغذائية التي تؤدي إلى خسارة الوزن تُفقد الحامل فيتامينات ومعادن وعناصر مهمة مثل الحديد وحمض الفوليك، ولذلك تمكن أقراص الفيتامينات والمعادن والحديد الحامل من الحصول على متطلباتها الغذائية، كما على المرأة التي ترغب في الحمل تناول أقراص حمض الفوليك قبل شهرين من الحمل، ولا سيما أن النقص في حمض الفوليك قد يسبب تشوهات في الأنبوب العصبي».

وتمضي خبيرة الأغذية قائلة: «كذلك فإن للبروتينات مكانة مهمة في النظام الغذائي للحامل، فهي تبني وتجدد جميع أنسجة الجسم، وهي متوافرة في اللحم، السمك، البيض، الحليب المبستر ومشتقاته. أما الدهنيات، فهي مواد تعمل على بناء وتجديد الأنسجة وتزود الجسم بالطاقة، كما تساهم بنشاط في تكوين الأعضاء وخصوصاً الجهاز العصبي، وتتوافر في السمك وصفار البيض وزيت الزيتون والمكسرات النية. وتعتبر النشويات، مصدراً جيدا للطاقة، وهي موجودة في السكر والعسل والمربات والمعجنات والأرز والفواكه المجففة والطازجة والحبوب».

الأسمر تحذر الحامل «من المأكولات غير المطبوخة جيداً ومن اللحوم والخضار والأسماك النيئة والأجبان الطرية، والحليب غير المبستر، والطعام الذي لم يكتمل طهوه، إذ إنها جميعاً تعتبر مصادر محتملة للبكتيريا التي يمكن أن تسبب تشوهات للجنين، وقد يصل الأمر إلى حد التسبب في وفاته»، وتردف: «يمنع شرب الكحوليات منعاً باتاً لأنه يؤدي إلى ضعف في نمو دماغ الجنين، وفقاً لما أثبتته دراسة حديثة. أما بالنسبة إلى الكافيين، فيسمح بثلاثمائة ملليغرام فقط، أي ما يعادل فنجان قهوة واحداً خلال اليوم».

وإذا كانت المرأة لا تأكل اللحوم بتاتاً - تقول الأسمر - أو لديها حالة صحية مثل داء السكري أو سكر الحمل أو فقر الدم، «فعليها الاستفسار من طبيبها عن أي فيتامينات أو معادن يجب أن تضيفها إلى نظامها الغذائي». وتشرح أن الغثيان أو الوحم أو حرقة المعدة تجعل من تناول الغذاء مهمة صعبة على المرأة الحامل، ولتجنبها يجب «تناول ثلاث وجبات خفيفة وأقل من الكمية المعتادة خلال فترة ما قبل الحمل مع وجبتين خفيفتين بينها».

وتلفت إلى أنه «أثناء الحمل تزداد كمية الدم في الجسم، ويتضاعف عمل الكليتين، ذلك أن الجسم يكون مضطراً إلى طرد فضلات الجنين، إضافة إلى فضلاته الخاصة، ولهذا على المرأة الحامل تناول لتر ونصف لتر إلى لترين يومياً من الماء».

ولأن الرياضة أصبحت جزءاً حيوياً من حياة كثير من النساء، يمكن للواتي يمارسن الرياضة قبل الحمل - بحسب الأسمر - «الاستمرار في هذا البرنامج إلى حد ما أثناء الحمل، كما ينبغي على الراغبات في البدء ببرنامج رياضة لتحسين صحتهن أثناء الحمل، أن يبدأن بتمارين خفيفة من دون أن يرهقن أنفسهن. فالرياضة المنتظمة ومتوسطة الشدة تعتبر مفيدة لغالبية الحوامل ولأطفالهن، ولها آثار إيجابية من الناحيتين الجسدية والعاطفية، منها خفض التوتر والضغط النفسي، كما أنها تحمي من الإمساك ومن سكري الحمل، وتزيل آلام الظهر وتهيئ الجسم للولادة، كما أنها تحافظ على اللياقة البدنية بشكل عام، وتساعد على تجنب الوزن الزائد».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي