«اعتذرت عن مسلسل من دون أن أقرأه لأن فيه جرأة»

هاشم المرزوق لـ «الراي»: أرفض النصوص التي تشوّه المجتمع

تصغير
تكبير
• فنانو دول الخليج كانوا يأتون ليتعلموا الفن من الكويت
قال الممثل هاشم المرزوق إن سبب ابتعاده عن الساحة الفنية يعود إلى جشع المنتجين، ولوجود نصوص تشوّه صورة المجتمع الكويتي حين يتم عرضها على الشاشات كأنها واقع.

ورأى المرزوق في حوار مع «الراي» «أن الشللية في الوسط الفني تحولت إلى كارثة، وأصبح هناك أحزاب بين الممثلين وكل فنان له (غروبه) الخاص، بعدما كنا زملاء متحابين نعمل بيد واحدة، أما اليوم فالوسط من سيّئ إلى أسوأ».


وأضاف: «أتمنى أن أجد منتجاً يحترم المشاهد في النصوص التي يقدمها مثل الفنان أحمد الصالح، فهو منتج يحترم عمله ويترك اختيار الفنانين للمخرج والمؤلف، ونحن نحتاج لمثل هذه الخامات النظيفة».

• شاركت في عمل واحد هذا العام؟

- نعم، شاركت في مسلسل «لمحات»، وهو عمل تدور أحداثه في إطار كوميدي بحلقات منفصلة وجسدتُ من خلاله أربع شخصيات مختلفة. كما تلقّيت عرضاً للمشاركة في مسلسل آخر، لكنني رفضت قبل أن أقرأ الدور، لأنهم أخبروني أن المسلسل فيه جرأة.

• ولماذا رفضت المشاركة؟

- لأنه مع الأسف أصبحت بعض الأعمال التي تعرض حالياً تسيء إلى المشهد الحقيقي داخل الكويت بأقلام مزيّفة تقدم قصصاً غير حقيقية. كما أن الجرأة في الطرح لها أهداف عدة. فلماذا تركز أعمالنا فقط على التحرش الجنسي والخيانة؟ وهناك منتجون لا يهمهم المبدأ والضمير في إنتاج العمل واختيار الفنان المناسب للدور، لذلك أصبح المنتج هو الكل في الكل، وهذا أحد أسباب ابتعادي عن الوسط، فأنا أقبل الأعمال التي تحمل توعية وقيمة فنية راقية للمشاهد بكل رحابة صدر، وأبتعد عن النصوص التي تسيء إلى مجتمعي وبلدي.

• ما الأسباب الأخرى التي جعلتك تبتعد؟

- «الشللية في الوسط الفني تحولت إلى كارثة، والعنصرية أدت إلى تفكك عناصر كثيرة، وأصبح هناك أحزاب بين الممثلين وكل فنان له «غروبه» الخاص، بعدما كنا زملاء متحابين نعمل بيد واحدة، لكن الوسط الفني من سيّئ إلى أسوأ.

• ومن وراء تلك النزاعات؟

- جشع بعض المنتجين وطمعهم في كسب المال، وأصبح المنتج منهم لا يبحث عن الفنان الذي يعطي للشخصية، بل عن من يقبل بالسعر القليل حتى لو من الشارع، وهذا ما جعلنا في سخرية من المتابعين لأعمالنا خارج الكويت، والدليل على ذلك أن الكثير من الدول المجاورة يسألونني في مواقع التواصل الإجتماعي «هل كل الكويتيين جنوس؟ هل كل الكويتيات بويات؟»، ونحن نعرف أن شباب الكويت أرجل الرجال، ولكن الصورة الهابطة التي يقدمها المنتجون وراء انحدار القيمة الفنية.

• هل نعاني اليوم من غياب المؤلفين الكبار؟

- هناك كتّاب ومؤلفون قدموا للفن رسالة لا يمكن تجاهلها مثل مهدي الصايغ وشاكر المعتوق، لكن اختفوا عن الساحة للأسباب نفسها التي جعلتني أبتعد، لأنهم رفضوا كتابة الوقاحة في أعمالهم. كما أن هناك الكثير من الفنانين الذين استاؤوا من الوضع الحالي مثل جاسم عباس، عباس مراد، حسن إبراهيم، محمد الرشيد وخالد المفيدي، وقد تركنا في الثمانينات والتسعينات بصمة جميلة يتذكرها من تابع المسرحيات التي كنا نقدمها وأعمالنا التي أنجزناها وظلت خالدة في الأذهان.

• ما الذي تتمنى أن تجده في الوسط الفني هذه الأيام؟

- أتمنى أن أجد منتجاً يحترم المشاهد في النصوص التي يقدمها مثل الفنان أحمد الصالح، فهو منتج يحترم عمله ويترك اختيار الفنانين للمخرج والمؤلف، وتشرفت بالعمل معه في مسلسل «دموع الرجال». نحتاج لمثل هذه الخامات النظيفة.

• كيف ترى حال الحركة المسرحية؟

- أنا ابن المسرح... المسرح كان بيتي الذي قدمت به أعمالاً للطفل حملت له المعلومة والتوعية بالشكل الإيجابي الصحيح. أما اليوم، فأصبح المسرح تجارياً ومجرد شخصيات مضحكة تقفز من دون معلومة، من دون فكرة، ومن دون حكمة... المهم فقط المبالغ المادية التي تدخل إلى أرصدة المنتجين، ومن المحزن أن الأطفال يتابعون تلك الأعمال من دون أن يخرجوا بفائدة من المتابعة.

• ولماذا يعاني المسرح رغم أنه انطلق خليجياً من الكويت؟

- بعد أن كان الفنانون في السعودية والإمارات وقطر والبحرين يأتون ليتعلموا الفن من الكويت وكيف نعمل ونقدم ونصنع، أصبح لا يوجد لدينا مسرح، وأعتب على الحكومة التي لا تلتفت لأمور الفن واحتياجاته.

• ألا يوجد من جيلك من يبني المسرح؟

- ومن قال لا يوجد! الفنان عبدالحسين عبدالرضا ذهب لهم وقال أنا سأبني مسرحاً من دون أي مبالغ، فقط نريد أرضاً نبني عليها فرفضوا. كما أنني تحدثت إلى عضو مجلس أمة وعرضت عليه استعدادي لإجراء دراسة لبناء مجمع مسارح، لكن لا أسمع غير كلمة «نشوف» و«يصير خير» ولم نرَ شيئاً حتى الآن. كما أن بناء مدينة إعلامية حلم لم ولن يتحقق.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي