مسؤولون فرنسيون عبّروا أمام شخصيات لبنانية عن قلقهم لتهميش الاهتمامات بهذا الاستحقاق
«الرئاسية اللبنانية» في «المقاعد الخلفية» وتقدُّم مساعي تدعيم «واقي الصدمات»
مع ان واجهة المشهد الداخلي اللبناني التي تتقدّمها أولوية المواجهة مع التنظيمات الارهابية وقضية العسكريين المخطوفين دفعت بأزمة الفراغ الرئاسي الى مرتبة خلفية بشكل ملموس، فإن تداعيات من نوع جديد لهذه الأزمة تبدو مرشحة للتفاعل في الاسابيع المقبلة.
وقد برزت في هذا الإطار ملامح غضب تصاعُدي لدى بكركي من خلال البيان الأخير الذي أصدره مجلس المطارنة الموارنة برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي حين انتقد بحدّة بالغة انعقاد جلسة لمجلس النواب على قاعدة ما سُمي «تشريع الضرورة» معتبراً ان «الجلسة التشريعية مخالِفة للدستور وان لا شرعية لأيّ جلسة تُعقد إلا لانتخاب رئيس الجمهورية ما دام الفراغ الرئاسي قائما».
وتقول مصادر سياسية مسيحية بارزة مؤيدة لموقف الكنيسة المارونية لـ «الراي» انها تخشى ان تأتي التطورات المتلاحقة سواء في موضوع مواجهة الارهاب ام الاقتراب من موعد بتّ الاستحقاق الآخر المتعلق بالانتخابات النيابية، على حساب مزيد من إهمال وتهميش الأزمة الرئاسية التي باتت تهدد فعلاً بأسوأ تهميش للموقع المسيحي الاول في البلاد، علماً ان هذه المخاوف الموضوعية لم تعد مقتصرة على الاوساط المسيحية اللبنانية وحدها بل تعبّر عنها جهات أوروبية ودولية اخرى.
وتلفت المصادر في هذا السياق الى ان مسؤولين فرنسيين تحديداً عبّروا امام شخصيات لبنانية اخيراً عن «قلقهم لتهميش الاهتمامات بإجراء الانتخابات الرئاسية» وحضوا هذه الشخصيات على «ضرورة التحرك الداخلي لاستعجال انتخاب رئيس جديد للجمهورية لئلا يتلقى لبنان مزيداً من تداعيات سلبية سياسية وأمنية في غياب رئيس للجمهورية».
ومع ان المصادر نفسها لا تسقط أهمية العامل الحاسم في تقرير مصير الأزمة الرئاسية والمتصل بإرادات اقليمية تمنع انتخاب الرئيس في الظروف الراهنة، فإنها تشير الى ان «مجريات التطورات الداخلية والخارجية المتسارعة باتت تهدد أكثر من اي وقت سابق بتكريس واقع الاستغناء عن الموقع الرئاسي، حتى لو ردّدت كل القوى والطوائف تَمسُّكها به».
وما يقلق هذه الاوساط الوثيقة الصلة ببكركي ان القوى المسيحية في فريقي 14 آذار و8 آذار باتت أقرب الى التسليم بأولويات أمر واقع لم تعد الانتخابات الرئاسية تتصدّره لدى القوى الاخرى رغم المواقف العلنية المغايرة، حتى ان القوى المسيحية من ضمن الفريق الواحد بدأت تنصرف الى «مزاحمات سياسية»، كما تصفها هذه المصادر، على غرار مزايدات خرجت الى العلن بين حزبيْ الكتائب و«القوات اللبنانية» اخيراً في موضوع تأييد او معارضة جلسات التشريع لمجلس النواب بما عكس الوهن الحاصل داخل الفريق المسيحي في قوى 14 آذار، في مقابل تصلُّب العماد ميشال عون واستمرار تعطيله للانتخابات الرئاسية ما لم تحمله الى قصر بعبدا.
وتضيف المصادر ان «ثمة خشية من ان يزيد الاتجاه الى التمديد لمجلس النواب -والذي يبدو انه صار خياراً شبه حتمي- من شرذمة القوى المسيحية التي ستغرق في موجة جديدة من المزايدات على بعضها البعض ومن ثم تجد نفسها عاجزة عن وقف التيار نحو التمديد» متى تَوافق على ذلك العنصران السني والشيعي بشكل حاسم، على غرار تجارب سابقة مماثلة في استحقاقات عدة.
ومع ان المصادر تبدي ارتياحاً واسعاً لمواقف زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للكومة سعد الحريري تحديداً الذي لا يترك مناسبة الا ويشدّد فيها على استعجال انتخاب رئيس للجمهورية كأولوية لا تتقدّمها اي اولوية اخرى، إلا أنها تشير الى ان موقف الحريري على اهمية دلالاته «لا يوحي بأن هناك معطيات اقليمية ناضجة لانتخاب الرئيس من الجانب الحليف له اي السعودية. كما يثبت تمسكُ (حزب الله) بتأييد العماد عون بان ايران ليست في وارد الإفراج عن التعطيل الحاصل للانتخاب راهناً قبل استكشاف ملامح تسوية واسعة مع الغرب في الملفات الكبرى».
ولكل هذه العوامل، فان المصادر تستبعد اي تطور إيجابي قريب في الملف الرئاسي مع ما يعنيه ذلك من مراكمة الخسائر والأضرار التي تضعف تباعاً الموقع المسيحي وتأثيره في أخطر مرحلة يجتازها لبنان.
وسيكون الملف الرئاسي وتداعيات استمرار الشغور في هذا الموقع محور اللقاء المرتقب يوم الثلاثاء المقبل في باريس بين الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والرئيس الحريري، علماً ان هولاند كان اجتمع في نيويورك بالرئيس تمام سلام، في حين شهدت العاصمة الفرنسية ايضاً لقاء بين وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ونظيره اللبناني جبران باسيل الذي عُلم انه زار رئيس «المستقبل».
وكانت بيروت شهدت، مساء اول من امس، لقاء لا يقلّ اهمية في اطار البحث عن آفاق الوضع اللبناني، حيث استقبل النائب وليد جنبلاط وفداً من «حزب الله» يتقدمه رئيس كتلة الحزب النائب محمد رعد، وتطرق اضافة الى ملف العسكريين المخطوفين الى الاستحقاقين الرئاسي والنيابي، وسط تقارير تحدثت عن ان الجانبين اتفقا على «ضرورة تجنب الفراغ في المؤسسات الدستورية وتالياً على أن التمديد لمجلس النواب أصبح ضرورة لتجنّب الفراغ».
وكان لافتاً اعلان رعد بعد لقاء جنبلاط، الذي يتحضّر قريباً لزيارة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب، ان الاجتماع تطرق الى موضوع الانتخابات النيابية والاستحقاق الرئاسي «وتفهمنا بعمق وجهة نظر وليد بك ونحن سنلتقي معا في أي استحقاق».
كما وصف أجواء اللقاء بأنها كانت «ايجابية وجدية جدا وكلنا نتطلع الى فتح نوافذ لإخراج لبنان في أسرع وقت وبأقل كلفة من هذا القطوع الذي يمر به»، مشدداً على «ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت».
وقد برزت في هذا الإطار ملامح غضب تصاعُدي لدى بكركي من خلال البيان الأخير الذي أصدره مجلس المطارنة الموارنة برئاسة البطريرك مار بشارة بطرس الراعي حين انتقد بحدّة بالغة انعقاد جلسة لمجلس النواب على قاعدة ما سُمي «تشريع الضرورة» معتبراً ان «الجلسة التشريعية مخالِفة للدستور وان لا شرعية لأيّ جلسة تُعقد إلا لانتخاب رئيس الجمهورية ما دام الفراغ الرئاسي قائما».
وتقول مصادر سياسية مسيحية بارزة مؤيدة لموقف الكنيسة المارونية لـ «الراي» انها تخشى ان تأتي التطورات المتلاحقة سواء في موضوع مواجهة الارهاب ام الاقتراب من موعد بتّ الاستحقاق الآخر المتعلق بالانتخابات النيابية، على حساب مزيد من إهمال وتهميش الأزمة الرئاسية التي باتت تهدد فعلاً بأسوأ تهميش للموقع المسيحي الاول في البلاد، علماً ان هذه المخاوف الموضوعية لم تعد مقتصرة على الاوساط المسيحية اللبنانية وحدها بل تعبّر عنها جهات أوروبية ودولية اخرى.
وتلفت المصادر في هذا السياق الى ان مسؤولين فرنسيين تحديداً عبّروا امام شخصيات لبنانية اخيراً عن «قلقهم لتهميش الاهتمامات بإجراء الانتخابات الرئاسية» وحضوا هذه الشخصيات على «ضرورة التحرك الداخلي لاستعجال انتخاب رئيس جديد للجمهورية لئلا يتلقى لبنان مزيداً من تداعيات سلبية سياسية وأمنية في غياب رئيس للجمهورية».
ومع ان المصادر نفسها لا تسقط أهمية العامل الحاسم في تقرير مصير الأزمة الرئاسية والمتصل بإرادات اقليمية تمنع انتخاب الرئيس في الظروف الراهنة، فإنها تشير الى ان «مجريات التطورات الداخلية والخارجية المتسارعة باتت تهدد أكثر من اي وقت سابق بتكريس واقع الاستغناء عن الموقع الرئاسي، حتى لو ردّدت كل القوى والطوائف تَمسُّكها به».
وما يقلق هذه الاوساط الوثيقة الصلة ببكركي ان القوى المسيحية في فريقي 14 آذار و8 آذار باتت أقرب الى التسليم بأولويات أمر واقع لم تعد الانتخابات الرئاسية تتصدّره لدى القوى الاخرى رغم المواقف العلنية المغايرة، حتى ان القوى المسيحية من ضمن الفريق الواحد بدأت تنصرف الى «مزاحمات سياسية»، كما تصفها هذه المصادر، على غرار مزايدات خرجت الى العلن بين حزبيْ الكتائب و«القوات اللبنانية» اخيراً في موضوع تأييد او معارضة جلسات التشريع لمجلس النواب بما عكس الوهن الحاصل داخل الفريق المسيحي في قوى 14 آذار، في مقابل تصلُّب العماد ميشال عون واستمرار تعطيله للانتخابات الرئاسية ما لم تحمله الى قصر بعبدا.
وتضيف المصادر ان «ثمة خشية من ان يزيد الاتجاه الى التمديد لمجلس النواب -والذي يبدو انه صار خياراً شبه حتمي- من شرذمة القوى المسيحية التي ستغرق في موجة جديدة من المزايدات على بعضها البعض ومن ثم تجد نفسها عاجزة عن وقف التيار نحو التمديد» متى تَوافق على ذلك العنصران السني والشيعي بشكل حاسم، على غرار تجارب سابقة مماثلة في استحقاقات عدة.
ومع ان المصادر تبدي ارتياحاً واسعاً لمواقف زعيم «تيار المستقبل» الرئيس السابق للكومة سعد الحريري تحديداً الذي لا يترك مناسبة الا ويشدّد فيها على استعجال انتخاب رئيس للجمهورية كأولوية لا تتقدّمها اي اولوية اخرى، إلا أنها تشير الى ان موقف الحريري على اهمية دلالاته «لا يوحي بأن هناك معطيات اقليمية ناضجة لانتخاب الرئيس من الجانب الحليف له اي السعودية. كما يثبت تمسكُ (حزب الله) بتأييد العماد عون بان ايران ليست في وارد الإفراج عن التعطيل الحاصل للانتخاب راهناً قبل استكشاف ملامح تسوية واسعة مع الغرب في الملفات الكبرى».
ولكل هذه العوامل، فان المصادر تستبعد اي تطور إيجابي قريب في الملف الرئاسي مع ما يعنيه ذلك من مراكمة الخسائر والأضرار التي تضعف تباعاً الموقع المسيحي وتأثيره في أخطر مرحلة يجتازها لبنان.
وسيكون الملف الرئاسي وتداعيات استمرار الشغور في هذا الموقع محور اللقاء المرتقب يوم الثلاثاء المقبل في باريس بين الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والرئيس الحريري، علماً ان هولاند كان اجتمع في نيويورك بالرئيس تمام سلام، في حين شهدت العاصمة الفرنسية ايضاً لقاء بين وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس ونظيره اللبناني جبران باسيل الذي عُلم انه زار رئيس «المستقبل».
وكانت بيروت شهدت، مساء اول من امس، لقاء لا يقلّ اهمية في اطار البحث عن آفاق الوضع اللبناني، حيث استقبل النائب وليد جنبلاط وفداً من «حزب الله» يتقدمه رئيس كتلة الحزب النائب محمد رعد، وتطرق اضافة الى ملف العسكريين المخطوفين الى الاستحقاقين الرئاسي والنيابي، وسط تقارير تحدثت عن ان الجانبين اتفقا على «ضرورة تجنب الفراغ في المؤسسات الدستورية وتالياً على أن التمديد لمجلس النواب أصبح ضرورة لتجنّب الفراغ».
وكان لافتاً اعلان رعد بعد لقاء جنبلاط، الذي يتحضّر قريباً لزيارة رئيس حزب «القوات اللبنانية» سمير جعجع في معراب، ان الاجتماع تطرق الى موضوع الانتخابات النيابية والاستحقاق الرئاسي «وتفهمنا بعمق وجهة نظر وليد بك ونحن سنلتقي معا في أي استحقاق».
كما وصف أجواء اللقاء بأنها كانت «ايجابية وجدية جدا وكلنا نتطلع الى فتح نوافذ لإخراج لبنان في أسرع وقت وبأقل كلفة من هذا القطوع الذي يمر به»، مشدداً على «ضرورة اجراء الانتخابات الرئاسية في أسرع وقت».