الحريري بعد لقاء هولاند: الانتخابات الرئاسية أولاً ... ليجروا النيابية دون «المستقبل»

جرود بريتال «خط صِدام» إقليمي ... فهل تقلب إيران الطاولة في لبنان؟

u0647u0648u0644u0627u0646u062f u0645u0633u062au0642u0628u0644u0627u064b u0627u0644u062du0631u064au0631u064a u0623u0645u0627u0645 u0642u0635u0631 u0627u0644u0627u0644u064au0632u064au0647 u0623u0645u0633 (u0623 u0628)
هولاند مستقبلاً الحريري أمام قصر الاليزيه أمس (أ ب)
تصغير
تكبير
رغم عودة الوضع الأمني الى طبيعته في منطقة البقاع الشمالي بعد يومين من معركة جرود بريتال بين «حزب الله» ومسلحي «جبهة النصرة»، بدا المشهد الداخلي تحت وطأة تحوّل مفصلي أشاع المخاوف المتصاعدة من تكرار محاولات الخرق للحدود اللبنانية على امتدادها الواسع والمعقد مع سورية.

واذ بدت الاجواء الاعلامية اللبنانية مجمعة على تفصيل الاحتمالات الخطرة التي قد تعقب هذه المواجهة الكبيرة الثانية بعد مواجهة عرسال في 2 اغسطس الماضي، فان اوساطاً سياسية واسعة الاطلاع سعت الى تحديد موضوعي لحقيقة الأخطار المحدقة بالبلاد من دون إغراقٍ في التخويف ولا تقليلٍ لأخطار الاحتمالات التي ترتّبت على معركة جرود بريتال.


وفي رأي هذه الاوساط، فان ثمة خلاصات أبعد من الواقع الميداني نفسه يفترض الالتفات اليها وهي تتصل بالصراعات الاقليمية الضخمة التي تدور خلف الوقائع الأمنية وكان من أبرز معالمها في معركة جرود بريتال انها رسمت خط الصدام المباشر بين تحالف ايران والنظام السوري و«حزب الله» مع مَن يمكن ان يكون مستفيدا إقليميا من التنظيمات المهاجمة وفي مقدمها «النصرة» تحديداً.

وهذا العنوان الطارئ في إرسال رسالة الخرق الأمني مباشرة لمواقع «حزب الله» يكتسب في اعتقاد الاوساط نفسها خطورة مزدوجة من دون ان يعني ان لبنان أُدرج حتمياً على لائحة الدول التي ستُستهدف بتمدُّد «نصروي» او «داعشي» كما شاعت مخاوف داخلية في اليومين الاخيرين او كما حرصت دوائر معينة على اشاعته لأهداف معينة.

وبحسب هذه الاوساط، فان لبنان مختلف بالكثير عن واقع سورية والعراق ولكنه ليس بعيداً اطلاقاً عن تموجات الصراع الايراني - الخليجي الاقليمي. وتبعاً لذلك فان تعرُّضه لأخطار الارتدادات الجارية في سورية والعراق يضعه واقعياً في عين العاصفة مع استمرار امكان عدم سقوطه نهائياً في المحاذير التي أشيعت في الساعات الاخيرة.

وتقول الاوساط نفسها ان هناك مَن يدرك تماماً على المستوى الاقليمي والدولي ان مضي التنظيمات المسلحة في تصعيد الضغط العسكري يبدو بمثابة قرار ضمني لاستنزاف «حزب الله» وحمْله على التراجع من سورية، وهو امر يحظى ضمناً بغض نظر من جهات خارجية عدة. ولكن في الوقت نفسه لا تُسقِط هذه الجهات خطورة تصعيد غير عادي على الجبهة اللبنانية لانه قد يدفع بالحزب ومن ورائه ايران طبعاً الى محاولة قلب الطاولة رأساً على عقب على صورة ما جرى في صنعاء.

وفي ظل صِدام التوازن السلبي بين خياريْ استنزاف الحزب في لبنان وسورية وإمكان ردّ الحزب وإيران بواقع آخر من هذا النوع، فان الاوساط ترجح ان تندفع إرادات دولية وإقليمية لمنْع انزلاق لبنان الى الخيارات القصوى، ولو ان ذلك لن يقي لبنان مواجهات مقبلة ولكنها ستبقى ضمن خطوط حمر مرعية إقليمياً ودولياً.

وفي ظل هذا الرسم البياني لتوازُن الرعب الذي يسود المشهد اللبناني، تقول الاوساط المطلعة ان الايام والأسابيع المقبلة تتسم بأهمية مفصلية لجهة مراقبة الواقع الميداني من جهة والواقع السياسي والديبلوماسي من جهة اخرى. اذ ان ما يسمى مظلة الحماية الدولية للبنان تبدو في واقع يشبه تماماً مظلة الحماية الداخلية لما تبقى من استقرار. وقد تبدّل الموقف بعد معركة بريتال اذ غدا العنوان الملح هو الدفاع عن الاستقرار ومنْع انزلاق لبنان الى حيث لا يعود ينفع معه اي جهد استباقي. ولن يكون ممكناً الحكم مسبقاً على نتائج السباق الخطر بين الاحتمالات الماثلة الآن قبل تبيان ما اذا كان ثمة تقاطُع بين القوى الدولية المؤثرة وإيران تحديداً على تحييد لبنان بالحد الادنى الذي يلائم مجمل هذه القوى في الوقت الراهن على الأقلّ.

وانطلاقاً من هذه الوقائع الحساسة، اكتسب اللقاء الذي انعقد امس في باريس بين الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والرئيس السابق للحكومة سعد الحريري اهمية استثنائية، ولا سيما لجهة مواضيع البحث التي ركّزت على الانتخابات الرئاسية وضرورة ملء الفراغ في اسرع وقت وملف الهبة السعودية للجيش البالغة ثلاثة مليارات دولار الى جانب الازمة السورية والحرب على «داعش» وارتداداتهما على لبنان.

وكان بارزاً تكريس الحريري من امام قصر الاليزيه معادلة «الانتخابات الرئاسية اولاً او لتجر انتخابات نيابية (في 16 نوفمبر) بلا المستقبل»، وهو الموقف الذي سبق ان اعلنه مراراً في الفترة الاخيرة في معرض تحول تياره «القاطرة» الأبرز لبنانياً لملف التمديد للبرلمان. علماً ان هذا الموقف يتلاقى مع مقاربة باريس للأزمة اللبنانية هي التي أعربت مرات عدة امام مسؤولين التقتهم عن قلقها من انتقال الانتخابات الرئاسية الى «المقاعد الخلفية» في الاولويات المحلية معربة عن مخاوف من خطورة مثل هذا الأمر على مجمل الوضع اللبناني وعلى موقع الرئاسة وتالياً وضعية المسيحيين في التركيبة اللبنانية.

وقال الحريري ان «انتخاب رئيس للجمهورية أولوية ولا شيء يسبقه، وهذا ما اكدته للرئيس الفرنسي»، مضيفاً: «كما تطرقنا الى هبة المليار دولار من السعودية للجيش والهبة السابقة 3 مليارات دولار لتجهيز الجيش بالاسلحة الفرنسية، وبشأن المليار دولار ثمة امور انجزت وسيعلن عنها في الايام المقبلة وثمة معدات ستصل لبنان قريبا».

اضاف: «موقفي واضح من انتخاب الرئيس والتفكير بغير ذلك هو تفكير خاطئ، انتخاب الرئيس اولا ومن ثم الانتخابات النيابية، فليجروا انتخابات نيابية من دون تيار المستقبل، لان الاولوية لنا هي انتخاب رئيس للجمهورية».

وأشار الى ان البحث تناول الوضع في لبنان وسورية والمنطقة، وقال: «المحادثات كانت جيدة جدا خصوصا في ظل الوضوح بوجهة النظر بما يخص لبنان». واذ أكد «اننا لا نريد ضربات استراتيجية على داعش بل ضربات موجعة لهؤلاء الإرهابيين الذين لا يعرفون الله ولا علاقة لهم بالإسلام»، قال: «التحالف يجب ان يضرب بقوة الجماعات المتطرفة في سورية والعراق».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي