تقارير عن تهديد هيئة العلماء بالانسحاب من الوساطة وتحذير «النصرة» من إعدامات

الجراح: مفاوضات إطلاق العسكريين اللبنانيين معقّدة وتحتاج إلى حكمة وهدوء

تصغير
تكبير
فيما تؤْثر الحكومة اللبنانية إبقاء أجواء المفاوضات ومضمونها مع خاطفي العسكريين اللبنانيين من «جبهة النصرة» و»داعش» سرية وبعيدة عن الإعلام، رشح بالأمس إنسداد أفق هذه المفاوضات واتجاه «الجبهة» إلى التصعيد من خلال تهديدها بتصفية العسكريين الجندي تلو الآخر كل 48 ساعة، بهدف «تسخين» عملية التفاوض والإسراع في تحقيق لائحة شروطها التي لم تتضح بعد مقابل الإفراج عن المخطوفين الـ 29 (14 عسكرياً و15 رجل أمن).

وتعليقاً على ما يُقال عن أن الخاطفين بيّنوا عن حسن نية بإطلاق سراح عدد من المخطوفين وأن الكرة باتت اليوم في ملعب الدولة اللبنانية، رأى عضو كتلة «المستقبل» (كتلة الرئيس سعد الحريري) جمال الجراح في اتصال مع «الراي» أن «المفاوضات معقدة إلى حد كبير وتحتاج إلى حكمة وروية وهدوء»، قائلا: «هناك عمل يجري بصمت وهدوء حول هذا الملف، الذي نأمل أن نصل فيه إلى خاتمة سعيدة، لكن الأمور بلا شك معقدة جداً وتحتاج إلى جهد إستثنائي».


وشدد الجراح، الذي سبق ان واكب أحداث عرسال التي اندلعت في 2 اغسطس الجاري ووقف المعارك فيها، على أن من غير المفيد تداول شروط الخاطفين «ففي لبنان كلما قيل شيء عن الشروط تنقسم الطبقة السياسية بين «مع وضد» بطريقة لا تفيد المفاوضات والمخطوفين»، مضيفاً: «لنشدّ على يد من يقوم بالوساطات للإفراج عن المخطوفين، فهذا الأمر لا بد أن يكون الهم الأساسي بدل تداول الشروط وأخذ مواقف منها والنقاش فيها»، ومؤكدا أن «الجهد يجب أن يكون اليوم بصمت وبروية وحكمة وعمل دؤوب كي نتمكن من إنقاذ شبابنا وعسكرنا من أيدي الخاطفين».

وحول تهديد «النصرة» بالتصعيد وبتصفية العسكريين الجندي تلو الآخر وعما إذا كان يتوقع أن يسلك الأمر هذا المنحى الخطر، قال: «آمل ألا يسلك الموضوع هذا المنحى، فهناك عمل يتم، وآمل ألا نصل إلى هذه المرحلة وأن ننهي هذا الملف بسلام وأن نحافظ على حياة العسكريين».

وفي حين تُشَن حملة على قيادة الجيش تعتبر أن الأخيرة وقعت في خديعة الإستجابة لمطالب الخاطفين دون ضمان سلامة المخطوفين وتركز على الوسطاء الذين ترى أنهم أوقعوا الجيش في هذا الفخ، يأسف الجراح لأن «الهجوم على الجيش هو من باب السياسة من أطراف تدعي الحرص على الجيش وقيادة المؤسسة»، مضيفاً: «الجيش اللبناني كان يخوض معركة وكان بحاجة لوقوف كل الناس إلى جانبه ودعمه، إلا أننا وجدنا أن هناك أصواتاً تشكك بقدرات الجيش وتدعوه إلى التورط أكثر فأكثر في معركة سيكون ضحيتها المدنيون»، ومشدداً على أن «الجيش وقائده تصرفا بحكمة، وإنتهينا من الموضوع العسكري وانتقلنا إلى موضوع المفاضات».

وعن الحلّ البديل الذين من الممكن أن تلجأ إليه الحكومة لتحرير المخطوفين في حال فشلت المفاوضات، يجيب: «القرار السياسي بيد الحكومة، وعلى الحكومة أن تقرر بأي إتجاه تريد أخذ الأمور. لذا فإن هذا السؤال يُوجّه إليها».

وفيما كانت الأنظار شاخصة على زيارة وفد «هيئة العلماء المسلمين» لرئيس الحكومة تمام سلام للاطلاع على جواب الحكومة بشأن مطالب المسلحين، بدت مهمة الهيئة في هذا الملف امام مفترق ولا سيما بعدما اعلن الشيخ عدنان أمامة انه «على أثر الجواب (من الحكومة) سنتخذ القرار المناسب بالمضيّ بالوساطة أو الانسحاب منها إفساحاً أمام أطراف أخرى تكون أقدر على الدفع بهذه الوساطة لتحقيق إنجازات سعيدة إن شاء الله».

وتَرافق هذا الترقب مع تطوّريْن:

* الأول التقارير التي كشفت ان «أبو طلال» الذي يتولى التفاوض باسم «داعش» في مسألة العسكريين المحتجزين تسلم قيادة «لواء فجر الإسلام» بدل عماد احمد جمعة الذي شكل توقيفه الشرارة التي أشعلت المواجهات مع الجيش اللبناني.

* والثاني ما نقلته وكالة «الأناضول» عن قيادي في «جبهة النصرة» (تحتجز رجال الامن الـ 15 و3 عسكريين) ان «الجبهة ستبث خلال ساعات شريط فيديو لبعض جنود الجيش اللبناني وعناصر قوى الامن الداخلي المحتجزين لديها وستقول لحزب الله ان حياتهم مرهونة بانسحابه من سورية. علماً ان الشيخ امامة كان اعلن أن «المطلب الأساسي للمسلحين هو انسحاب «حزب الله» من سورية ووقف حربه للثوار السوريين، وفي حال تحقق هذا المطلب، تنتهي المشكلة مع الدولة اللبنانية».

البطريرك صفير خضع لعملية جراحية

| بيروت - «الراي» |

خضع البطريرك الماروني الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير، أمس، لعملية جراحية في امعائه تكللت بالنجاح.

واشار موقع «القوات اللبنانية» الالكتروني الى ان «صفير كان أجرى الأسبوع الماضي، فحوصاً طبية في إحدى المستشفيات فتبيّن انه يعاني من فقر في الدم، ولذا أدخل الاربعاء الماضي، إلى مستشفى المعونات الجامعي في جبيل حيث خضع لفحوص طبية شاملة وبناء عليها، خضع أمس للجراحة».

ومعلوم ان صفير الذي استقال من السدة البطريركية العام 2011 لعب دوراً بارزاً في الحياة السياسية اللبنانية وساهم في تغطية اتفاق الطائف الذي أنهى الحرب الاهلية، كما يوصف بأنه «بطريرك الاستقلال الثاني» في اشارة الى تشكيله «رأس حربة» حال الاعتراض على الوجود العسكري السوري في لبنان ابتداء من العام 2000 والتي تُوّجت في 14 مارس 2005 بـ «ثورة الأرز» التي انفجرت بوجه سوري في اعقاب اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 فبراير من العام نفسه.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي