من نظارات «غوغل» الشمسية إلى ساعة «آبل»

صلح تاريخي بين الموضة والتكنولوجيا

تصغير
تكبير
وصفت مؤسسة دار «شانيل» كوكو شانيل الموضة بأنها «لا تتعلق فقط بالملابس، وإنما بأفكارنا وطريقة حياتنا وكل ما يدور حولنا من تفاصيل»، وهي عبارة تختصر مفهوم الموضة وتطورها عبر السنين.

اليوم، وقد تحول الجميع إلى مستخدم للهواتف الذكية، بات العدوان اللدودان تاريخياً، الموضة والتكنولوجيا، أكثر تقارباً مما كانا عليه يوماً.


فللمرة الأولى دعت «ابل» محرري وخبراء الموضة لحضور حفل إطلاق هاتفي «آيفون 6» و«6 بلاس» الجديدين، فضلاً عن ساعة «ابل ووتش»، في إشارة إلى تغير الأسس بين هذين القطاعين. كما تعاونت «غوغل» مع علامة «لوكزوتيكا» للنظارات الشمسية، التي تصنع علامتي النظارات الشمسية «راي بن» و«بيرسول» لتصميم مجموعة جديدة من نظاراتها.

هذا في الوقت الذي أعلنت فيه مؤسسة منظمة الموضة البريطانية ناتالي ماسينت خلال إطلاقها لأسبوع لندن للموضة بالتعاون مع «غوغل»، أنها تسعى إلى «تحويل لندن إلى أكثر عواصم الموضة معرفة بالتكنولوجيا».

وأوضح خبير الموضة ماثيو درينكووتر أهمية إظهار العلامات التجارية للإبداع في عملها، وقال «بات هناك اعتراف بحاجة قطاع التكنولوجيا إلى الاندماج أكثر مع الموضة اليومية، فقد بادرت جميع المتاجر، وليس فقط متاجر العلامات التجارية الكبيرة، إلى محاولة تقديم تجربة كاملة للمستهلك».

وعمل درينكووتر مع «نوكيا» لتصميم أول تنورة رقمية مصنوعة من الهواتف المحمولة، ومع «مايكروسوفت» لتصميم أول سروال شحن لاسلكي، وقال «يتوجب على العلامات التجارية أن تستمر متصلة أو غير متصلة بالإنترنت».

من جهتها، تبنت علامة «بربري» مفهوم تكنولوجيا الموضة، وباتت رائدة في هذا المجال، فدمجت بين الملموس والرقمي في متاجرها في لندن وهونغ كونغ وشيكاغو، وحوّلت المرايا إلى شاشات تعرض صور عروض الأزياء. كما استبدلت، على غرار متاجر «ابل»، الدفع النقدي بالدفع للماكينات، فضلاً عن تأمينها تجربة جديدة للعميل من خلال محاكاة لفصل الشتاء والعواصف لتذكيره بأهيمة شراء الملابس الشتوية من العلامة.

وتبنت متاجر التجزئة الراقية الوسائل التكنولوجية الجديدة مبكراً، وتميزت بتطورها في هذا المجال عن العلامات الشعبية، في ظل تركيزها على توفير تجربة مميزة للعميل داخل المتجر. واستعانت «بربري» لهذه الغاية بشركة «ابل» للمساعدة على إدارة وتطوير منتجاتها الجديدة.

وعلى الرغم من أن العلامات الشعبية كانت أقل حماسة في تبني التكنولوجيا الجديدة، إلا أن هناك إشارات جديدة تؤكد على حصول تغيير، على غرار السماح للعميل بتجربة القطعة في المتجر، ومن ثم شرائها عبر الإنترنت بسعر أقل. في حين عمدت علامات أخرى إلى دعوة المدونين إلى حفلات إطلاق مجموعاتهم الجديدة من أجل الترويج لها، ولجأت أخرى إلى ابتكار مواقع إلكترونية تتضمن برامج وغرف قياس افتراضية تسمح للعميل بتزويد الموقع بقياساته ومن ثمّ تجربة القطعة عبر الإنترنت من خلال رجل آلي افتراضي ثلاثي الأبعاد، وشرائها دونما الحاجة إلى ترك غرفة نومه.

من جهة أخرى، أطلقت بعض العلامات التجارية منتجات مصنوعة من أقمشة تتمتع بخاصية تغيير اللون في حال وجود انواع معينة من الملوثات. وفي حين تسعى «أديداس» و«نايكي» إلى إطلاق ملابس قادرة على الاتصال بالهواتف الذكية من أجل توفير صورة أشمل لصحة الفرد وطريقة تدريبه دون أي جهد إضافي من العميل. وفي هذا الإطار يمكننا تصنيف إطلاق «آيفون 6» و«ابل ووتش» على أنه تمهيد لعصر جديد من الملابس التكنولوجية.

وأشارت الخبيرة في شركة «دبليو جي أس أن» المختصة بتحديد اتجاهات الموضة، راتشيل أرثر إلى أنه للمرة الأولى، لم تعد الموضة مجرد إضافة للتكنولوجيا، وإنما هناك شراكة حقيقية مع العلامات التجارية، ففي الوقت الذي باتت فيه التكنولوجيا أصغر من ذي قبل، لم يعد هناك من سبب يمنع دمجها مع المجموعات الجديدة والإكسسوارات التي تطلقها العلامات التجارية.

(أورمي خان – سي إن إن)
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي