الدكتور وليد التنيب / قبل الجراحة

أخلاق

تصغير
تكبير
أخلاق بعض أهل القرية يُضرب بها الأمثال... أخلاقهم يتفاخرون بها... ويؤكدون للجميع أن التاريخ القديم أيضاً تحدث عن أخلاقهم الرفيعة وحب بعضهم لبعض من دون مصلحة شخصية.

وأيضاً يؤكدون أن التاريخ الحديث ليس له أي منفذ... فالتاريخ الحديث ملزم بذكر الحقائق فقط... والحقائق من وجهة نظر أهل القرية تؤكد رفعة ونبل هذه الأخلاق!


ولتأكيد ذلك...

اسأل أي مهندس عن أي مهندس زميل له... واسمع الإجابة التي تنم عن ارتفاع سقف الأخلاق! «ما راح يخلي في زميله صفة حسنة»... إلا ويذكرها لك. حتى إنه لا ينتظر منك أن تكمل سؤالك. ويسعى بكل السبل إلى تدمير هذا الزميل.

اسأل أي طبيب عن أي طبيب زميل له... فتسمع وتسمع.

أما إن كان هذا الطبيب من تخصص الطبيب الآخر نفسه... فأنصحك بألا تنتظر الإجابة لأنك تعرفها.

اسأل أي محاسب عن زميله المحاسب.

اسأل واسأل واسأل... وفي الغالب ستجد إجابات تنمّ عن أخلاق أهل القرية... وأخلاق هذا الذي يجيب عن أسئلتك الآن في الغالب اكتسبها من بيت عاش فيه! وأكيد هو يعيش هنا في هذه القرية الجميلة.

أما السؤال الذي تعكس به الإجابة فهو... إذا سألت عن خطيب ابنتك... فالإجابة كلها مدح وصفات حميدة. وكأنهم يقودونك إلى مقلب لكي ينتقموا منك... انتقام ليس له أي قواعد يرتكز عليها... سوى قاعدة هذه أخلاق تربينا عليها ببيوتنا!

الحقيقة... إن كان هذا أسوأ أخلاقنا فنحن بخير... الله يستر من القادم.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي