مصرع وجرح العشرات من عناصر «النصرة» و«داعش» المهاجمين

8 قتلى لـ «حزب الله» في معركة جرود بريتال

تصغير
تكبير


رغم تضارُب الروايات حول ملابسات «المعركة الطاحنة» التي استمرت اربع ساعات في جرود بريتال بين مقاتلين من «حزب الله» وآخرين من «جبهة النصرة» و«داعش» في جرود بلدة بريتال البقاعية القريبة من الحدود السورية، فان الأكيد ان ما حصل يشكّل أخطر تَمدُّد لأعمال العنف في سورية الى لبنان، وجاء لينقل المواجهات المستمرة بين «حزب الله» وكل من «داعش» و«النصرة» في القلمون السورية الى مراكز للحزب في النقاط العسكرية المتعددة التي تنتشر في مناطق جبلية عالية على الحدود الشرقية.


وكانت دائرة المعارك قد توسعت الى جرود بعلبك - يونين وصولاً الى مناطق قريبة من بلدة عرسال الحدودية بعدما سيطر المسلحون (غالبيتهم من النصرة) لبعض الوقت على موقع مركز عين الساعة المتقدم لـ «حزب الله» في أعقاب ما قالت مصادر الحزب انه هجوم شنّه المسلحون انطلاقاً من جرود فليطا وعسال الورد (في سورية) المواجهة لجرود النبي سباط وبريتال.

واظهرت المعارك التي سقط لـ «حزب الله» فيها نحو 8 قتلى ان الحدود الشرقية للبنان باتت «برميل بارود» آخذ في الانفجار ولا سيما مع قرب حلول الشتاء حيث تشير تقديرات الى ان مقاتلي «النصرة» و»داعش» الذين سيجدون انفسهم محاصَرين بالثلوج سيحاولون تكراراً ايجاد ممر حيوي بين جرود بلدة عرسال ومنطقة الزبداني السورية، باعتبار أن بقاءهم في الشتاء محاصرين في هذه الجرود (عزلها الجيش اللبناني عن البلدة) سيؤدي الى انسحابهم من تلك المنطقة التي تُعتبر آخر معقل لهم في جبال القلمون نتيجة عدم القدرة على توفير الإمداد اللوجيستي لهم.

وظهر جلياً التوجُّس اللبناني من أبعاد «اندفاعة النار» المباغتة على جبهة جرود بريتال والتي وضعت المسؤولين امام معطى غير مسبوق بات يفترض بحسب دوائر سياسية تحوُّطاً لكل احتمالات تجدُّد المواجهات او تمدُّدها ربطاً بالوقائع اللاهبة في سورية والعراق، وسط «حبس أنفاس» حيال التداعيات المرتقبة لمواجهات الأحد على ملف العسكريين المخطوفين والذين تتضارب المعلومات حول مسار المفاوضات في شأنه والتي يخوضها لبنان عبر الوسيط القطري (بانتظار الدخول القوي لتركيا على الملف).علماً ان قضية «الممر الآمن» للمسلحين سواء لزيارة عائلاتهم في عرسال او لعدم قطع الامدادات الحياتية الضرورية عن الجرود، شكّلت احد أبرز شروط الخاطفين التي تبلغتها بيروت.

وكان بارزاً تصعيد اهالي العسكريين المخطوفين تحركهم الضاغط على الحكومة للقبول بمقايضة أبنائهم (عددهم نحو 24) بموقوفين في سجن رومية اذ وسعوا دائرة قطع الطرق الدولية في البقاع والشمال، وسط مخاوف من انفلات هذه الملف بكل حساسياته السياسية والمذهبية والمناطقية بحال اطاحت الوقائع العسكرية في الحدود الشرقية بكل مرتكزات التفاوض الشائك.

ويُنتظر ان تحضر كل الملفات الساخنة، القديمة والمستجدة في اللقاء المرتقب اليوم في باريس بين الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والرئيس السابق للحكومة زعيم «تيار المستقبل» سعد الحريري، ولا سيما عنوان الفراغ في سدة رئاسة الجمهورية والمرشح الى تمديد اضافي سيعزّز فرصه الاقتراب من إبرام التفاهم على التمديد الثاني على التوالي لمجلس النواب الذي تنتهي ولايته في 20 نوفمبر الجاري، وذلك خشية إدخال البلاد في مرحلة من التداعي المؤسساتي يقربها من التحول «دولة فاشلة».

وسيشكّل تدحرج «كرة النار» السورية على مساحات واسعة من الحدود الشرقية للبنان بنداً مستجداً في لقاء هولاند - الحريري انطلاقاً مما يشكله من تحدٍّ للمجتمع الدولي الذي كان عبّر في الاجتماع الأخير لمجموعة دعم لبنان الذي انعقد في نيويورك قبل ايام عن مساندته لفكرة تحييد لبنان عن الأزمة السورية وملحقاتها وحمايته من تداعياتها، وهو ما يبدو تحقيقه من صعب الى أصعب في ظل ما عبّرت عنه المواجهات في جرود بريتال.

وشهدت جرود بريتال - بعلبك - يونين امس هدوءاً غداة المعارك الضارية التي اندلعت بعدما شنّ مسلحو «النصرة» و»داعش» هجوما من محاور عدة انطلاقا من جرود عرسال مرورا بعسال الورد وفليطة السوريتين على مواقع للحزب في جرود بريتال ولا سيما منها تلة «عين الساعة» التي شهدت المعركة الأقسى بين الطرفين اثر سقوطها لنحو نصف ساعة في يد المسلحين قبل ان ينجح الحزب في استردادها بعدما سقط له فيها نحو 8 قتلى وبضعة جرحى، فيما نُقل عن اوساط قريبة من الحزب ان المسلحين تكبدوا عشرات الخسائر البشرية بين قتلى وجرحى وأن قياديا بارزا في «النصرة» هو محمد خالد حمزة صهيب قتل في المعركة ونقلت جثته الى مستشفى الرحمة في عرسال.

واشارت تقارير الى ان المعارك التي دارت استخدم فيها «حزب الله» المدفعية التي قصفت من مراكز تطلّ على المواقع المستهدَفة، فيما برز التداول بصور على مواقع إخبارية ومواقع تواصل اجتماعية تظهر ما قيل انهم القتلى من المسلحين اضافة الى التعزيزات من مقاتلي «حزب الله» في طريقهم الى مناطق المواجهة في جرود بريتال.

وفيما لم يكن صدر عن «حزب الله» حتى بعد ظهر امس اي بيان رسمي قال تلفزيون «المنار» التابع له مساء أول من أمس ان «الحزب تصدّى لهجوم نفذته مجموعات ارهابية تكفيرية وتم استيعاب الهجوم واحتواؤه بعدما سقط للمسلحين أعداد كبيرة من القتلى والجرحى»، فيما نقل مراسل المحطة عبر اتصال هاتفي «ان الهجوم كان كبيراً على أعالي جرود بريتال في منطقة عين الساعة وتمكن المجاهدون من دحر العناصر التكفيرية الى خارج الحدود اللبنانية».

في المقابل، أعلنت «النصرة» عبر حساب تابع لها على «تويتر» تحت عنوان «مراسل القلمون»، أنّ عناصرها «قاموا بصدّ هجوم لحزب الله في جرود نحلة اللبنانية ما أدى إلى قتل وجرح العشرات منهم». كما اشارت الى إصدار ستنشره يتناول «غزوة الثأر»على نقطة «أم خرج» قرب بريتال أول من امس.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي