الساعة الثانية ظهرا، انقطعت الكهرباء، الجو حار جدا، اضطر عباس إلى الاتصال بوزارة الكهرباء، حتى يعرف نهاية الأزمة الكهربائية التي يعيشها وأسرته في بلد التسعة عشر مليار ميزانية:
· الو وزارة الكهربا؟
o نعم ماذا تريد؟
· الكهرباء انقطعت عن بيتي!
o ليس فقط منزلك بل المنطقة كلها، فلا تتهمنا بما ليس فينا!
· طيب شنو أسوي؟
o سو «مجبوس لحم»!
· اقصد في مواجهة الحر؟
o حبيبي نحن وزارة الكهرباء، وليس مكتبا لحل مشكلاتك!
· يا مولانا متنا من الحر!
o حرام عليك استغفر الله!
· نعم ؟!
o استغفر الله، لقد«صبئت»!
· يا حبيبي أنا اسمي عباس، وليس أبو لهب، وأنا كويتي ومو من كفار قريش!
o عندما تعترض على الجو، كأنك تعترض على الإرادة الإلهية!
· يعني ما اعترض؟
o لا تعترض، وأنت في الحر زد من إيمانك، وتذكر نار جهنم!
· والحشرات إللي طلعوا من كل مكان؟
· أنا عايش في شقة بحجم القبر، فالايجارات غالية، والحكومة نائمة بالقصور!
· والماء أيضا انقطع؟
o تذكر يوم الحشر والحساب!
· أتذكر، ولكن هل ترجعون الكهربا؟
o قلت لك كلما أحسست بالحر تذكر حرارة نار جهنم!
· طيب ممكن تعمل واسطة وترجع كهرباء البيت؟
o قلت... المنطقة كلها بلا كهرباء، اجلس الآن واستقبل بوجهك حرارة الشمس، واشكر الله، نحن لدينا الحر والغبار وغيرنا الفيضانات، والزلازل، والبراكين، والتسونامي، والانهيارات الثلجية، والسيول...!
· والله سأحمد الله، لان الله رحيم بعباده ونسأله تعالى ألا يصيبنا بأكثر من مصيبة في وقت واحد، فيكفينا حكومتنا ومجلسنا!
o الآن أصبحت مواطنا صالحا متقيا، ولا تنس قبل السفر إلى أوروبا إغلاق التكييف والأجهزة الكهربائية!
· أي أوروبا، أنا مواطن حافي ولست وزيرا أو نائبا!
o عفوا الاعلان كان للمسؤولين وليس لك، وثانيا الكهرباء سترجع متى ما رجع المسؤولون!
· طمنتني يعني باقي شهرين!
o أو ثلاثة أو أربعة أو خمسة أو ستة أو سبعة أو ثمانية....!
· يعني مطولة السالفة
o قلت لك تذكر نار جهنم!
جعفر رجب
jjaaffar@hotmail.com