د. وائل الحساوي / نسمات / باي باي نوابنا

تصغير
تكبير

ما إن عطل مجلس الأمة دورته لهذا العام وسافر كثير من النواب للراحة والاستجمام حتى شعرنا بالهدوء في البلد، والفرصة للاسترخاء، بعيداً عن التوتر الذي كان البلد يعيشه، فالمجلس هو من يصنع الأخبار ويجبرنا على متابعة الأخبار بحلوها ومرها.

إن أمام الحكومة فترة طويلة للاستعداد للدورة القادمة يجب ألا تضيعها، فتهديدات النواب خلال الشهر الذي قضوه في المجلس الجديد قد طالت جميع القطاعات: في الصحة مطلوب مستشفيات وتحسين العلاج، في الرياضة غضب هادر على هيئة الرياضة، في التجارة مطالبات بوقف تمادي التجار وارتفاع الأسعار، في النفط مطالبات بالغاء عقد الترسية على المصفاة الرابعة بسبب التجاوزات في الأسعار، في الكهرباء خوف من انقطاع الكهرباء وتساؤل عن سبب عدم استكمال خطط بناء وتركيب المحطات الجديدة، وهكذا في جميع المجالات.

الجميل في الموضوع هو ان النواب قد وصلتهم سهام الاتهامات بعدما كانوا في مأمن، فقد توعد نواب بكشف اسماء النواب المتورطين في تجارة الإقامات، ونحن بانتظار هذا الوعد، كما وافق المجلس على رفع الحصانة عن بعض النواب لمحاكمتهم وليكونوا على قدم المساواة مع بقية الناس، ولا شك ان اعادة فرز الأصوات في بعض الدوائر وإخراج نواب بعد ان استمتعوا بلذة النيابة هي ضربة مؤلمة ودرس قاس للنواب ليعلموا بأن المناصب لا تدوم،  ناهيك عن التهديد اليومي من الحكومة بإعلان عدم التعاون والسعي لحل المجلس. أما قصة الخمسة عشر سكرتيراً الذين وافق المجلس على توفيرهم لكل نائب فهي أمر محير بلا شك، فهل سمعتم يوماً عن نائب لديه دراساته الخاصة او استبياناته حول الأوضاع في البلد، أم سمعتم عن مساهمة النواب في الأبحاث الجارية في قطاعات المجتمع لوضع الحلول الجذرية لها؟!

إن أقصى ما تفعله سكرتارية النواب (الـ 750 سكرتيراً) ستكون بترتيب زياراته إلى الدواوين وتعريفه بالناس (مفاتيح انتخابية) ولو أن هذا العدد الضخم من السكرتارية قد تم ضمه إلى مركز متكامل للدراسات تابع لمجلس الأمة يقدم مشاريع القوانين والدراسات للمجلس لكان أفضل بكثير، أو لو أن نواب اسقاط القروض وتوزيع الثروة قد تبرعوا بالـ 15 مليون دينار سنوياً المخصصة لتلك السكرتارية من  أجل دعم الأسر المحتاجة لكان أفيد للبلد وتحقيقاً لطموحاتهم.

المهم هو ان الدورة القادمة ستكون حبلى بالمواضيع الساخنة والاقتراحات وتنفيذ الوعود  الكثيرة، ومن حق الحكومة ان تعلن عطلتها مع عطلة المجلس لتستعد للجولة القادمة بدلاً من ان نرهقها بالعمل خلال الصيف لتلبية متطلبات  المجلس، ثم تأتي مع بداية الدورة القادمة مرهقة تمثل الطلبة الذين درسوا للدور الثاني في العطلة ثم سقطوا من  الإرهاق في بداية العام الدراسي!!

وإن كان من أحد أحق بالعطلة الصيفية فهي الـ 15 جريدة اليومية التي لن تجد شيئاً تكتبه خلال هذه العطلة.


د. وائل الحساوي

[email protected]

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي