د. تركي العازمي / وجع الحروف

لنقفز للأعلى بعد... «النزول على الأرض»!

تصغير
تكبير
قبل ستة أعوام... وبالتحديد في يوم 2 أكتوبر 2008 كتبت مقال «النزول على الأرض» تحدثت فيه عن مكافحة الفساد من خلال «النزول على الأرض» لأن القياديين يجتمعون ولا يعلمون عن واقع الحال على الأرض وهذه الفجوة التي تركتها الحكومة قائمة بينها وبين المواطن البسيط!

قبل يومين تحدث والدي ونحن على الغداء عن مشاريع الدولة «يا ولدي... الله يجزيهم خيراً بعد رؤيته لمشاريع الدولة في الجسور والتحويلات داخل مدينة الكويت» وفي اليوم ذاته تحدثنا عن انطباعهم عن الأوضاع وكان من بين الحضور «شياب» عملوا لعقود بمحافظة الأحمدي «عندما كان الشيخ جابر الأحمد رحمه الله محافظا لها» ووالدي كذلك عايش الجيل المخضرم (شباب الستينات) ممن لا يحمل سوى المفاهيم الطيبة!


خلاصة ما قيل ان المواطن ولاؤه للكويت ويجب أن تحترم هذه الأرض وأن يكون مبدأ الاحترام منهجا متبعا حتى في توجيه النصيحة!

جيل أشعر في كل يوم من مخالطتي له اننا نملك من النزاهة الشيء الكثير!

كنت أقول مشكلتنا ليست في ما هو ظاهر، إن المشكلة في باطن النمط القيادي المتبع ولو أن كل قيادي قرأ ما نكتبه وما يكتبه غيرنا من أصحاب الطرح العلمي المتزن وعاد إلى كل حرف ذكرته في مقال «النزول على الأرض» لما وجدنا الخلل بما فيها الطرق التي امتدحها «شايبنا»! إن الفساد القيادي... وفي كل مجتمع فساد وإن كان صغر المساحة الجغرافية للكويت و«زود النعمة» قد سمح للبعض من تجاوز أدنى أبجديات الأدب في الاعتراض والنقد يبقى رصيد الكويت غنيا من رجالات يحق للكويت أن تفتخر بهم!

لو أن الإعلام من باب التوعية ونقل الصورة الواقعية بادر في تكوين مجموعة من الشباب المعتدلين طرحا وفق برنامج أسبوعي وليكن موعده كل يوم جمعة لأن المجتمع الكويتي جبل على «التجمع» في هذا اليوم المبارك!، يكون هدفها الالتقاء بالــ «الشياب» من دواوين الكويت في مختلف المحافظات الست، ومحاورتهم حول رؤيتهم تجاه الكويت اليوم وكويت الأمس والاستئناس برأي الشباب الحضور!

من هذه المبادرة تستطيع الدولة سد الفجوة بينها وبين ما يصبو إليه الشعب إضافة إلى انها سترصد الإيجابيات والسلبيات ما يجعلها تستطيع تكوين مبادرات إصلاحية من خلال هذا الرصد!

نحن أكثر الناس «تحلطما» و«النعمة» تحتاج شكرا وتحتاج معاقبة لكل من أساء للنعمة التي وهبنا الله إياها وهي شبه غائبة عن كثير من المجتمعات!

وهذه المبادرة تكون أجمل لو شارك بها المحافظون تنفيذا لدورهم الحيوي الموعود في كل محافظة! يبقى تحقيق الحلم الذي ذكرناه في مقال «النزول على الأرض» قائما عبر هذه المبادرة التي نشبهها بالــ «القفز إلى أعلى» وبين النزول والقفز تبقى وجهة نظرنا في انتظار من يقتطفها لعلنا نعيد الابتسامة لكل فرد يشعر بالآسى وهو يلاحظ تدهور بعض الخدمات وتشعر كبارنا في المجالس التي تعد «مدارس» بأنهم شركاء في التغيير!

فهل نقوى على تجاوز حدود المكاتب والاجتماعات لنصل إلى الأفكار في دواوين الكويت التي أغلب حضورها لا يرى ممثلها النائب إلا في مناسبات العزاء والأفراح؟... الله المستعان!

[email protected]

Twitter: @Terki_ALazmi
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي