أكد في اجتماع مجموعة كبار المانحين «القلق من مناوشات كل المتطرفين على الحدود اللبنانية»

الجارالله: «داعش» ليست دولة... ومتفائلون بالقدرة على احتواء المخاطر الكبرى

تصغير
تكبير
وكيل «الخارجية»:

• نتمنى أن نتمكن جميعاً من مواجهة التحديات الأمنية التي تستهدف وجودنا

• رغم ما بذلناه من جهود ما زلنا عاجزين كمجتمع دولي عن تغطية احتياجات السوريين

وزير الشؤون اللبناني:

• قررنا وقف النزوح والتشديد على المعابر
وإعادة تقييم وضع الموجودين في الداخل

• الوضع السوري ربما يكون عاملاً في إعادة رسم خريطة المنطقة ... يجب استباق الخطر

• لبنان فتح أبوابه منذ بدء الأزمة في سورية والتزم
بعدم ترحيل أي شخص

المعتوق:

• دول الجوار السوري تتصدّى لأزمة اللاجئين نيابة عن المجتمع الدولي

• إغاثة النازحين تتطلب تعبئة الأموال في جميع أنحاء العالم لدعم احتياجات 2015
شدد وكيل وزارة الخارجية الكويتية خالد الجارالله على ان «داعش ليست بدولة» وأن الارهاب «لم يخلق دولا»، معربا عن أمله أن «يستقر لبنان»، تزامنا مع «القلق مما يحصل بالفعل هناك من مناوشات على الحدود من قبل متطرفين من داعش وغيرها».

وتمنى الجارالله في كلمة لدى افتتاح اعمال الاجتماع الثالث لمجموعة كبار المانحين لدعم الوضع الانساني في سورية الذي استضافته الكويت أمس «أن يتمكن أشقاؤنا في لبنان من مواجهة هذه التحديات ونتمكن جميعا من مواجهة التحديات الامنية الخطيرة التي تستهدف وجودنا»، لافتا إلى أن «هناك تحالفاً دولياً يعمل وهناك جهود دولية تبذل وبالتالي نحن متفائلون جدا ان شاء الله بالقدرة على احتواء هذه المخاطر الكبرى والحد من هذه المخاطر».


وعن اجتماع كبار المانحين لدعم الوضع الانساني في سورية، قال: «إنه يأتي في اطار سعينا المتواصل للتخفيف من معاناة الاشقاء في سورية وشعورنا بالمسؤولية الاخلاقية والانسانية»، لافتا الى ان «أسوأ كارثة انسانية في تاريخنا المعاصر مازالت متواصلة تحصد ارواح الابرياء وتهجر وتشرد الملايين في الداخل والخارج في ظروف معيشية ستزداد سوءا مع قرب موسم الشتاء كما ان جيلا كاملا من الاطفال يسير في دروب الضياع بلا رعاية تعليمية تضمن مستقبله ولا طبية تضمن صحته ولا بيئة صالحة تهيئه لينهض بوطنه مستقبلا».

وبين انه «رغم ما بذلناه من جهود كبيرة وعطاء سخي الا اننا ما زلنا عاجزين كمجتمع دولي عن تغطية احتياجات اشقائنا فحجم الكارثة عظيم والظروف التي تعمل بها وكالات الامم المتحدة المتخصصة لا تتوفر فيها التسهيلات اللازمه لاداء مهامها المنوطة بها ناهيك عن ان هناك دولا لم تسدد حتى الان ما تعهدت به خلال المؤتمرين الاول والثاني للمانحين واود هنا الاشارة الى اننا قد قمنا بسداد كامل تعهداتنا خلال المؤتمرين والبالغة 800 مليون دولار من خلال وكالات الامم المتحدة المتخصصة كما باشر الصندوق الكويتي للتنمية نشاطه في دول الجوار المستضيفة للاجئين بتنفيذ مشاريع محددة باعتمادات مالية تبلغ خمسين مليون دولار».

وقال الجارالله «لقد حذرت بلادي الكويت من خطورة هذا الصراع الدامي ليس فقط على سورية وشعبها الشقيق ولا على دول الجوار فحسب وانما على العالم بأسره فها هو المجتمع الدولي يشكل تحالفا لمحاربة واحدة من نتائج هذا الصراع المريع وهو ما يطلق عليه الدولة الاسلامية في العراق والشام والتي باتت تهدد العالم برمته كما ان الساحة السورية وبسبب تلك الكارثة اصبحت حاضنة لتلك المنظمات الارهابية وقاعدة تنطلق منها مبينا ان هذا الاجتماع ينعقد بالتزامن مع انعقاد مؤتمر المانحين لاعمار غزة والذي نتطلع له النجاح في تحقيق اهدافه».

و شدد الجار الله على ان مجلس الامن الدولي وهو الجهة المنوط بها حفظ السلم والامن الدوليين مطالب اكثر من اي وقت مضى بتوحيد صفوفه ونبذ خلافاته وترك المصالح الضيقة والعمل على ايجاد حل لهذه الكارثة الانسانية وانهائها لينعم العالم بالاستقرار ويطمئن بالامن».

ولفت الى أن «مؤتمر اليوم (أمس) يتزامن مع انعقاد مؤتمر في القاهرة لاعادة اعمار غزة وفي الواقع هناك الكثير من الامال المتعلقة على اجتماع القاهرة ان شاء الله وان تكون هناك اسهامات سخية من الدول المشاركة لتخفيف المعاناة عن ابناء الشعب الفلسطيني في غزة لنتمكن بالفعل معهم من اعادة اعمار ما دمرته آلات الحرب الاسرائيلية».

وبدوره، قال رئيس الهيئة الخيرية الاسلامية العالمية ومبعوث الأمين العام للامم المتحدة للشؤون الانسانية الدكتور عبدالله المعتوق «ان دول الجوار السوري تتصدى لازمة اللاجئين السوريين نيابة عن المجتمع الدولي الذي نتطلع إلى ان يتنامى دوره بشكل يتناسب وتبعات تلك الازمة الخطيرة ومن غير الانصاف تركها وحدها لهذا المصير الذي يفوق قدراتها»، مشيرا الى ان «مجموعة كبار المانحين تعقد اجتماعها كل ثلاثة شهور في ضيافة دولة الكويت وهي منصة لوضع اولويات التمويل وتحديد غايات الصرف والبحث في تفعيل سبل الاستجابة الانسانية على نطاق اوسع والعمل على استكمال الجهود المبذولة في هذا الاطار وتعزيز الجهود الدولية لاغاثة اللاجئين السوريين في الداخل والخارج».

وأكد المعتوق ان «الصراع في سورية يدخل عامه الرابع ووفق تصريح حديث للسيدة فاليري اموس فإن هناك 11 مليون شخص في سورية اكثر من نصفهم من النازحين داخليا بحاجة ماسة الى المساعدات الانسانية العاجلة الامر الذي يتطلب حالة من تعبئة الاموال في جميع انحاء العالم لدعم احتياجات عام 2015 في ظل استمرار النزوح وعدم الاستقرار في المنطقة، بل ان العمليات الاغاثية وحدها غير كافية ولابد من دعم الخطط الوطنية للبلدان المضيفة وضخ الاموال لمشاريع التنمية في مجالات الصحة والتعليم والانتاج».

من جهته، أعرب وزير الشؤون الاجتماعية اللبناني رشيد الدرباس عن خشيته أن تكون دولة داعش دولة حقيقية اذا تخاذلنا عن مجابهتها إذ إنها من الممكن أن تتسلل الى الجسم اللبناني»، مشيرا الى أن «الوضع السوري ربما يكون عاملا في اعادة رسم خريطة المنطقة ولذلك أكرر يجب ان نستبق وقوع الخطر وانتشاره».

ولفت الدرباس الى ان «لبنان فتح أبوابه منذ بدء الازمة في سورية والتزم بعدم ترحيل اي شخص وعدم اقفال الحدود ولكن الوضع في لبنان اليوم يرتب علينا اتخاذ بعض الاجراءات الجديدة والمشددة التي تأتي متأخرة رغم ضرورتها، فقد قام لبنان باكثر من قدرته وما زال يقوم بواجباته واكثر ولكن بهدف حماية لبنان والمحافظة على وجوده واعادة بعض التوازن والاستقرار اليه يجب علينا لسوء الحظ تشديد إجراءاتنا وهذا كله مع العلم والتنبيه ان الوضع في سورية غير مستقر وان بعض الحالات الانسانية الشديدة قد تكون بحاجة الى الدخول الطارئ الى لبنان ولن نمانع فيها وهذا قد وضع في الاعتبار».

وأشار الدرباس الى أن «لبنان من الدول الصغيرة ومنذ نكبة الـ 1948 بدأ باستقبال الفلسطينيين حتى وصل عددهم الى حوالي 450 الفا اي ما يقارب 10 في المئة من عدد السكان واليوم مع بدء الازمة السورية يستقبل لبنان ما يزيد على 1.5 مليون سوري، ما يزيد على 30 في المئة من عدد السكان وقد اتى ايضا حوالي الـ45 الف لاجئ فلسطيني من سورية وهذا يضعنا امام رقم يصل الى 2 مليون مواطن غير لبناني يشاركوننا بلدنا اي 50 في المئة اضافة على عدد السكان فإذا قمنا بعملية حسابية بسيطة نرى ان 570 شخصا يعيشون في كل كيلومتر مربع وهذا رقم بحد ذاته خطير جدا ومقلق ونحن نقف على برميل من البارود كنا نحذر انه سينفجر في وقت ما وهو اليوم ينفجر في كل مكان، فالخطر لا يتركز في مكان واحد بل هو في كل حبة من رمل التراب اللبناني فنحن اليوم امام خطر وجودي يشعر به الشعب اللبناني وينظرون له بنظرة موحدة».

وذكر أن «حوالي 30 بالمئة من الشعب اللبناني يعيش دون خط الفقر وبذلك ينحرم لبنان من نسبة كبيرة من المساعدات المخصصة للتنمية ويترك لينهار تحت الاعباء المترتبة عليه، فالاضرار الاقتصادية المقدرة من قبل الامم المتحدة والبنك الدولي في عام 2013 تتحدث عن انخفاض النمو في الناتج المحلي الاجمالي بنسبة 2.85 في المئة سنويا منذ بداية الازمة وعن وصول التكلفة الاجمالية للازمة الى 7.5 مليار دولار مع نهاية 2014 ولكن هذه الارقام انحصرت فقط في فرق النمو بينما هي لا تعبر فعليا عن الاضرار التي لحقت وما زالت تلحق بالبنية التحتية اللبنانية».

وأفاد الدرباس بأن «النزوح ادى الى ارتفاع نسبة الجريمة حيث ان 25 في المئة من نزلاء السجون اللبنانية هم من السوريين بالاضافة الى مشاكل ارتفاع نسبة التلوث والاضرار البيئية وازدحام الطرقات واكتظاظ المدارس والمستشفيات فالمدارس اليوم تستوعب حوالي 100 الف تلميذ سوري وتعمل بدوامين وذلك على حساب الدولة اللبنانية بدعم متفاوت من المنظمات الدولية».

واضاف: «لهذه الاسباب قررت الدولة اللبنانية وقف عملية النزوح والتشديد على المعابر الحدودية والعمل على تحضير عملية اعادة التقييم لوضع الموجودين في الداخل اللبناني».

وفي معرض اجابة الدرباس عن اسئلة الصحافيين قال: إن مسألة مواجهة داعش تبدأ اولا بموقف موحد للمستهدفين من قبلها فلابد من خطة موحدة وخطاب سياسي موحد، فالخطاب السياسي القوي الناجم عن ارادة قوية كفيل وحده بأن يهزم مشروع داعش وماعدا ذلك فإن داعش تستطيع أن تتمدد بقوى ليست قواها».

وعن الخوف على الجيش اللبناني وسط حالات انشقاق يشهدها حاليا، قال: «لا يوجد لدينا اي نوع من التوجس تجاهه فثقافة داعش ليس من الممكن ان يكون لها بيئة حاضنة لانها ثقافة لا تنتمي حتى الى القرون الوسطى بل تنتمي الى مجاهل التاريخ فلمن تريد ان تقدم هذا النموذج الخاص بقطع الرؤوس والتحجر والتزمت وانعدام الانسانية؟ فالجيش اللبناني جيش متماسك واقول بصراحة هناك من يحاول ان يلعب على الوتر المذهبي والطائفي فعلى سبيل الطائفية أكبر عدد من جنود الجيش اللبناني هم من الطائفة السنية ومتماسكون واذا شاهدت عدد الشهداء والجرحى والمخطوفين فستجد ان قسما كبيرا منهم من الطائفة السنية، وهناك من يحاول ان يلصق بهذه الطائفة تهما ظالمة غير حقيقية بينما الطائفة السنية اكثر تضررا من وجود هذه الظاهرة المرضية».

وبشأن الجنود المخطوفين، قال الدرباس «نحن نعمل بكل دقة وصبر لأن حركة خاطئة قد تؤدي إلى امر خطير وأنا مع تحرير ابنائنا الجنود بمختلف الوسائل وشرطي الوحيد ان اي قرار يتخذ يجب أن يكون بالاجماع والاتفاق بقرار واحد وكلمة واحدة ومجلس الوزراء اللبناني جدد ثقته برئيس الحكومة الذي يقوم بهذا العمل بصورة في الظل ونحن لا نطلب منه ان يطلعنا على التفاصيل الدقيقة ولا نريد ان نشوش على مهمته وهذا عمل يقوم به اشخاص متخصصون ووسطاء موثوقون نأمل ان تثمر جهودهم بالنتائج السعيدة ولكنني اظن ان الخاطفين ليسوا بصدد البحث عن الافراج عن بعض المعتقلين او الملاحقين بل هم بصدد تصدير الازمة الى داخل المجتمع اللبناني».

وقال الدرباس عن الزيارة الاخيرة لرئيس مجلس الأمة إلى بيروت «شرفنا بتلك الزيارة التي جاءت بتكليف من سمو الامير وكنت مرافقا له، ونحن في لبنان حقيقة لا يمكننا ان ننظر إلى الكويت الا انها الشقيق الاكبر ونحن ننظر بكثير من العرفان للدور الذي لعبه سمو الامير في انهاء الحرب اللبنانية ودائما نعول على دوره وهو الان امير في الانسانية وهو اولا وقبل كل شيء امير عربي ونحن اخوته العرب».

وعن حدوث انفراجة في الرئاسة اللبنانية، رأى أن «التحالف الدولي ربما يتعسر قليلا ولكنه سينجز امورا على الارض قد تغير موازين القوى وعندما تتغير تصبح العقول اكثر رصانة ويصبح هناك نزوع نحو البحث عن تسوية».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي