رئيس جمعية «لايف» أكد أن وعود إطلاق عناصر قوى الأمن والمفاوضات تسير عبر نشطاء بالداخل السوري
الحلبي لـ «الراي»: العسكريون أصبحوا في المقلب السوري والخاطفون لم يطلبوا مبادلتهم بموقوفين في سجن رومية
عائلات جنود لبنانيين خطفهم مسلحون في عرسال يغلقون الطريق في بعلبك للمطالبة باطلاقهم (رويترز)
«مشّوشة». هكذا يمكن وصف المفاوضات المستمرّة بوساطة من «هيئة العلماء المسلمين في لبنان» والتي يشارك فيها رئيس جمعية «لايف» لحقوق الإنسان المحامي نبيل الحلبي مع خاطفي رجال الأمن والعسكريين اللبنانيين الذين تم أسرهم خلال المعارك التي اندلعت يوم السبت الماضي بين الجيش ومسلحين من تنظيم «داعش» و«جبهة النصرة» في بلدة عرسال ومحيطها.
وفيما تواصلت في عرسال عملية تثبيت الهدوء الأمني وسط سيطرة الجيش اللبناني على كل التلال الاستراتيجية المطلة عليها ودخوله اليها واستقباله من الاهالي بنثر الأرز والورود بالتزامن مع مسح الأضرار الكبيرة التي لحقت بهذه البلدة التي علقت على مدى خمسة ايام بين «ناريْ» المسلّحين الذين اخذوها «رهينة» والجيش الذي قصف هؤلاء داخلها، لم ينسحب الانفراج الميداني على ملف الأسرى الذين يُقدر عددهم بـ 36 عنصر أمن وعسكري، في ظل غموض كبير يسود «خريطة الطريق» لحلّه ولا سيما مع فقدان السلطات اللبنانية زمام المبادرة وتحكُّم الخاطفين بالكامل بخيوط التفاوض و«دفتر شروطه» الذي يلفّه تضارُب.
وفيما كانت تقارير تحدثت عن اشتراط الخاطفين الافراج عن 20 متشدداً اسلامياً موقوفين في سجن رومية مقابل اطلاق الاسرى وان المطالب ارسلت الى الحكومة اللبنانية والجيش وفق معادلة «جنودهم مقابل الرهائن الاسلاميين»، نفت الحكومة اللبنانية تلقيها مثل هذه الطلب، فيما اكد المحامي نبيل الحلبي لـ «الراي» أنه «لا يوجد أي مطلب حتى الساعة من خاطفي العسكريين وما يتم تداوله عن طلب مبادلتهم بسجناء من سجن رومية غير صحيح وننفيه على الاطلاق، لا بل أنهم سلمونا عدداً من عناصر قوى الأمن الداخلي ثم الجيش (قبل انسحابهم) ولم يطلبوا منا ان يكون ذلك لقاء موقوفين فلماذا سيطلبون الآن؟».
وكشف الحلبي الذي كان في عداد الوفد الذي رافق «هيئة العلماء المسلمين» الى عرسال من أجل التفاوض مع المسلحين قبل انسحابهم، لـ «الراي» ان المحتجزين «أصبحوا خارج الأراضي اللبنانية (في المقلب السوري) والمفاوضات تسير عبر وسطاء سوريين يعملون كنشطاء اغاثة في الداخل السوري»، مضيفاً: هناك عناصر عسكرية موجودة لدى تنظيم «الدولة الاسلامية» وعناصر لدى «جبهة النصرة»، ولذلك فان التفاوض يتمّ على خطين، لكن لا أحد يعلم عدد العسكريين الحقيقي الموجود لدى الجهتين، فاللائحة التي استلمتُها من قيادة الجيش اللبناني تحتوي على 22 اسماً من العسكريين المفقودين، لكن هذه الأسماء غير موجودة بالكامل عند المسلحين بحسب ما أفاد القائد الميداني «أبو مالك»، فعندما يقال مفقود ليس شرطاً أن يكون محتجزاً اذ قد يكون سقط في المعركة ولم يتم العثور على جثته».
وأكد «أن تنظيم «الدولة الاسلامية» لديه ستة عسكريين والباقون لدى «جبهة النصرة»، رافضاً تحديد إذا كان بينهم ضباط لأن «ذلك يضر بالمحتجزين».
وعما إذا كانت دخلت على خط المفاوضات جهات غير هيئة العلماء المسلمين قال الحلبي: « كلا، لقد فاوضنا في المرحلة الأولى المسؤول في تنظيم الدولة الإسلامية «أبو طلال» وهو أول مَن دخل عرسال وكان طلبه اطلاق أبو أحمد جمعة (كان توقيفه من الجيش الشرارة التي أشعلت المواجهات) بشكل فوري، لكن عندما دخلت «جبهة النصرة» الى عرسال وحسمت الموضوع الميداني لمصلحتها، استلم المفاوضات القائد الميداني «أبو مالك» الذي أطلق سراح راهبات معلولة، وكان براغماتياً جداً معنا، وأخذ يسلمنا العناصر من دون أي شروط وبدأ الانسحاب من عرسال بشكل كامل، وهو أطلق ثلاث عناصر من قوى الأمن كبادرة حسن نية وفي اليوم التالي أطلق ثلاث عناصر من الجيش اللبناني، واليوم هناك وعود بإطلاق كامل ما تبقى من محتجزي عناصر فصيلة عرسال من قوى الامن الذين أصبحوا بعيداً عن عرسال».
وختم «أن تنسيق هيئة العلماء المسلمين في الداخل اللبناني يتم من خلال الحكومة وليس الجيش اللبناني الذي يتبع لها». في موازاة ذلك، وعلى وقع المخاوف من تعقيدات يغرق فيها هذا الملف نتيجة احتمال تضارُب الشروط بين «داعش» و«النصرة»، تمّ التداول امس بخبر عن «تحرير عناصر الجيش اللبناني جميعا بعد مباغتة المقاومة الاسلامية (حزب الله) المسلحين على خطوط المواجهة في عرسال وتكبيدهم خسائر فادحة» وهو ما نفته مصادر أمنية سريعاً، وسط تقارير عن أن وفد هيئة العلماء المسلمين الى عرسال كان ينتظر اشارات ايجابية من مشايخ سوريين توجهوا الى جرود عرسال للتفاوض مع امير «جبهة النصرة» في القلمون» ابو مالك» السوري ومع «داعش» من اجل الافراج عن العسكريين المخطوفين.
وترافق ذلك، مع اول تحرك نفّذه أهالي العسكريين وعناصر الامن الرهائن الذين اعتصموا في بلدة دورس بالبقاعية حيث قطعوا الطريق أمام السير في الاتجاهين لمدة نصف ساعة، ورددوا شعارات مؤيدة للجيش «بدنا ولادنا اسلام سنة ومسيحية، بدنا ياهم كلهم» ورفعوا الاعلام اللبنانية.
وتحدث باسم المعتصمين رئيس بلدية طاريا مهدي حمية الذي شكر هيئة العلماء المسلمين وأهالي عرسال «الذين تربطنا بهم علاقات تعايش ومحبة واخوة» لافتاً الى ان «هناك يدا غريبة دخلت على الخط وعملت على خطف ابنائنا، وكل ما نريده هو الإفراج عنهم ولا عداوة بيننا وبين أهل عرسال»، فيما طالب والد الرقيب في قوى الامن الداخلي مدين حسن قائد الجيش ووزير الداخلية بإطلاق سراح ابنه.
وعلى خط آخر، أفادت تقارير واردة من عرسال «ان الدفاع المدني سحب 45 جثة للمسلحين في عرسال وعين عطا، وفي عدادها احد القادة الارهابيين احمد عبد الكريم حميد».
وفيما تواصلت في عرسال عملية تثبيت الهدوء الأمني وسط سيطرة الجيش اللبناني على كل التلال الاستراتيجية المطلة عليها ودخوله اليها واستقباله من الاهالي بنثر الأرز والورود بالتزامن مع مسح الأضرار الكبيرة التي لحقت بهذه البلدة التي علقت على مدى خمسة ايام بين «ناريْ» المسلّحين الذين اخذوها «رهينة» والجيش الذي قصف هؤلاء داخلها، لم ينسحب الانفراج الميداني على ملف الأسرى الذين يُقدر عددهم بـ 36 عنصر أمن وعسكري، في ظل غموض كبير يسود «خريطة الطريق» لحلّه ولا سيما مع فقدان السلطات اللبنانية زمام المبادرة وتحكُّم الخاطفين بالكامل بخيوط التفاوض و«دفتر شروطه» الذي يلفّه تضارُب.
وفيما كانت تقارير تحدثت عن اشتراط الخاطفين الافراج عن 20 متشدداً اسلامياً موقوفين في سجن رومية مقابل اطلاق الاسرى وان المطالب ارسلت الى الحكومة اللبنانية والجيش وفق معادلة «جنودهم مقابل الرهائن الاسلاميين»، نفت الحكومة اللبنانية تلقيها مثل هذه الطلب، فيما اكد المحامي نبيل الحلبي لـ «الراي» أنه «لا يوجد أي مطلب حتى الساعة من خاطفي العسكريين وما يتم تداوله عن طلب مبادلتهم بسجناء من سجن رومية غير صحيح وننفيه على الاطلاق، لا بل أنهم سلمونا عدداً من عناصر قوى الأمن الداخلي ثم الجيش (قبل انسحابهم) ولم يطلبوا منا ان يكون ذلك لقاء موقوفين فلماذا سيطلبون الآن؟».
وكشف الحلبي الذي كان في عداد الوفد الذي رافق «هيئة العلماء المسلمين» الى عرسال من أجل التفاوض مع المسلحين قبل انسحابهم، لـ «الراي» ان المحتجزين «أصبحوا خارج الأراضي اللبنانية (في المقلب السوري) والمفاوضات تسير عبر وسطاء سوريين يعملون كنشطاء اغاثة في الداخل السوري»، مضيفاً: هناك عناصر عسكرية موجودة لدى تنظيم «الدولة الاسلامية» وعناصر لدى «جبهة النصرة»، ولذلك فان التفاوض يتمّ على خطين، لكن لا أحد يعلم عدد العسكريين الحقيقي الموجود لدى الجهتين، فاللائحة التي استلمتُها من قيادة الجيش اللبناني تحتوي على 22 اسماً من العسكريين المفقودين، لكن هذه الأسماء غير موجودة بالكامل عند المسلحين بحسب ما أفاد القائد الميداني «أبو مالك»، فعندما يقال مفقود ليس شرطاً أن يكون محتجزاً اذ قد يكون سقط في المعركة ولم يتم العثور على جثته».
وأكد «أن تنظيم «الدولة الاسلامية» لديه ستة عسكريين والباقون لدى «جبهة النصرة»، رافضاً تحديد إذا كان بينهم ضباط لأن «ذلك يضر بالمحتجزين».
وعما إذا كانت دخلت على خط المفاوضات جهات غير هيئة العلماء المسلمين قال الحلبي: « كلا، لقد فاوضنا في المرحلة الأولى المسؤول في تنظيم الدولة الإسلامية «أبو طلال» وهو أول مَن دخل عرسال وكان طلبه اطلاق أبو أحمد جمعة (كان توقيفه من الجيش الشرارة التي أشعلت المواجهات) بشكل فوري، لكن عندما دخلت «جبهة النصرة» الى عرسال وحسمت الموضوع الميداني لمصلحتها، استلم المفاوضات القائد الميداني «أبو مالك» الذي أطلق سراح راهبات معلولة، وكان براغماتياً جداً معنا، وأخذ يسلمنا العناصر من دون أي شروط وبدأ الانسحاب من عرسال بشكل كامل، وهو أطلق ثلاث عناصر من قوى الأمن كبادرة حسن نية وفي اليوم التالي أطلق ثلاث عناصر من الجيش اللبناني، واليوم هناك وعود بإطلاق كامل ما تبقى من محتجزي عناصر فصيلة عرسال من قوى الامن الذين أصبحوا بعيداً عن عرسال».
وختم «أن تنسيق هيئة العلماء المسلمين في الداخل اللبناني يتم من خلال الحكومة وليس الجيش اللبناني الذي يتبع لها». في موازاة ذلك، وعلى وقع المخاوف من تعقيدات يغرق فيها هذا الملف نتيجة احتمال تضارُب الشروط بين «داعش» و«النصرة»، تمّ التداول امس بخبر عن «تحرير عناصر الجيش اللبناني جميعا بعد مباغتة المقاومة الاسلامية (حزب الله) المسلحين على خطوط المواجهة في عرسال وتكبيدهم خسائر فادحة» وهو ما نفته مصادر أمنية سريعاً، وسط تقارير عن أن وفد هيئة العلماء المسلمين الى عرسال كان ينتظر اشارات ايجابية من مشايخ سوريين توجهوا الى جرود عرسال للتفاوض مع امير «جبهة النصرة» في القلمون» ابو مالك» السوري ومع «داعش» من اجل الافراج عن العسكريين المخطوفين.
وترافق ذلك، مع اول تحرك نفّذه أهالي العسكريين وعناصر الامن الرهائن الذين اعتصموا في بلدة دورس بالبقاعية حيث قطعوا الطريق أمام السير في الاتجاهين لمدة نصف ساعة، ورددوا شعارات مؤيدة للجيش «بدنا ولادنا اسلام سنة ومسيحية، بدنا ياهم كلهم» ورفعوا الاعلام اللبنانية.
وتحدث باسم المعتصمين رئيس بلدية طاريا مهدي حمية الذي شكر هيئة العلماء المسلمين وأهالي عرسال «الذين تربطنا بهم علاقات تعايش ومحبة واخوة» لافتاً الى ان «هناك يدا غريبة دخلت على الخط وعملت على خطف ابنائنا، وكل ما نريده هو الإفراج عنهم ولا عداوة بيننا وبين أهل عرسال»، فيما طالب والد الرقيب في قوى الامن الداخلي مدين حسن قائد الجيش ووزير الداخلية بإطلاق سراح ابنه.
وعلى خط آخر، أفادت تقارير واردة من عرسال «ان الدفاع المدني سحب 45 جثة للمسلحين في عرسال وعين عطا، وفي عدادها احد القادة الارهابيين احمد عبد الكريم حميد».