تأبين / صاحب القدرات الخاصة في الرسم والتعبير

مصطفى حسين... ساحر الإبداع حوّل الشخصيات الكاريكاتورية إلى حقيقة

u0645u0635u0637u0641u0649 u062du0633u064au0646
مصطفى حسين
تصغير
تكبير
«مثير للجدل»... هكذا يمكن وصف رسام الكاريكاتير المصري الراحل مصطفى حسين، الرجل الذي تراوحت ردود أفعال متابعيه على رسومه بين الحب الشديد والمقت الشديد، ولكل أسبابه، لكن يبقى الجميع ليجمع على قوة الموهبة، وصفاء الفكرة، وتفرد الشخصيات.

الفنان الذي كاد يخطو أبواب الـ 80، لكنه لم يلحق، وغيبه الموت، قبل أيام قليلة، بعد رحلة طويلة ما بين الولايات المتحدة ومصر، استطاع أن يبتكر مجموعة من الشخصيات الساخرة والواقعية في الوقت نفسه، عاشت مع الجمهور، ولم تبارح ذهنه، بل إن بعضها تحول بالفعل إلى أعمال درامية، مثل مسلسل «قط وفار» و«ناس وناس».

عن الراحل تحدث رسام الكاريكاتير الفنان سمير عبدالغني، مؤكدا أنه أحد أعظم وأهم رسامي الكاريكاتير الذين ظهروا في مصر. وقال: «لو أنه اتجه إلى الفن التشكيلي، لأصبح واحدا من أهم الفنانين التشكيليين، لكنني على المستوى الشخصي كنت أتمنى لو أنه اهتم بالرسوم المتحركة، وقتها كان ليصبح واحدا من أعظم رسامي العالم». فهو صاحب قدرات خاصة في الرسم والتعبير وصناعة الشخصيات، بل إنه الرسام الوحيد الذي تابعنا شخصياته عن كثب حتى عاشت في وجداننا».

«كمبورة، عبده مشتاق، فلاح كفر الهنادوة، الكحيت، عزيز بك الأليت، عبدالروتين، مطرب الأخبار، عباس العِرسة، على الكومندا» أكثر من 14 شخصية، تحول بعضها إلى شخوص حقيقية في أعمال درامية شاهدها الملايين، فيما تحول البعض الآخر منها إلى شخوص حقيقية على أرض الواقع.

ويضيف سمير عبدالغني: «من بين شخصيات مصطفى حسين، شخصية جنجح المعجب بكل شيء في البرلمان، وبرامج التلفزيون وأي شيء له علاقة بالسلطة، كنت أقول في نفسي، من المستحيل أن تكون تلك الشخصية موجودة في الواقع، بملامحها المرسومة أو حتى شخصيتها الواردة في الرسوم».

وكشف: و«في أثناء عودتي من الإسكندرية في إحدى السنوات، رأيت رجلا يقرأ الجريدة، ويتابع رسمة للفنان مصطفى حسين بها شخصية جنجح، فتذكرت مقولتي لنفسي أنه من المستحيل أن يكون هناك أحد شبه تلك الشخصية، حتى خفض الرجل الجريدة، فإذا به نسخة طبق الأصل من شخصية جنجح في الملامح وكل شيء، الأمر الذي جعلني أنخرط في وصلة من الضحك الشديد، حتى أنني قابلت مصطفى حسين لأروي له ما حدث، وأؤكد له أن شخصياته موجودة في الواقع، فعبر لي عن سعادته الشديدة بالأمر وشكرني».

الكثير من فناني الكاريكاتير يملكون موهبة الإضحاك بكلمات تحمل مفارقات، لكن الرسوم تبقى بسيطة وبدائية، على عكس الفنان مصطفى حسين الذي جمع بين المفارقة الكوميدية، وبين الرسوم المتقنة.

وقال سمير عبدالغني: «جزء من متعة القارئ برسوم مصطفى حسين، هو النظر للناس وقراءتهم ومعرفة تفاصيلهم عبر رسوم البورتريه التي أبدع فيها، رجل علم كيف يصنع المفارقة الكاريكاتورية، ولم يعجز عن العمل الجماعي ككثيرين، فرأيناه في دويتو مميز مع أحمد رجب لن يتكرر، بأفكار ورسوم وتوأمة فكرية صنعت حالة من البهجة لا أحد يستطيع نكرانها، كما لا نستطيع أن ننكر كرسامي كاريكاتير أن أي شخص أراد أو يريد أن يكون رساما جيدا، لابد أن يمر على مدرسة مصطفى حسين، فمن الصعب تعويضه بسهولة، وإن كان لدينا في الغناء أم كلثوم وفي اللحن سيد درويش، ففي الكاريكاتير مصطفى حسين».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي