مع انطلاق موسم عبور الفري يزداد أعداد القناصين الذين يتجهون للمناطق الشمالية ليلا لقنص تلك الطيور المهاجرة مستعينين بالكشافات الليلية وأصوات للطيور لخداعها بهدف النيل من الفري الصغير التي تنتشر في أغلب القارات.ويعتبر طائر الفري من رتبة «الدجاجيات» الذي له المقدرة على الطيران والهجرة، ويقضي فصل الصيف في أوروبا ويهاجر إلى أفريقيا في فصل الشتاء، ثم يعود مرة أخرى إلى موطنه. ويختار طائر الفري عند فراره وسط المزارع أكثر من الطيران، ويطير لمسافات طويلة جدا أثناء الهجرة، ويعيش في أوروبا وآسيا، ويهاجر شتاءً إلى منطقة البحر المتوسط وأفريقيا، ويُوجَد غالبا في المناطق العشبية والحقول.وسائل الصيدتعد «الشوزن» أهم وسائل صيد الفري، إلى جانب جلب مولد كهربائي صغير لتشغيل الكشافات الليلية، ويفضل الصيادون اللون الأصفر لأن الكشاف الأبيض وحسب ما أفاد بعض الصياديين لا يفضله طائر الفري، إضافة إلى جهاز صوت يصدر صوتا مثل صوت الفري ليهبط على الموقع وتبدأ عملية الصيد ليلا الى الفجر.مخاطر الصيدلا يخلو موسم صيد الفري من تعرض أحد القناصين للإصابة بالخطأ نتيجة التسرع في الرمي، وجهل البعض في طرق الصيد، فعندما يمر «زرف» من طيور الفري بعد طول انتظار يصاب بعض القوانيص بالفوضى في الرمي التي تنتج عنه أحيانا إصابة طائشة، وهذا ما نحذر منه حفاظا على سلامة أبنائنا من الإصابة بعاهة دائمة أو الوفاة.تناقض «الداخلية»تختلط المعايير في وزارة الداخلية بشكل كبير في مسألة مكافحة الصيد الجائر فبينما تقوم الوزارة بتسيير دوريات شرطة ونقاط تفتيش وملاحقة للقوانيص في المواسم التي تفتح منح تراخيص حيازة بنادق الصيد بشروط في متناول اليد والكثير يتحدث عن الواسطة في الحصول على الترخيص الذي لا يكلف سوى 5 دنانير، فكيف يستقيم في العقل منح تراخيص ملاحقة القوانيص ومصادرة شوازنهم المرخصة من قبل وزارة الداخلية، وكما يقول المثل القديم «شيخ يبيع وشيخ يطق».الصيد العبثيقول المصور محمد أيوب، «أحل الله تعالى الصيد في مواضع عدة، ومن دون ان تحول هذه الممارسة الى عبث، وقد وضعت عدة تشريعات لتنظيم الصيد والرماية، فالله سبحانه وتعالى حرم صيد كل ذي ناب من الدواب والوحوش، وكل ذي مخلب من الطيور، وذلك لحكمة يعلمها سبحانه.ويضيف أيوب، «من الملاحظ ان الكويت هي إحدى الدول التي يكثر فيها هواة الصيد او كما يطلق عليه القنص، خصوصا في مواسم عبور الطيور المهاجرة، ولكن من المؤسف والمخزي ان تتحول هذه الهواية الى قتل جائر لطيور لايحل اكل لحومها مثل العقبان والحميميج، او طيور لايمكن الاستفادة منها مثل طيور النورس والجنة، لا بهدف سوى استعراض مهارات الرماية واللهو غير المبرر».ويكمل أيوب، «استغرب وجود فئة من الصيادين يقومون برمي الطيور بقصد تعليم ابنائهم تلك الهواية دون الاخذ بعين الاعتبار ندرة بعض هذه الطيور وتذكيتها قبل رميها وهو ما يجعلها بحكم الميتة فلا هم يستطيعون اكلها ولا هم يتركونها لتعيش وتكمل مسيرتها».وبين أن «الاستهانة بتلك المخلوقات هو دليل استعلاء وتكبر بني البشر على من أضعف منهم، وهو مالايصح شرعا او اخلاقا، فقد خلقهم الله سبحانه أمما مثلنا والعبث بها له تبعات، فالله سبحانه عادل بخلقه و لايضيع معه حق مخلوق... وارحم ترحم».