أجواء بيروت توحي بـ «ضوء أخضر إقليمي»

هل ينتخب لبنان رئيساً في ذكرى الاستقلال؟

تصغير
تكبير
بدا لبنان، امس، وكأنه العربة التي يجرها حصانان في اتجاهين متعاكسين... ففي الوقت الذي سجل المأزق السياسي - الدستوري اختراقاً ايجابياً مع التفاهم الإجماعي على «فتح ابواب البرلمان غداً الاربعاء» تحت عنوان «تشريع الضرورة» وهو المقفل منذ امد بعيد، اوحت الاجواء التي تحيط بملف العسكريين الرهائن لدى تنظيمي «داعش» و«النصرة» ان طريق المفاوضات لاطلاقهم غير سالكة، وسط استمرار اهالي العسكريين بشل طرق دولية وحيوية في البلاد لممارسة المزيد من الضغوط على الحكومة ودفعها الى «دفع اثمان» انقاذ حياة ابنائهم.

ورغم ان جدول اعمال الجلسة البرلمانية، غداً، يقتصر على اقرار سلسلة الرتب والرواتب وبعض القروض، فان الدوائر المراقبة في بيروت تعاطت مع رفع قوى «14 آذار» الشمع الاحمر عن العمل التشريعي ولو الضروري لمجلس النواب ربطاً باولوية انتخاب رئيس جديد للجمهورية، على انه اشارة لبدء العد العكسي لتفاهم عريض يتوج بالافراج عن عملية انتخاب رئيس للجمهورية والتمديد «الذي لا بد منه» للبرلمان.


وشبهت اوساط سياسية في بيروت لقاء رئيس البرلمان نبيه بري ورئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة السبت الماضي، الذي ارسى توافقاً اتاح فتح ابواب البرلمان، باللقاء الذي تم اخيراً بين وزيري خارجية المملكة العربية السعودية الامير سعود الفيصل، وايران محمد جواد ظريف، وهو تشبيه ينطوي على الايحاء بان ضوءا اخضر اقليمياً شق طريقه الى بيروت ويمهد لتسوية ما.

وكان الرئيس السنيورة عرض على الرئيس بري خلال لقائهما مبادرة تحالف «14 آذار» الرئاسية القائمة على سحب هذا الفريق السياسي مرشحه للرئاسة (رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع) لقاء قيام قوى «8 آذار» بخطوة مماثلة مع مرشحها الضمني (زعيم التيار الوطني الحر ميشال عون) افساحاً امام التوافق على «رئيس تسوية».

ورغم ان الاوساط الواسعة الاطلاع بدت حذرة في مقاربتها لمفاعيل الضوء الاخضر السعودي - الايراني، فانها لم تستبعد ان يحتفل لبنان بذكرى استقلاله في 23 نوفمبر المقبل في ظلال رئيس جديد للجمهورية بعد التفاهم بين طرفي الصراع على رئيس تسوية من بين سلة اسماء توافقية يتم التداول بها.

وتستند هذه الاوساط الى اقتناع الاطراف الرئيسيين في البلاد بان خطر الفراغ الرئاسي المستمر منذ 25 مايو الماضي قد يعرض لبنان لمزيد من «الانحلال المؤسساتي» في لحظة «حرب عالمية» مسرحها المنطقة ولبنان بات جزءاً منها، وهو الامر الذي يساهم في انضاج تفاهم سعودي - ايراني حيال مستقبل الازمة اللبنانية.

ورأت هذه المصادر ان أحداث اليمن التي ظللت لقاء الفيصل - ظريف، سرّعت في تشكيل مناخ سيسمح باطلاق دينامية لبنانية للخروج من المأزق السياسي - الديبلوماسي، خصوصاً ان قاطرتي « 14آذار»، اي «تيار المستقبل» و«8 آذار»، اي «حزب الله»، يدركان ان لا امكان لانتخاب رئيس جديد من دون توافق، شرطه الطبيعي خروج جعجع وعون من السباق.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي