سلام أثار في الجمعية العامة قضية نزوح مليون ونصف المليون لاجئ سوري الى بلده ... وباسيل اجتمع بالمعلّم
لبنان شريك «دفاعي» في التحالف العربي - الغربي ضدّ الإرهاب
روحاني وسلام في نيويورك (خاص - «الراي»)
• بان كي مون دعا القادة في لبنان إلى تقديم تنازلات ضرورية لانتخاب رئيس
• واشنطن أثنت على جهود بيروت في مواجهة «داعش»
• واشنطن أثنت على جهود بيروت في مواجهة «داعش»
أطلّ لبنان، بمآزقه وهمومه ومشكلاته، من على أعلى منبر دولي وكأنه يعرض «جردة حساب» بالأثمان التي يدفعها نتيجة الصراعات المتمادية في المنطقة، والتي جعلته بلا «رأس» للجمهورية منذ أربعة أشهر، وحوّلته الى «وطن موقت» لأكثر من مليون ونصف المليون نسمة من النازحين السوريين، وتهدد أمنه واستقراره بتوتّرات تقارب الإنفجار.
هذه الصورة الكارثية رسمها رئيس الحكومة «الرئاسية» تمام سلام في كلمته امام الدورة التاسعة والستين للجمعية العمومية للأمم المتحدة، وأسهب في شرحها امام المجموعة الدولية لدعم لبنان، وكانت حاضرة في مباحثاته الثنائية مع الرئيس الايراني حسن روحاني ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، ومع سواهما من المشاركين في «قمة مانهاتن».
ورغم القضايا المتشعبة التي طرحها سلام في خطابه وفي لقاءاته، فإن المسألة الأهمّ تجلت في مكافحة الإرهاب التي يخوضها لبنان منذ أمد، إن في مواجهة الجريمة السياسية المنظمة التي إغتالت رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري وقادة آخرين من عوالم السياسة والأمن والإعلام، او في سياق التصدي للمجموعات الإرهابية التي استنفرت العالم بأسره اخيراً، خصوصاً مع الخروج المفاجئ لـ «داعش» من القمقم في العراق وسورية وعلى الحدود مع لبنان.
وتعتقد دوائر مراقبة في بيروت ان لبنان الذي وقّع على «إعلان جدة» لمكافحة الإرهاب، وشارك في اجتماع باريس، والملتزم كسواه بتنفيذ قراري مجلس الأمن رقم 2170 و2178، هو شريك فعلي في الحرب العربية - الغربية المعلنة ضد الارهاب، رغم الطابع الدفاعي لهذه المشاركة التي يحاذر معها الانزلاق الى لعبة المحاور، والتي طالب سلام الأسرة الدولية بإبعاد لبنان عن شبحها.
وكان سلام اعلن «ان الشعب اللبناني يقف الى جانب قواته المسلحة في معركتها مع الارهاب»، وان الحكومة تسعى الى حشد الدعم اللازم للجيش والقوى الامنية لتتمكن من القيام بحماية السيادة وضمان الامن والسلم الاهلي، لافتاً الى «أن لبنان واقع في قلب منطقة تشهد أحداثاً هائلة ويتعرض لهجمة ارهابية شرسة من مجموعات اجرامية ظلامية». وبعدما أشار الى جرائم قتل ثلاثة من العسكريين اللبنانيين اكد «ان ليس بين خياراتنا في هذه القضية خيار التراجع عن أي من ثوابتنا المتمثلة بتحرير العسكريين وحفظ هيبة الدولة وحماية امنها وسيادة اراضيها». واذ رحب بالقرارات الصادرة عن مجلس الامن في مجال مكافحة الارهاب، دعا «جميع الأشقاء والاصدقاء في العالم الى صون لبنان وإبعاده عن صراعات المحاور ومده باسباب القوة». ثم اثار سلام قضية تدفق نحو مليون ونصف المليون من النازحين السوريين الى لبنان واصفا اياها بأنها «كارثة وطنية» داعياً المجتمع الدولي الى تحمل هذا العبء الهائل مع لبنان.
وحضرت هذه العناوين ايضاً في اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان التي ترأس سلام اجتماعها والتي جددت مطالبتها بتحييد لبنان عن الحرب في سورية، مرددة مطالبات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون لجميع الزعماء اللبنانيين بـ «الدخول في حوار الآن وتقديم التنازلات الضرورية لانتخاب رئيس دون مزيد من التأخير»، واتخاذ القرارات المهمة اللازمة من أجل بلادهم وشعبهم.
وقال بان في الاجتماع ان اللبنانيين «يواجهون تزايد امتداد للأزمة السورية، بما في ذلك الهجمات وأعمال الإرهاب الوحشية من الجماعات المتطرفة، والتي ندينها»، مشيداً بأداء قوات الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، مؤكداً أن «هناك حاجة ملحة الى زيادة قدراتها». وأشاد أيضاً بتعهد السعودية تقديم مليار دولار دعماً لتجهيز الجيش، وبالمساهمات التي تبذلها الدول الأعضاء، مشيراً الى مضي أربعة أشهر على انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، وأن هناك شهرين حتى تنتهي ولاية مجلس النواب. ولذلك حض «جميع القادة في لبنان على الدخول في حوار الآن وتقديم التنازلات الضرورية لانتخاب رئيس».
وكان لافتاً انه في المؤتمر الصحافي الذي أعد على عجل لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اكد أن بلاده تشارك في الحرب على الإرهاب بوسائل مختلفة، منها «تزويد لبنان وسورية والعراق الأسلحة الضرورية».
وكان سلام اجتمع قبل إلقاء كلمته امام الجمعية العامة، بوزير الخارجية الأميركية جون كيري الذي أثنى خلال اللقاء على جهود الحكومة اللبنانية في مواجهة «داعش» عند الحدود، وأكّد التزام واشنطن بأمن لبنان واستقراره في مواجهة التحديات.
وناقش الجانبان، بحسب مصدر رفيع في وزارة الخارجية الاميركية، شراكتهما المستمرة، وأكد كيري دعم بلاده للحكومة اللبنانية وللشعب اللبناني. كما شدد على أهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت، مشيراً الى المساعدة العسكرية الاميركية للقوات اللبنانية المسلحة للمساعدة في مواجهة «داعش». ومنوهاً بمشاركة لبنان في مؤتمر جدة، وتوقيعه على البيان الرسمي الصادر عنه.
كما شدد كيري على التزام بلاده بالمساعدة في الازمة الانسانية في سورية والتي لها ارتدادات سلبية على لبنان. وقال ان بلاده وفرت حتى الآن 500 مليون دولار للبنان مخصصة لمساعدته في تحمل عبء اللاجئين وللتعامل مع انعكاس وجودهم على المجتمعات المضيفة.
على ان اللافت في حركة الوفد اللبناني في نيويورك كان الاجتماع الذي عقده وزير الخارجية جبران باسيل مع نظيره السوري وليد المعلم، من دون ان يشرح شيئا عن هذا اللقاء، باستثناء اشارات الى تنسيق المواقف بين البلدين، وهو ما قوبل في صحف قريبة من 14 آذار بانتقادات على قاعدة ان باسيل من غير مفوّض رسمياً لقاء المعلّم.
روحاني: عزّة ووحدة وإعمار لبنان رغبة قلبية للشعب الإيراني
| طهران - من أحمد أمين |
أكد الرئيس الايراني حسن روحاني، لدى استقباله رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، في نيويورك، بان «عزة ووحدة واعمار لبنان، هي رغبة قلبية للشعب الايراني»، مؤكدا «ان امن وتقدم لبنان يتحققان بمشاركة جميع الفئات والطوائف في ادارة البلاد».
واعرب عن القلق ازاء الاحداث الامنية الاخيرة في لبنان، وقال «ان الجيش اللبناني يصون امن لبنان وشعبه باقتدار في مواجهة الارهابيين»، وشدد على ان «امن واستقرار لبنان يحظى بالاهمية لايران، فلبنان كان على الدوام انموذجا للتعايش السلمي بين الفئات والطوائف المختلفة حيث ينبغي العمل على تعزيز هذا الامر، وان ايران تعتبر من واجبها تقديم اي دعم ممكن من اجل استقرار هذا البلد وترسيخ وحدته الوطنية».
من جانبه اعتبر رئيس وزراء لبنان، وجود روحاني في منصب رئاسة الجمهورية الاسلامية الايرانية «فرصة لتعزيز العقلانية والاخوة في المنطقة»، واكد «ترسيخ وتعميق العلاقات بين البلدين»، وقال «ان العلاقة مع ايران تأتي في الاولوية في العلاقات الدولية للبنان»، كما اشاد بدور طهران في «المساعدة بترسيخ الوحدة الوطنية في لبنان»، واثنى على اراء الرئيس الايراني في قضية مكافحة الارهاب.
هذه الصورة الكارثية رسمها رئيس الحكومة «الرئاسية» تمام سلام في كلمته امام الدورة التاسعة والستين للجمعية العمومية للأمم المتحدة، وأسهب في شرحها امام المجموعة الدولية لدعم لبنان، وكانت حاضرة في مباحثاته الثنائية مع الرئيس الايراني حسن روحاني ووزير الخارجية الأميركي جون كيري، ومع سواهما من المشاركين في «قمة مانهاتن».
ورغم القضايا المتشعبة التي طرحها سلام في خطابه وفي لقاءاته، فإن المسألة الأهمّ تجلت في مكافحة الإرهاب التي يخوضها لبنان منذ أمد، إن في مواجهة الجريمة السياسية المنظمة التي إغتالت رئيس الحكومة الاسبق رفيق الحريري وقادة آخرين من عوالم السياسة والأمن والإعلام، او في سياق التصدي للمجموعات الإرهابية التي استنفرت العالم بأسره اخيراً، خصوصاً مع الخروج المفاجئ لـ «داعش» من القمقم في العراق وسورية وعلى الحدود مع لبنان.
وتعتقد دوائر مراقبة في بيروت ان لبنان الذي وقّع على «إعلان جدة» لمكافحة الإرهاب، وشارك في اجتماع باريس، والملتزم كسواه بتنفيذ قراري مجلس الأمن رقم 2170 و2178، هو شريك فعلي في الحرب العربية - الغربية المعلنة ضد الارهاب، رغم الطابع الدفاعي لهذه المشاركة التي يحاذر معها الانزلاق الى لعبة المحاور، والتي طالب سلام الأسرة الدولية بإبعاد لبنان عن شبحها.
وكان سلام اعلن «ان الشعب اللبناني يقف الى جانب قواته المسلحة في معركتها مع الارهاب»، وان الحكومة تسعى الى حشد الدعم اللازم للجيش والقوى الامنية لتتمكن من القيام بحماية السيادة وضمان الامن والسلم الاهلي، لافتاً الى «أن لبنان واقع في قلب منطقة تشهد أحداثاً هائلة ويتعرض لهجمة ارهابية شرسة من مجموعات اجرامية ظلامية». وبعدما أشار الى جرائم قتل ثلاثة من العسكريين اللبنانيين اكد «ان ليس بين خياراتنا في هذه القضية خيار التراجع عن أي من ثوابتنا المتمثلة بتحرير العسكريين وحفظ هيبة الدولة وحماية امنها وسيادة اراضيها». واذ رحب بالقرارات الصادرة عن مجلس الامن في مجال مكافحة الارهاب، دعا «جميع الأشقاء والاصدقاء في العالم الى صون لبنان وإبعاده عن صراعات المحاور ومده باسباب القوة». ثم اثار سلام قضية تدفق نحو مليون ونصف المليون من النازحين السوريين الى لبنان واصفا اياها بأنها «كارثة وطنية» داعياً المجتمع الدولي الى تحمل هذا العبء الهائل مع لبنان.
وحضرت هذه العناوين ايضاً في اجتماع مجموعة الدعم الدولية للبنان التي ترأس سلام اجتماعها والتي جددت مطالبتها بتحييد لبنان عن الحرب في سورية، مرددة مطالبات الأمين العام للأمم المتحدة بان كي - مون لجميع الزعماء اللبنانيين بـ «الدخول في حوار الآن وتقديم التنازلات الضرورية لانتخاب رئيس دون مزيد من التأخير»، واتخاذ القرارات المهمة اللازمة من أجل بلادهم وشعبهم.
وقال بان في الاجتماع ان اللبنانيين «يواجهون تزايد امتداد للأزمة السورية، بما في ذلك الهجمات وأعمال الإرهاب الوحشية من الجماعات المتطرفة، والتي ندينها»، مشيداً بأداء قوات الجيش اللبناني والأجهزة الأمنية، مؤكداً أن «هناك حاجة ملحة الى زيادة قدراتها». وأشاد أيضاً بتعهد السعودية تقديم مليار دولار دعماً لتجهيز الجيش، وبالمساهمات التي تبذلها الدول الأعضاء، مشيراً الى مضي أربعة أشهر على انتهاء ولاية الرئيس ميشال سليمان، وأن هناك شهرين حتى تنتهي ولاية مجلس النواب. ولذلك حض «جميع القادة في لبنان على الدخول في حوار الآن وتقديم التنازلات الضرورية لانتخاب رئيس».
وكان لافتاً انه في المؤتمر الصحافي الذي أعد على عجل لوزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف اكد أن بلاده تشارك في الحرب على الإرهاب بوسائل مختلفة، منها «تزويد لبنان وسورية والعراق الأسلحة الضرورية».
وكان سلام اجتمع قبل إلقاء كلمته امام الجمعية العامة، بوزير الخارجية الأميركية جون كيري الذي أثنى خلال اللقاء على جهود الحكومة اللبنانية في مواجهة «داعش» عند الحدود، وأكّد التزام واشنطن بأمن لبنان واستقراره في مواجهة التحديات.
وناقش الجانبان، بحسب مصدر رفيع في وزارة الخارجية الاميركية، شراكتهما المستمرة، وأكد كيري دعم بلاده للحكومة اللبنانية وللشعب اللبناني. كما شدد على أهمية انتخاب رئيس جديد للجمهورية في أسرع وقت، مشيراً الى المساعدة العسكرية الاميركية للقوات اللبنانية المسلحة للمساعدة في مواجهة «داعش». ومنوهاً بمشاركة لبنان في مؤتمر جدة، وتوقيعه على البيان الرسمي الصادر عنه.
كما شدد كيري على التزام بلاده بالمساعدة في الازمة الانسانية في سورية والتي لها ارتدادات سلبية على لبنان. وقال ان بلاده وفرت حتى الآن 500 مليون دولار للبنان مخصصة لمساعدته في تحمل عبء اللاجئين وللتعامل مع انعكاس وجودهم على المجتمعات المضيفة.
على ان اللافت في حركة الوفد اللبناني في نيويورك كان الاجتماع الذي عقده وزير الخارجية جبران باسيل مع نظيره السوري وليد المعلم، من دون ان يشرح شيئا عن هذا اللقاء، باستثناء اشارات الى تنسيق المواقف بين البلدين، وهو ما قوبل في صحف قريبة من 14 آذار بانتقادات على قاعدة ان باسيل من غير مفوّض رسمياً لقاء المعلّم.
روحاني: عزّة ووحدة وإعمار لبنان رغبة قلبية للشعب الإيراني
| طهران - من أحمد أمين |
أكد الرئيس الايراني حسن روحاني، لدى استقباله رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام، في نيويورك، بان «عزة ووحدة واعمار لبنان، هي رغبة قلبية للشعب الايراني»، مؤكدا «ان امن وتقدم لبنان يتحققان بمشاركة جميع الفئات والطوائف في ادارة البلاد».
واعرب عن القلق ازاء الاحداث الامنية الاخيرة في لبنان، وقال «ان الجيش اللبناني يصون امن لبنان وشعبه باقتدار في مواجهة الارهابيين»، وشدد على ان «امن واستقرار لبنان يحظى بالاهمية لايران، فلبنان كان على الدوام انموذجا للتعايش السلمي بين الفئات والطوائف المختلفة حيث ينبغي العمل على تعزيز هذا الامر، وان ايران تعتبر من واجبها تقديم اي دعم ممكن من اجل استقرار هذا البلد وترسيخ وحدته الوطنية».
من جانبه اعتبر رئيس وزراء لبنان، وجود روحاني في منصب رئاسة الجمهورية الاسلامية الايرانية «فرصة لتعزيز العقلانية والاخوة في المنطقة»، واكد «ترسيخ وتعميق العلاقات بين البلدين»، وقال «ان العلاقة مع ايران تأتي في الاولوية في العلاقات الدولية للبنان»، كما اشاد بدور طهران في «المساعدة بترسيخ الوحدة الوطنية في لبنان»، واثنى على اراء الرئيس الايراني في قضية مكافحة الارهاب.