د. وائل الحساوي / نسمات / الغرب يطالب بالإسلام

تصغير
تكبير

في الوقت الذي يصرح فيه رئيس أساقفة الكنيسة الإنجليكانية الأسقف «روان ويليامز» بأن اعتماد أجزاء من الشريعة يبدو أمراً (لا مفرّ منه) في بريطانيا، وفي الوقت الذي يصرح فيه كبير قضاة إنكلترا وويلز اللورد «نيكولاس فيليبس» بأن الشريعة الإسلامية يمكن أن تضطلع بدور في النظام القضائي في بريطانيا، وفي الوقت الذي تسمع فيه عبارات الاعجاب بالإسلام من ولي عهد بريطانيا الأمير تشارلز، في هذا الوقت نجد بأن المسلمين في بريطانيا يشتكون من ازدياد حالة العداء لهم واستهدافهم في بلدهم، فقد أظهر استطلاع للرأي في أوساط مسلمي بريطانيا وعددهم 1.6 مليون مسلم بأن مشاعر العداء تتزايد ضدهم منذ التفجيرات الانتحارية عام 2005،  كما أظهر الاستطلاع بأن 51 في المئة من البريطانيين يلقون باللائمة على الإسلام، وأن 80 في المئة من المسلمين يشعرون بالتحيز ضدهم، إلى درجة تصريح أول وزير بريطاني مسلم (شهيد مالك) بأن العديد من المسلمين يشعرون بأنهم مستهدفون كما كان يُعامل «يهود أوروبا».

أشعر حقيقة بالاستغراب من حجم الانفتاح على الإسلام من قيادات بريطانية كبيرة تمثل الأسرة الحاكمة ورأس المؤسسة الدينية ورأس القضاء، وفي الوقت نفسه من حجم الانغلاق الذي تعاني منه شريحة من الشعب البريطاني وحالة العداء ضد المسلمين، فهل يمكن أن يكون كل هذا العداء بسبب حالات فردية تسبب بها أفراد من المسلمين تم غسل عقولهم وتجنيدهم للقيام بأعمال تخريبية؟! فبالرغم مما فعله الايرلنديون ضد الشعب الانكليزي طوال عشرات السنين لم نجد ذلك العداء لهم، لكني أعتقد بل أجزم بأن الإعلام البريطاني مختطف من شريحة صغيرة تستغله لتأجيج العداوات ضد المسلمين وتفجير الصراع مع البريطانيين وللأسف ان مئات الصحف العربية التي تصدر أو تدار في بريطانيا لا تقوم بأي دور لتحسين صورة الاسلام هناك، بل تخصص كثير منها في التأجيج والتحريض وتشويه صورة الإسلام.

وقد ذكرت سابقاً كيف أن محطة BBC الرصينة كادت تعرض برنامجاً يدين المراكز الاسلامية في لندن لولا اكتشافها في اللحظة الأخيرة بأن ما جمعته هو معلومات مكذوبة سربتها لها منظمات صهيونية.

أما المراكز الثقافية الاسلامية فليس لها دور يذكر في تقليل الفجوة بين المسلمين والشعوب الأخرى ونشر الثقافة الصحيحة بينهم.

لابد لنا من استغلال تصريحات كبار البريطانيين تجاه الإسلام لنشر دعوته وبيان كمال أحكامه وازالة اللبس والغموض تجاهه من شعوب فتحت أعينها لترى من ينحر الناس ويفجر الكراهية ويتسمى باسم محمد وأحمد وخالد.


كيف تخشع في صلاتك؟

لئن كان الحضور المكثف لدرس الشيخ مشاري الخراز في المسجد الكبير حول الخشوع في الصلاة  يدلنا على براعة الشيخ وقدراته الطيبة، لكنه يدل قبل ذلك على أن المسلمين متمسكون بقوة بدينهم محبون له حريصون على اتباعه، وأنهم لا يفوّتون فرصة للاستزادة منه الا اغتنموها بفضل الله تعالى. ما أحوجنا الى دعاة ربانيين يستطيعون الوصول الى قلوب الناس بيسر وسهولة أمثال الشيخ الخراز.


د. وائل الحساوي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي