حروف باسمة

قلوب نابضة والتحية للدكتور جمال الفضلي

تصغير
تكبير
مكمن الخبر، وسبيل الطمأنينة وطريق الاستقرار هو القلب، وقد ورد في كتاب الله الكريم في مواضع كثيرة وفي مجالات متعددة حتى بلغ ذكره 53 مرة، وأكد الرسول الكريم صلى الله عليه وآله وسلم على أهمية القلب في قوله: «ألا وَإنَّ في الْجَسَدِ مُضْغَةً إذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَد كُلُّهُ، وإذَا فَسَدَت فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ، أَلا وَهِيَ الْقَلْبٌ» فما أروعه من معنى وما أشمله من قول!

والقلوب تختلف وتتعدد وتتنوع وتتباين ، فمنها الواسع الكبير الذي يشمل الدنيا برحابته، ومنها الذي يخفق إذا أحس صاحبه بمنظر من مناظر البؤس، أو مشهد من مشاهد الشقاء فلا يطمئن إلا إذا تغير المشهد وتحولت الحالة، وقلوب أخرى ضيقة تضطرب لأتفه الأمور وأقل الحوادث، وجاء في الأدب العربي كثير في مجال القلب فمنهم من عبر عن القلوب القاسية فقال:


قَسَتِ القُلوبُ فَلَم تَمِلْ لِهدَايَةٍ

تَبّاً لِهَاتِيكَ القُلوبِ القَاسِيَة

وقال آخر لمن يهوى:

يا محرقا بالنار قلب محبه

مهلا فإن مدامعي تطفيه

أحرق بها جسدي وكل جوارحي

احذر على قلبي لأنك فيه

والقلوب تحتاج إلى تهذيب وتوجيه، وذلك بتدريبها على الرقة وشمول الآخر فقد قيل:

وَإِذا مَرضتَ من الذُنوبِ فَداوِها

بالذِكر إِنَّ الذِكرَ خَيرُ دَواءِ

وَالسُقمُ في الأَبدانِ لَيسَ بِضائِرٍ

وَالسُقمُ في الأَديانِ شَرُّ بَلاءِ

فما أجمل أن تداوى القلوب بالذكر والموعظة الحسنة والجدال بالتي هي أحسن!

وإذا مس قلب الإنسان أذى فإن هناك المصحات المختلفة التي تعنى بتطبيبه وإرشاد من يحس بالألم إلى الدواء الناجع، والسبيل الناجح لإزالة الألم، ومن المستشفيات الكثيرة التي تعج بها هذه الديرة الحبيبة هو «مركز التعاونيات للقلب» هذا الصرح الطبي الكبير الذي يحوي مستلزمات طبية وخبرات شاملة وعقولاً نيرة تعمل على إيجاد سبل متنوعة ومختلفة من أجل وصف الطريقة الطيبة التي تعمل على راحة المرضى والتخفيف من آلامهم.

اطلعت في الأسبوع الماضي على هذا المستشفى، ووجدت فيه أناساً مخلصين وفرقاً طبية متعاونة وأجهزة متطورة، تعرفت على هذا المركز من خلال وجودي مع أختي نظراً لإجراء عملية لها في القلب، رأيت العناية قبل إجراء العملية وبعدها، ومراحل تسلسل العلاج من غرف العناية المركزة إلى وحدات الملاحظة حتى وصول المريض إلى الغرفة المخصصة له، مراحل متعددة ومتناهية في الدقة.

ولا يسعني إلا أن أشكر الدكتور جمال الفضلي الذي أجرى هذه العملية الجراحية على بلائه بلاءً حسناً وإصراره على إيجاد الحلول الطيبة والسلسة في مجال راحة المرضى، هو والذين معه في هذا المجال.

أسأل الله التوفيق لأبناء هذا الوطن المخلصين، وتهنئة خالصة للأخت أم ناصر على نجاح هذه العملية والابتهال إلى المولى العلي القدير بأن يكتب الشفاء لجميع المرضى أينما وجدوا.

عزيزي القارئ دعنا نقدم تحية شكر للدكتور المتألق جمال الفضلي رئيس قسم الجراحة بمركز التعاونيات للقلب، وجميع الأطباء المخلصين في هذه الديرة العزيزة ونقول ما قاله الأديب عبدالله سنان في تحيته للطبيب:

قم للطبيب وحيّه

وامدد يديك مسلما

صافحه وابتسم له

فالحق أن تتبسما

هو ذلك الإنسان

والرجل الذي لن يكتما

آسن بكفيه الشفا

وكم أزال الألما

قم للطبيب محيياً

والحق أن يكرما
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي