نافذة... الأمل

لغة الزهور

u0623u0645u0644 u0627u0644u0631u0646u062fu064a
أمل الرندي
تصغير
تكبير
أجمل وأسهل اللغات... لغة الزهور

لغة يستطيع تداولها جميع البشر، فلا تحتاج إلى مترجم،وتواجدها في حد ذاته يعطي أبعادا جمالية ونفسية لأرواح وعقول تتذوق الجمال!

ليس الأمر متعلقاً من الناحية الجمالية بالمكان ورقيّه فقط، بل تكمن أهمية تواجد الزهور والنباتات حولنا في قدرتها على تحسين الطاقة الذهنية وقوة الذاكرة والمهارات الأساسية الأخرى بشكل جوهري، فضلا عن تحسين الحالة النفسية والمزاجية.

هذا ما توصل إليه خبراء علم النفس، عندما استنتجوا أن تواجد نباتات الزينة في المكاتب يحسن من إنتاج الموظفين بنسبة 15 في المئة، كما أكدت نتائج أبحاث الدكتور كريس نايت من جامعة اكستر في انكلترا، الذي درس مع مجموعة من الباحثين هذه الظاهرة طوال عشر سنوات.

ليست تلك هي الفوائد المهمة للنباتات فقط، بل تكمن أهميتها أيضا بدورها الفعال في تنقية الهواء المتواجد في الغرفة المغلقة، لاحتوائها على مركبات طبيعية تنقي الهواء، فتعمل على تحييد الكائنات الدقيقة العالقة بالهواء والضارة في الصحة، فالهواء الحبيس داخل الغرف المغلقة والمنازل يحتوي على عناصر دقيقة وملوثات تفوق بنحو 100 مرة الكائنات والملوثات المتواجدة في الهواء الطلق، وذلك لأن هناك علاقة وثيقة بين تلوث المناخ والإصابة بعدد من الأمراض، منها الأزمات الربوية والسرطانية وعدد من الأمراض النفسية، التي تحصد أرواح ما يقرب6.1 مليون شخص سنوياً.كذلك معروف أن النباتات تعطي في النهار الاكسجين وتأخذ ثاني أوكسيد الكربون، وهذا يساعد على تنظيف هواء المكاتب المغلقة أيضاً... وعلى الرغم من معرفة كل هذه الفوائد،إلا أن أسرار وجود النباتات لا تنتهي، وتحمل الكثير من الغموض الساحر، الذي يتم اكتشافه يوماً بعد يوم!

لذا قالوا قديما: «إذا كان لديك قرشان فاشتري بأحدهما رغيفا وبالثاني زهرة».

يعود تاريخ زراعة الورود والأزهار إلى آلاف السنين، فالصين بدأت زراعتها منذ خمسة آلاف سنة، كما عثر عليها في مقابر المصريين، ثم ازدهرت زراعتها في هولندا التي كانت تصدر الورود في سفن في عصر النهضة، أما في القرن التاسع عشر، فقد تم تدليل الورد واحتضانها على يد جوزفين زوجة نابليون بونابرت إمبراطور فرنسا، الذي وضع القانون المدني الفرنسي، المعروف باسم «قانون نابليون»، فكانت حديقة شاتو دي مالمايسون، حديقتها المفضلة التي تقع على بعد سبعة أميال غربي باريس، والتي زرعت فيها ورودها الغالية. فالاهتمام بالإزهار والورود لا يزدهرإلا في مجتمع تذوق طعم الحرية ويسعى إلى الجمال. فالجمال لا يرافق القبح، والحرية منفذ من منافذ الجمال بجميع ألوانه، داخل النفس وخارجها، الجمال الفكري النفسي والمكاني.إن حضارات الشعوب تقاس أيضاً على أساس ما تستهلكه من زهور، فجمال المكان انعكاس لجمال الروح التي تسكن فيه، والزهور هي الطبيعة الصامتة النابضة بكل ألوان الحياة... فلندلل النبات والزهر والورد! ولنزرع الجمال داخل أنفسنا، ونتأمله ينمو أمام أعينا، لنشعر بجمال الحياة التي لا تنبض إلا بكل شيء حي!

ولا ننسى أن الورد أجمل ما تزهر به النباتات وأروع ما يشرق به نهارنا... وقد حظي بالكثير من اهتمام الرسامين، وكثيراً ما سحر الشعراء!

ورد تألق في ضاحي منابته

فازداد من الضحى إشراقا

(ابن زيدون)

* كاتبة كويتية

Amal.randy@yahoo.com
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي