تركي العازمي / تجريم الاتجار بالبشر!

تصغير
تكبير

«حاميها حراميها» أقرب بالوصف إلى اتهام النائب روضان الروضان، عضو لجنة حقوق الإنسان البرلمانية، نواباً حاليين وسابقين بالاتجار بالإقامات. وإذا كان ملف تجار الإقامات قد شمل أسماء شيوخاً وشيخات تحوم حولهم شبه الاتجار في الإقامات، حسب تصريح النائب الدكتور وليد الطبطبائي، إضافة إلى النواب، فماذا تتوقع من البقية... ومن أمن العقوبة أساء الأدب!

تجار الإقامات قد ساهموا في زعزعة الأمن القومي ونثروا عمالة هامشية على جانبي الطريق، وفي بعض المناطق السكنية قيد الإنشاء تجدهم يتجولون بحثاً عن العمل، وهم بسطاء ليست لديهم مؤهلات سوى «الصنعة - الخبرة»، ولولا الظروف المعيشية السيئة في بلادهم لما هربوا نحو المجهول، مقابل دفعـــهم مبالغ مالية تتراوح ما بين 300 و 1000 دينار، لعـــل وعسى أن تتعـــدل الأوضاع لأسرهم التي تنتظر تحويلاً مالياً يساعدهم على مواجهة متطلبات العيش الكريم، وقد يطـــول الانتـــظار! فإذا زاد الانتـــظـــار قد يلـــجأ البعـــض من ضعاف النفوس إلى القبول بســـبل العيـــش الحـــرام عن طريق السرقة، أو أي جـــريمة أخـــرى تؤمـــن لهـــم الكـــســـب المـــالي الحـــــرام.

النائب الروضان وزميله الدكتور وليد الطبطبائي، مطالبـــين بالكشـــف عن تلك الأسماء، بالتنسيق مع ممثـــلي وزارات الشؤون والداخلـــية والتـــجارة من دون تخوف من أي ضغــوط قد تعترض مهمتهم الإنسانية في المقام الأول! 

إنها كلمة حق ينبغي أن تعلو لتكشف الحقائق أمام المعنيين بالأمر بعد أن شهدت البلاد وضعاً مزرياً للعمالة السائبة التي لم تجد من يسدل عنها الستار ويبعدها قبل أن تعبث بوضع البلد الأمني!

نريد من لجنة حقوق الإنسان متابعة ملفات أخرى على رأسها قضية عدم التزام بعض شركات الحراسة والأمن والنظافة في دفع الرواتب، إذ يتكرر منظر الإضراب بين الفينة والأخرى.

إننا أمام فساد بحاجة إلى من يقتلع جذوره من الأعماق ومن يثبت تورطه عليه تحمل المسؤولية في إيقاع الضرر على البؤساء، ممن قد يكون بعضهم اقترض أو دفع «تحويشة العمر» للحصول على عمل وهمي أعلن عنه تجار البشر!

«حاميها حرامــيـــها»... ويـا الــلـــه ســــتـــــرك مـــن الآتي بعــــــد الاستـــدلال والتـــأكـــد من أســـماء تجـــار الإقـــامات!

مما تقدم، نجد أن الكل مطالب في تفعيل تجريم الإتجار بالبشر وحاسبة الشركات الوهمية: فهل تجد لجنه حقوق الإنسان البرلمانية الدعم الكافي من النواب والحكومة؟... نتمنى ذلك والله المستعان!


تركي العازمي


كاتب ومهندس كويتي

terki_alazmi@hotmail.com

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي