خدلك فيزا لمصر...!

تصغير
تكبير
| د. سعيد فهمي (المصري أفندي) |

قربت ساعة الاجازة وقعدت اشوف حاجاتي، بعد الدوخة والتعب في الاسواق ليلاتي، في الصبح او في الظهر وعلى كده يوماتي، علشان اشتري هدايا لعماتي وخلاتي، وطبعا لاهل المدام واولهم حماتي! المهم قعدت وجمعت كل اغراضي، ولملمت في الشنط كل خلجاتي، وحسبت حسبتي لقيتني باصرخ كده واهاتي، ولقيت ان كل اللي في جيبي طار، وقعدت ادعبس كده ما لقيتش اي دينار، دي الهدايا صعبة قوي واسعارها زي النار، المهم هونت على نفسي الهم، وقلت ليه الواحد يفكر ويهتم، ده الواحد نفسه يفرح ويخرج من الغم، ويبطل بقى تفكير في الهدايا اللي تجيب الهم، وقعدت اجهز حاجاتي قول كده طول الليل، واشيل واحط في الشنط يا عيني شفت الويل، وجيت في غمضة عين ولقيتني في المطار، انا والشنط والمدام وطار بينا الطيار، قعدت في الطيارة وسرحت كدة وغفلت ساعتين وكام دقيقة بصيت لقيتني وصلت، وطبعا لقيت هناك الاهل والاحباب كلهم قابلوني، خدوا الهدايا والشنط وفجأة سابوني! بصيت لقيتني لوحدي واقف في المطار، فكري يودي ويجيب لحد ما عقلي طار، لكن بسرعة هديت وسرحت في الافكار وقلت لنفسي فرصة انتقم لشنطتي وحاجاتي، وكمان من الهدايا خليها تنفع حماتي! وفكرت اخد فسحة والف بالبلاد، اتفرج عالمحروسة واتعرف عالعباد، بس فكرت ممكن اروح فين... فين؟ قلت لازم ابدأ بـ «سيدنا الحسين» شالله يا اهل البيت، جيت اسلم واحي واقول لكم انا جيت، واتعطرت هناك بالمكان، وما حسيتش بالوقت والزمان، وشوية ولقيتني جعت مريت على «الدهان» وصبرت نفسي بجوز حمام كده ومزمزت بسلطة باذنجان، وخرجت لقيت الزحمة في خان الخليلي، وكنت عاوز اشتري شوية هدايا لصحبي وخليلي، لكن قلت بعدين واحتار دليلي وراح على بالي اروح عند «أم هاشم» على طول، ازور المقام الطاهر واكل من عند «البغل» فول، وازور صحابي هناك واخبط على كل باب، لكن عشان الليلة تعدي ومتبقاش هباب، لازم اعدي على «الرفاعي» واهبر اكلة كباب، يا اخي بتلاقي هناك جو عجيب غريب، وتشوف ناس كتير ياما وتقابل كل حبيب، قعدت شوية وقلت اروح اشوف «الاهرامات»، الشاهد على العظمة والمجد والحضارات، واسلم على الحارس الامين «ابو الهول» اللي ما تقدرش توصف عظمته باي قول اطمأنيت لما شفته مستعد وساجد على ايديه، قاعد زي السبع حاطط مصر في عينيه وبعدين قلت اروح اخد فسحة كدة عالنيل اقزقز درة مشوي واتسلى بالمواويل، واركب هناك مركب كده مع كل الناس، احسن ما اقعد لوحدي لايص ومحتاس، لقيت الناس فرحانة وحتطلع من هدومها، وبتنسى هناك الشقى وتكمل بالفرحة يومها، وتتمتع بالهوا والنيل وتغسل فيه همومها النيل الجميل فكرني بليالي «اسكندرية»، بلد الجمال والبحر العظيمة المرية، جريت ويا دوبك لحقت مكان في التوربيني ومن لهفتي وشوقي ما غفلتش عيني، ووصلت هناك وقبل ما أتلخم واحتاس، قلت ازور اكيد «المرسي ابو العباس» اتشرفت بالمكان وجريت من هناك ادور على «قدوره» اكل شوية سمك طعمهم اسطورة واتمشيت هناك عالبحر لقيت كل الناس سوا، وانا ماشي كده لوحدي يا دوب بشم الهوا، يا اخي بتلاقي بانوراما بشرية مالهاش مثيل، وناس قاعدين عالبحر مبسوطة وتدندن بالمواويل، وتلمح من بعيد «قلعة قايتباي»، وتلاقي سواح وناس كتير يحيوك وبيعملوا باي باي، ورحت كمان ولفيت في حواري اسكندرية واشم ريحة البحر وشوي السمك والصيادية، لغاية ما وصلت وشفت المنتزه وجماله، فخامة وعظمة ايه واللي فيه يا هنياله، قعدت عالبحر شوية هناك، وناس بتاكل فريسكا او غاويه صيد اسماك، وفجأة جت فكـــرة قلـــت اعملها قبل ما تروح، ليه ما اطلعش من هنا على «مرسى مطـــروح»، ده «شط الغرام» هناك هواه يرد الروح، واشوف كمان التحفة اللي اسمها شاطئ «عجيبة» اللي جمال الطبيعة فيه نادر كده وعجيبة، وعديت في السكة على «الساحل الشـــمالي» لقـــيت الناس هناك هايصة وملعلطة وبتلالي وفكرت اروح كمان «رأس البر» الفريدة، اللي بتلاقي روحها دايما قوية وجـــديدة، واشـــوف هناك كمان المعجزة الإلهـــية، والبحـــر بيـــحضــن هـــناك ميـــة النـــيل المستحية.

وقلت لنفسي طب ما اروح «ارض الفيروز سينا» اللي خلقها ربنا من قبل ايام مينا، وزرع محبتها كده في قلوبنا وكل ما فينا، يا اخي ايه العظمة والكنوز دية، مزارات وبحر وهوا وكنوز مستخبية، تلاقي الناس من كل العالم هناك فيها، بتستمتع بالطبيعة والسحر والجمال اللي حواليها، شرم الشيخ والغردقة وطابا ودهب، طبيعة ربانية واغلى كمان من الدهب، لفيت كتير هناك وانا فرحان بيها، يفوت هناك الوقت وانت هيمان فيها، وكل منشوف حاجة تشتاق للرجوع ليها، وهنا شكرت ربي وحمدته اللي حرر اراضيها، ودعيت لولادها اللي فدوها وكانوا جوه عنيها، ولقيتني سرحت بخيالي في جمال البلد دية، اتاري فيها جمال وطبيعة وكنوز مستخبية، وبساطة وخفة دم من السما ربانية، وامن وامان من عند ربنا هدية، لكن الكنز الحقيقي طبيعة الناس الفطرية، البسمة اللي بتلاقيها دايما عالوجوه مطلية، ومعاملة حلوة وبساطة ومشاعر انسانية، وتلاقيهم دايما بيحطوا ضيوفهم جوه عنيهم، ودايما لاي صديق بيمدوا دايما ايديهم، ومش حتصدق الا لما تروح وتشوف، وتيجي كده بنفسك وتلف وتطوف، روح وشوف الناس الطيبين اللي مهما كانوا بلقمة العيش مشغولين، تلاقيهم علي صعوبة الحياة اليومية صابرين، لأنهم بحكمة ورحمة ربنا مؤمنين، وبالامل في ان بكرة احسن من النهارده واثقين، ورغم كده تلاقيهم بخفة الدم والبساطة معروفين، ولأن البلد دي عظيمة فأكيد دي صفة المصريين، باختصار، عاوز تعيش ايام حلوة ولذيذة، روح لأي سفارة وخدلك منها ليها فيزا، اكيد حتنورها وحتفرح بيها لأنها في كل القلوب عزيزة، ما تتأخرش وروح الحق تأشيرة بسرعة قبل العصر، ويا ريت تجيب لي معاك فيزا اروح لبلدي مصر!

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي