يقع في منطقة صحراوية قاحلة بلا خدمات ... و «الزبائن» مقاطعون ... والسرقات تزداد

سكراب النعايم ... نعيمه سراب وواقعه عذاب!

تصغير
تكبير
• حامد الشريف: لا يوجد ما يشجع الزبون لقطع المسافة الطويلة والقدوم إلينا

• يوسف ناصر: قرار النقل جائر ومجحف تسبب في فقدان أسر أرزاقها

• عمار عاسمي: غياب الأمن حوّل المنطقة إلى ساحة لكل احتمالات الجريمة ... والسيارة المسروقة تذوب بلا أثر

• متضررون: لا كهرباء ولا ماء ولا خدمات بلدية أو طبية... والحريق يلتهم الأخضر واليابس قبل وصول الإطفاء!

• حسين داد: نعيش في سجن مفتوح بلا أسوار ومستباح في غياب الدوريات

• غلام رضا: غياب الأمن عرّضنا للسرقات والمشاجرات مع الزبائن

• محمد العنزي: في الليل تتحول المنطقة إلى مكان مخيف يتوقع فيه كل شيء
ليس دائما «لكل مسمى من اسمه نصيب» فقد أثبت واقع الحال أنه ربما يكون «لكل مسمى من نقيض اسمه نصيب»...

هذا ما أثبتته منطقة «النعايم»، فالكلمة إحدى مشتقات كلمة «النعيم».. والنعيم يحمل دلالات الهناء والسعادة والخير العميم ذاك الذي ينتظره الإنسان في آخرته نتيجة عمله وتقواه.


ولكن قبل الآخرة، وفي حياتنا الدنيا، وعلى بعد نحو 40 كيلو مترا، حطت رحال الراحلين من أمغرة، في منطقة صحراوية قاحلة اسمها النعايم، حاملين معهم سكراب السيارات المستعملة، لعلهم يجدون الراحة بعيدا عن «عوار الراس» الذي كان يلاحقهم في أمغرة، ولاسيما أن الكلام المعسول الذي قاله المسؤولون بأنهم سيوفرون لهم كل وسائل الراحة، كان حافزا للإسراع في الرحيل، ليصطدموا بواقع مرير، قوامه فقدان المنطقة من أي خدمات أو وسائل مساعدة على البقاء في المنطقة الصحراوية التي قذفوهم إليها.

منطقة النعايم التي أصبحت مقر السكراب الجديد، عاينتها «الراي» على أرض الواقع، ورصدت واقعا صعبا يعيشه من يقيمون هناك، فلا ماء ولا كهرباء، ولا مستوصف أو إسعاف، ولا خدمات البلدية، ولا حتى نقاط إطفاء تحسبا لأي حريق يندلع، هذا عدا فقدان الأمن لعدم وجود أي نقاط أمنية فيه، وحتى الدوريات تمر على الطريق السريع دون أن تعرج لتستطلع ما يجري في المنطقة.

معاناة عمال السكراب بدأت بعد ان تم اصدار قرار من قبل الهيئة العامة للصناعة بنقل قسائم منطقة السكراب في امغرة الى سكراب الاهالي في منطقة النعايم بموقع A5 وذلك في اكتوبر العام الماضي، وبعد سنة كاملة يبدو الوضع مزريا ولا تصلح المنطقة ان تكون صناعية.

وقد تحدثنا مع صاحب محل يدعى يوسف ناصر حيث قال ان قرار النقل كان ظالما ومجحفا وسبب مشاكل ادت الى فقدان بعض الاسر لارزاقها خصوصا وان هناك قرابة 5 الاف عامل يعملون في السكراب وحياتهم مرتبطة بالعمل هنا وقد تفاءلنا خيرا ان يكون الموقع الجديد بداية لتطوير سوق المستعمل وقطع الغيار بالكويت خصوصا بعدما سمعنا بالاعلام ان هذه منطقة صناعية ومتوافر بها الخدمات كافة ولكن كما ترون منطقة مظلمة فلا كهرباء بها لدرجة ان المسجد قد تبرعنا له بمولد كهربائي يعمل فقط وقت صلاتي المغرب والعشاء.

واشار ناصر الى انه في رمضان الماضي ومع الحر الشديد جعلت العمال يبللون ملابسهم حتى يكملوا صيامهم فلا كهرباء وبالتالي لا تكييف ولا مياه، موضحا ان الكهرباء ضرورية حتى لعملنا من خلال تشغيل المكائن والمناشير وغيرها.

بدوره، قال عمار عاسمي ان الموقع الجديد يحتاج الى خدمات اهمها الكهرباء والمستشفى لاننا في منطقة برية واقرب مستشفى الجهراء على بعد 40 كيلو من النعايم وكذلك نحتاج الى محطة بنزين لان اقرب محطة على بعد 20 كيلو باتجاه السالمي، بالاضافة الى ضرورة وجود نقطة امنية ثابتة بعد ان تعرضنا للسرقات والمشاجرات حيث ان بعض الزبائن يأتون لنا سكارى ويرغبون بشراء قطع غيار دون دفع حقها كما ان هناك الكثير من المحال قد احترقت ولا تصل سيارات الاطفاء إلا بعد ان تحترق بالكامل خصوصا ان اقرب مركز اطفاء هو السالمي على بعد 20 كيلو من النعايم.

وقد ناشد عاسمي الحكومة بسرعة استكمال البنية التحتية التي تحتاجها المنطقة خصوصا الكهرباء التي تعتبر عصب الحياة خصوصا وان محول الكهرباء الرئيسي موجود بالمنطقة ولا تحتاج إلا الى تحديد الكيبل وايصالها.

اما محمد العنزي فقال: ان الجهات المسؤولة قد قامت بتوزيع القسائم وفقا للقسائم القديمة التي تتراوح مساحتها بين 5 و12 ألفا إلا ان عدم وجود الخدمات في الموقع البديل (النعايم) يشكل عائقا امام من يعمل ويشكل حرقة في قلوب اصحاب القسائم والعاملين بها وكان الاجدر بالجهات المسؤولة ان تجعل النعايم اسما على مسمى واكثر تنظيما ويضم كافة الاحتياجات، مشيرا اننا نرى صحراء جرداء والمكان مخيف بالليل وتتوقع فيه كل شيء ولاسيما انه بعيد عن المنطقة الحضرية بمسافة 40 كيلو مترا، وطالب العنزي بضرورة تلبية احتياجات المنطقة من الكهرباء وطبيب وشرطة وكذلك البلدية التي لا نرى لها وجودا في النعايم.

اما حامد الشريف فقد استغرب من الاجراءات الحكومية الناقصة خصوصا وان النعايم منطقة صناعية يفترض ان تكون نموذجا لهذا النوع من المناطق لتشجيع المستثمرين وهل يعقل منطقة صناعية لا توجد بها كهرباء وهي حاجة ماسة وتدخل في جميع اركان العمل.

واوضح الشريف ان الزبون يستبعد المنطقة التي تبعد قرابة 40 كيلو مترا عن الجهراء اضافة الى طريق السالمي «المغبر» طول السنة وكذلك افتقار المنطقة الى سوق تجاري او ترفيهي يساعد الزبون على تقبل الذهاب الى النعايم، مشيرا «عندما اقيم الموروث الشعبي العام الماضي تم تجهيزه بالكامل في غضون شهر فلماذا لا تستكمل مرافق واحتياجات النعايم بعد سنة من نقل السكراب لها.

من جانبه، قال حسين داد انه يعمل في السكراب منذ 10 سنوات وكان الوضع في امغرة افضل بكثير فالموقع في وسط المنطقة وكل شيء قريب منه والزبائن اكثر اما اليوم فإننا نعيش في سجن مفتوح لا اسوار له ولا خدمات ومستباح للجميع فالدورية نراها فقط تمر على الخط السريع ولا تدخل المنطقة إلا نادرا واللصوص في كل مكان مطالبا بضرورة فتح نقطة امنية ثابتة لحماية المنطقة والعاملين بها ورواد السوق.

وايده غلام رضا في ذلك حيث قال: ان الموقع الجديد ينقصه مركز صحي وامني وكهرباء ومياه بالاضافة الى عدم وجود البلدية والمنطقة تكثر بها المخلفات والاوساخ بكافة انواعها وكذلك وجود الكلاب الضالة التي تملأ المكان ولا مرافق صحية ولا طرق حيث يلف الغبار المنطقة خصوصا في موسم الصيف.

احترق محل فوصل الإطفاء بعد 20 دقيقة

لوحظ ان الامن مفقود في المنطقة بشكل واضح خصوصا انه لايوجد تدقيق امني على السيارات الداخلة والخارجة من السكراب ولعل ذلك قد يفسر السبب في كثرة السيارات المسروقة بالبلاد وتصريفها في سكراب النعايم.

ويقول احد العمال ان محلا احترق في السكراب بالكامل حيث وصلت سيارة الاطفاء بعد 20 دقيقة من ابلاغ الاطفاء لان اقرب مركز للاطفاء يبعد اكثر من 20 كيلو مترا مربعا باتجاه السالمي.

احتياجات سكراب النعايم

• ايصال التيار الكهربائي.

• وضع نقطة امنية ثاتبة.

• مستوصف.

• مركز اطفاء.

• مركز تجاري.

• مركز اسعاف.

• محطة بنزين.

• مركد بلدية.

مندوب ... قطع غيار

انتشرت ظاهرة جلب قطع الغيار عن طريق «مندوب» لان معظم الناس تستثقل الذهاب 60 كيلو حتى تشتري قطعة غيار لا تتجاوز عشرة دنانير، فظهرت ظاهرة المندوب حيث ما على الزبون سوى الاتصال عليه حتى يحضر القطعة المطلوبة الى باب البيت برسوم لا تزيد على دينارين. «ارزاق».

«حكومية قانونية إنسانية صحية... وبيئية»

عبدالله الكندري: مأساة «النعايم» خماسية الأبعاد

عبر عضو المجلس البلدي عبدالله الكندري عن استيائه من الاوضاع المأسوية التي تعيشها منطقة النعايم، مذكرا بما حذر منه عدة مرات بعدم نقل سكراب امغرة الى منطقة النعايم الا بعد توفير شبكات الطرق والخدمات والمرافق العامة، لافتا الى ان «اصواتنا ذهبت مع ادراج الرياح». وقال الكندري انه حذر من عدم تكرار الفوضى التي كانت تعيشها منطقة امغرة والتلوث البيئي وها نحن نعيد المشكلة مرة اخرى بالنقل الى النعايم دون الاخذ بالاعتبار الاشتراطات البيئية.

واوضح ان نقل سكراب امغرة جاء على اثر قرار المجلس البلدي في 28 يونيو 2010 بتخصيص موقع النعايم للسكراب بالتنسيق مع الجهات الحكومية، لما يعانيه اهل منطقة سعد العبدالله من مشاكل لقرب السكراب من المنطقة السكنية، كما ان هناك قرارا عام 2004 من اللجنة المكلفة بالانتقال الى النعايم واعطائها للقطاع الخاص ولكن لم يتم تنفيذه لصدور قانون الـb.o.t عام 2008.

واضاف ان فكرة الانتقال معروضة منذ اكثر من 10 سنوات وهناك جدية بالانتقال الى النعايم وتوفير البنية التحية ولم يتم ذلك، متسائلا عن دور الهيئة العامة للصناعة في ذلك وتنفيذ القرار. وكما ان هناك توصيات من المجلس البلدي في مشروع المخطط الهيكلي للمنطقة الاقليمية الثالثة بايجاد البنية التحتية لعدة مناطق منها النعايم

ومن جانب اخر، اكد الكندري ان الوضع الحالي مأساة قانونية وانسانية وصحية وحكومية ومأساة بيئية. فالقانونية انه ورد بالمخطط الهيكلي للدولة المعتمد بالمرسوم 255 /2008 من خطط وسياسات عمرانية من حيث اشتراط توفير البنية التحتية وشبكات الطرق والخدمات والمرافق العامة، وفقا لبرنامج عمل حكومي، فلم يتم تطبيقه على منطقة النعايم.

ومأساة انسانية للظروف التي يعيشها العمال هناك، برمي ونقل سكراب أمغرة للنعايم دون ايجاد المواصلات لهم وتعرضهم للمخاطر لضعف الرقابة الامنية، ومأساة صحية لعدم توفر مركز صحي بالمنطقة ما يعرض مرتادي تلك المنطقة والعاملين فيها الى خطر صحي حقيقي في حال تعرضهم لاصابات، ومأساة حكومية بعدم محاسبة المسؤولين عن هذا التصرف بالنقل دون الاعداد المسبق للبنية التحتية. اما المأساة البيئية، فيقول إنها في تكرار مشكلة امغرة مرة اخرى بعدم اخذ الاشتراطات البيئية ما يجعل علاج المنطقة بعد ذلك مكلفا وهدرا للمال العام.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي