علي الحجيري لـ «الراي»: رقبتنا «سدّادة» إذا كان لابن حمية حقّ عندنا

«النصرة» تعدم جندياً لبنانياً وبيروت تعلنها «مواجهة مع الإرهاب»

تصغير
تكبير
«افتتحت» أمس، «جبهة النصرة» اولى جرائم تصفية العسكريين اللبنانيين وعناصر قوى الأمن الداخلي المخطوفين لديها، بإعدام الجندي محمد حمية الذي التحق برفيقيه علي السيد وعباس مدلج اللذين كانت «الدولة الاسلامية» نحرتهما تباعاً في 30 اغسطس ثم في 6 سبتمبر، في وقت لوّح رئيس الحكومة اللبنانية تمام سلام بان «عملية التفاوض عبر قطر وتركيا توقّفت مع الارهابيين» (تفاصيل ص 39).

واكتسب إعدام «النصرة» لحمية رمياً بالرصاص وتهديدها بتصفية الجندي علي بزال اليوم، وتوزيعها شريط فيديو يوثّق العملية، دلالات بالغة الخطورة تشي بأن ملف العسكريين الذين خُطفوا في 2 اغسطس الماضي خلال المواجهات التي اندلعت بين الجيش اللبناني ومسلحي «الدولة الاسلامية» و«الجبهة» في بلدة عرسال البقاعية مقبل على مراحل غير مسبوقة من شدّ الحبال التي باتت تلتفّ على رقاب ما بين 24 و 26 أسيراً عسكرياً، يتوزّعون بين التنظيمين (لدى الجبهة بين 14 و 17)، مع تلويح الرئيس سلام، بأن «عملية التفاوض عبر قطر وتركيا توقّفت مع الارهابيين لان اول قاعدة في التفاوض هي وقف القتل وهو ما لم يتم احترامه»، معلناً: «ما دام الامر كذلك، فان خيارنا واضح وهو المواجهة بقرار موحد خلف الجيش وكل قوانا الامنية ومؤسساتنا التي لها دور في هذه المواجهة مع الارهاب».


وفي الفيديو الذي وزّعته «النصرة» امس، عن تصفية حمية، ظهر وهو مذعور ويطلب من «حزب الله» وقف استهداف «أهل السنّة» والخروج من سورية قبل ان يتلقى رصاصة في رأسه على مرأى من رفيقه علي بزال الذي توسّل بدوره «حزب الله» الانسحاب من سورية في عبارات مؤثرة انفجرت حيالها زوجته في مداخلة تلفزيونية بكاءً.

واعلنت «النصرة» انه «في حال عودة الحال الأمنية في عرسال الى طبيعتها وإطلاق كافة المعتقلين فهناك أمل لنجاة علي بزال».

وأعرب مراقبون عن مخاوفهم من تداعيات مذهبية لعملية الإعدام التي حرصت «النصرة» على إعطائها هذا الطابع من خلال تعمدها تصفية حميّة الشيعي، ولا سيما بعدما اعلنت عشيرة حمية (في طليا - البقاع الشمالي) انها تحمّل عائلة الحجيري (السنية من عرسال) ورئيس بلدية عرسال علي الحجيري والشيح مصطفى الحجيري مسؤولية إعدام ابنها متوعّدة بالثأر منهم.

ردّ رئيس بلدية عرسال على تحميل عشيرة حمية له ولآل الحجيري مسؤولية تصفية ابنها محمد على يد «جبهة النصرة» لم يتأخر، وقال لـ «الراي»: «نحن لا نلوم والد الشهيد العسكري، فهو رجل مجروح، وبالتأكيد أُوصل إليه كلام من الناس (...) التي تحكي وتهرب، فيما نحن لا نهرب ونقول الحق ولسنا هاربين»، مؤكدا: «اذا كان احد من اهل عرسال متورطاً فلتحاسبه الدولة، وإن كان لابن حمية حق عندنا، فرقبتنا سدادة».

ورداً على إعدام الجندي حميّة، عمد أهالي العسكريين الأسرى، الى خطف 5 أشخاص مساء من آل الحجيري وآل فليطي في البقاع.

ومن ناحيته، قال رئيس الحكومة السابق سعد الحريري معزيا بحمية «ان المجموعات الارهابية التي تخطف العسكريين تريد للمسلمين ان يسقطوا في الفتنة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي