مصادر عسكرية لـ « الراي « : الجيش يحتاج طائرات هيلكوبتر وصواريخ ... لا دبابات

البرلمان اللبناني يمدّد ولايته الممدّدة قبل نهاية الشهر

تصغير
تكبير
تبدو بيروت امام أجندة تتدافع اولوياتها الساخنة على احتلال موقع الصدارة في الاهتمامات اليومية... من المأزق السياسي - الدستوري الذي يملي الذهاب في حدود 21 الجاري الى التمديد وللمرة الثانية للبرلمان الحالي نتيجة تعذُّر اجراء الانتخابات النيابية لا سيما في ظل الفراغ في رئاسة الجمهورية، الى الحرب على الارهاب التي حملت قائد الجيش العماد جان قهوجي الى واشنطن لتنسيق الجهود في هذا الشأن، مروراً بالأزمة المتفجرة الناجمة عن مخاض الوساطة القطرية لإطلاق الجنود اللبنانيين الرهائن في قبضة «داعش» و»جبهة النصرة».

وسط هذا المناخ، تحاول القوى الرئيسية في لبنان حفظ الحد الادنى من ديمومة الدولة الامر الذي سيُترجم بالتمديد للبرلمان في جلسة يدعو اليها رئيسه نبيه بري في 21 الجاري على الارجح، وذلك لـ «أسباب موجبة» تكاد لا تحصى اوّلها الحرص على عدم اجراء انتخابات نيابية في ظل الفراغ الرئاسي وليس آخرها الوضع الأمني المترنّح بين التوتر والانفجار في اكثر من منطقة لبنانية.


واتجهت الانظار امس الى اللقاء الذي عقد في روما بين البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وزعيم «تيار المستقبل» رئيس الحكومة السابق سعد الحريري الذي يسعى الى تأمين «مظلة مسيحية» للتمديد للبرلمان بعدما بدت القوى السياسية المسيحية الرئيسية في البلاد إما رافضة وإما متردّدة لاعتبارات سياسية تنافُسية اكثر مما هي تتصل بالموقف من التمديد في ذاته.

وتحوّل موقف الحريري المتمسّك بالتمديد «رأس حربة» بعدما لوّح تياره بإمكان سحب ترشيحاته للانتخابات «التي لن تجري»، وهو ما يمكن ان يوفّر فرصة امام الاخرين للتراجع عن اعتراضاتهم على التمديد لانه يصبح امراً واقعاً مع عزوف التيار السني الابرز في البلاد عن خوض الانتخابات.

ولم يحجب «الاخذ والرد» في شأن التمديد الاهتمام الـ «ما فوق عادي» بقضية العسكريين الاسرى لدى تنظيمي «داعش» و»النصرة»، وسط شح معلومات عن مجريات الوساطة القطرية نتيجة السرية المفروضة على التحركات الجارية لإنضاج عملية «مقايضة» توازي بين انقاذ حياة العسكريين اللبنانيين وعدم تعريض «هيبة الدولة» لعملية ابتزاز لا يمكن تحملها.

ورغم عدم اطمئنان اهالي العسكريين الاسرى الى مصير ابنائهم، فان ثمة اجواء اوحت بان عملية التفاوض وُضعت على سكة سليمة وجدية ينتظر معها بلوغ الملف مرحلة اكثر وضوحاً خلال اليومين المقبلين، خصوصاً بعدما بدأت عملية تقويم دقيقة لمطالب الخاطفين وما هو مقبول منها وما هو يستحيل التسليم به.

وبدا لبنان كأنه يفاوض «داعش» و»النصرة» بيد ويستكمل عُدّته لمواجهة خطر الارهاب المترامي على حدوده الشرقية والشمالية، اذ يجري العماد قهوجي محادثات في هذا الصدد في واشنطن، ومن المتوقع ان يشارك في اجتماع لرؤساء اركان جيوش دول الائتلاف الدولي لمحاربة «داعش» باعتبار لبنان عضواً في هذا الائتلاف، اضافة الى ما قد يطرحه في شأن الحاجة لتعزيز القوات العسكرية اللبنانية وتجهيزها.

وقالت مصادر عسكرية لـ «الراي» ان الجيش اللبناني لا يحتاج الى دبابات وآليات بقدر حاجته الى طائرات هيلكوبتر مزودة بصواريخ «هلفاير» لان المعركة التي يواجهها تجري في الجرود وفي مناطق صعبة التضاريس، كاشفة عن انه كان زُوّد بنحو 18 صاروخاً من هذا النوع استخدم 11 منها وكانت كفيلة بإحداث تغييرات مهمة في طبيعة المواجهة التي يخوضها.

وتحدثت هذه المصادر عن ان الحرب على الارهاب لا يمكن ان تجري بالدبابات والآليات بل بصواريخ متطورة، خصوصاً ان «جبهة النصرة» تملك صواريخ كورنيت المتطوّرة التي كانت السبب في مقبرة «الميركافا» في حرب 2006، حين استطاع «حزب الله» تدمير نحو 58 دبابة من فخر الصناعة الاسرائيلية وبحسب اعترافات تل ابيب نفسها.

وعبّرت هذه المصادر عن اعتقادها ان قيادة الجيش اللبناني حاضرة للقيام بعملية عسكرية ضد المسلحين في جرود عرسال اذا زُوّدت بعنصرين: الاسلحة اللازمة التي تتماشى مع طبيعة الارض والقرار السياسي، مشيرة الى ان مهمة الجيش الآن تقتصر على الدفاع عندما يتعرض للهجوم.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي