مراقبة الخدمات الطبية الدكتورة رنا العبدالرزاق أفضت لـ «الراي» بالكثير وأكدت القدرة على تلبية احتياجات المرضى واستصرخت المتبرعين

«بنك الدم»... على وشك الإفلاس!

تصغير
تكبير
• استجابة من وزارتي الدفاع والكهرباء والحرس الوطني وبعض الشركات ومجاميع تطوعية وأفراد

• ضرورة تخصيص فروع للبنك في مستشفيي الفروانية والصباح وتوسيع المبنى الحالي

• لا عودة للعمل بالمكافأة المالية لأن الأساس في التبرع إنساني ونرفض إجازة اليومين للمتبرع

• سن التبرع مفتوحة من 17 إلى الستين

• 10 في المئة نسبة النساء المتبرعات في الكويت وتصل في بريطانيا إلى 50 في المئة

• أسماء رأفت: نصف ساعة للتبرع بالدم وإجراء الفحوصات قبل العملية

• أحمد ذياب: أداوم على التبرع للمحافظة على صحتي وكثرة الحوادث والمشاجرات تزيد من صرف الدم

• عبد الله المنصوري: التبرع صدقة وأجرها عظيم ويجب توسعة صالة المتبرعين وفتح فروع جديدة للتسهيل علينا
«بنك الدم... بلا دم» وعلى وشك الإفلاس... هذا ما كشفت عنه استشارية أمراض نقل الدم ومراقب الخدمات الطبية والتوجيه في بنك الدم المركزي الدكتورة رنا العبد الرزاق، بعد الاعلان عن وجود عجز كبير في أعداد أكياس الدم والدعوة التي أطلقها للتبرع.

وقالت العبد الرزاق اثناء جولة لـ «الراي» في مبنى بنك الدم ان البنك وفر اكثر من 1700 كيس دم ومن جميع الفصائل قبل شهر رمضان المبارك تحسبا لقلة عدد المتبرعين اثناء الصيام وفترة العيد، حيث المعدل الطبيعي لعدد المتبرعين ما بين 250 الى 300 متبرع يوميا، مشيرة الى ان قلة أعداد المتبرعين خلال رمضان وعطلة العيد أوجدا عجزا في توفير أكياس الدم حيث بلغت قرابة 200 كيس دم من اصل ألف كيس يفترض تخزينها في البنك، وذلك لتغطية احتياجات المستشفيات الحكومية والخاصة.


وأوضحت ان عملية التبرع ذاتها عملية سهلة وان المضاعفات المصاحبة لها بسيطة جدا، فهي لا تتجاوز ألما بسيطا اثر وخزة ابرة التبرع مع امكانية الشعور بدوار خفيف جدا يتم التغلب عليه بشرب السوائل مباشرة عقب التبرع، وليس لعملية التبرع مضاعفات تؤثر في المدى الطويل اطلاقا، لافتة الى ان التبرع بالدم يخلص الجسم من الحديد الزائد فيه والذي يتسبب في اكسدته، بالاضافة الى الاستفادة الشرعية للمتبرع لأنه يساهم في انقاذ أرواح تحتاج نقل الدم.

وقالت العبد الرزاق اننا قادرون حاليا على توفير احتياجات المرضى من الدم في المستشفيات الحكومية والخاصة قدر الامكان، وبالرغم من ذلك اطلقنا حملة بضرورة التبرع شملت الجهات الحكومية والخاصة والافراد من مواطنين ومقيمين للتبرع لإرجاع المخزون الطبيعي للدم، ولمواجهة اي طارئ قد يحدث بحيث لا يقل المخزون عن الف كيس دم من جميع الفصائل، وقد استجابت لنا الكثير من الجهات من وزارة الدفاع والحرس الوطني ووزارة الكهرباء وبعض الشركات الخاصة ومجاميع تطوعية وكذلك الافراد المتبرعون، حيث زادت اعدادهم خلال هذه الايام في خطوة مبشرة على وصول الرسالة وإيمانهم بأهمية التبرع، مبينة ان ما يثلج الصدر ان هذه الحملة تجد صدى لدى القيادات العليا في هذه الجهات الحكومية مقدمة الشكر والتقدير لهم ومشددة على ضرورة ايضاح الرسالة بأهمية التبرع من الناحية الشرعية والصحية وألا يتقدم المتبرع لهذا العمل من اجل مكافأة مادية او اجازة من العمل موضحة ان الخطورة في الامر ألا يعطي المتبرع معلومات صحيحة عن حالته الصحية طمعا في الاجازة او المكافأة ما قد تعود عليه بشكل سلبي.

ودعت العبدالرزاق الجمهور إلى التوجه للتبرع بالدم زكاة له عن صحته وألا ينتظر أن يكون هو بحاجة للدم لمساعدة أحد من أهله أو أصدقائه - لا سمح الله - لأن هناك المئات من المرضى في المستشفيات ينتظرون هذه القطرات من دمه لإنقاذ حياتهم خصوصاً بعد زيادة معدلات إجراء العمليات والحوادث والأمراض كفى الجميع شرها.

وطالبت العبدالرزاق وزارة الصحة بضرورة تخصيص أفرع للبنك في مستشفى الجهراء والصباح بالإضافة إلى ضرورة ايجاد مبنى خاص للبنك أو توسعة الموجود حالياً، حيث إن عدد الأسرة قليل بحجم أعداد المتبرعين ولا مواقف سيارات كافية وحتى المختبرات لا تسع للعمل ولا مكاتب كافية للموظفين والفنيين الذين تجاوز عددهم 400 موظف وموظفة بالرغم من مطالباتنا الكثيرة للوزارة وللأسف لا تنظر لنا بعين التقدير الذي نستحقه، خصوصاً وان عملنا أساسي ومهم لأي مريض ومعترف به في المنظمات الصحية العالمية حيث حازت إدارة خدمات نقل الدم على الاعتراف الدولي من الكلية الملكية البريطانية لتدريب الأطباء وعلى شهادة M.R.C.PATH في علوم وأمراض ونقل الدم، كما يعتبر بنك الدم المركزي مرجعاً دولياً لمنظمة الشرق الأوسط.

وعن عودة المكافأة المادية (10) دنانير التي كانت تصرف للمتبرع وألغيت في 2006 أفادت العبدالرزاق انه لا نية لعودة هذه المكافأة لأن الأساس بالتبرع أن يكون هدفاً إنسانياً ودون مقابل مادي لأن الدم عضو من أعضاء الجسم وبيعه مجرم قانونياً، بالإضافة إلى أن التبرع وحتى يكون سليماً يجب أن يعرف المتبرع أن دمه لانقاذ حياة إنسان آخر وليس لمردود مادي خصوصاً وان قطرة من دمه أغلى من أي مبلغ يصرف له، وبالرغم من شكرنا وتقديرنا لوزارة الدفاع على تبرعها واستجابتها للحملة، إلا اننا ضد اعطاء إجازة يومين للمتبرع لأن الوازع سيكون الاجازة وليست انقاذ حياة انسان، وقد لا يعطي معلومات دقيقة عن صحته لأن الهدف هو الاجازة، ومع ذلك نحن نكرم المتبرعين المتميزين بشهادة تقدير.

وعن سؤال من هم أكثر الرجال أم النساء بالتبرع فقد أوضحت العبدالرزاق ان سن التبرع مفتوحاً من 17 سنة وقد تصل إلى الستين بالنسبة للمستمر في التبرع ولا يقبل من شخص كبير في السن أن يتبرع إذا كان أول مرة للمحافظة على صحته، مشيرة إلى أن نسبة النساء المتبرعات في الكويت تصل إلى أقل من 10 في المئة بالرغم أن النساء المتبرعات في بريطانيا تصل نسبتهن إلى 50 في المئة.

بدورها، قالت الدكتورة أسماء رأفت ان البنك يستقبل المتبرعين بعد تعبئة النموذج الخاص بذلك والاجابة عن الأسئلة الموجودة موضحة أن الاجابات يفترض أن تكون بـ «لا» ما عدا سؤالين بـ «نعم» وهما هل تشعر بصحة جيدة؟ وهل مازلت مصراً على التبرع بعد الاجابة عن الأسئلة؟ ثم يقاس له الضغط وهيموجلوبين الدم وضربات القلب، ثم يدخل صالة المتبرعين لأخذ الدم منه بمراقبة وعناية الممرضة المختصة.

بدوره، قال المتبرع أحمد ذياب انه دائم التبرع بالدم للمحافظة على صحته ولانقاذ المحتاجين خصوصاً بعد ازدياد حوادث السيارات والمشاجرات وغيرها، موضحاً أن عملية التبرع تتم بكل يسر وسهولة وبخدمة ممتازة ولا تأخذ أكثر من نصف ساعة داعياً الجميع إلى تلبية الدعوة وسرعة التوجه للتبرع.

من جانبه، قال المتبرع عبدالله المنصوري إن التبرع صدقة عن الصحة وأجرها عظيم لانقاذ روح محتاجة إلى كيس دم بالإضافة إلى أن التبرع يؤكد لك نعمة الصحة والعافية وتمنح التقارب الإنساني مع البشر لأنك لا تعرف أين يذهب دمك فقط انك متأكد أنه سينقذ حياة انسان بحاجة إلى الدم طالباً إدارة البنك بضرورة توسعة صالة المتبرعين خصوصاً وقت الحملات وفتح أفرع جديدة للتسهيل على المتبرعين.

نحتاج الفصائل السالبة لندرتها

وقالت العبدالرزاق ان البنك بحاجة دائماً الى الفصائل السالبة لندرتها وزيادة الطلب عليها، مؤكدة ان البنك يفتح من الساعة السابعة صباحاً وحتى التاسعة مساءا طوال ايام الاسبوع ويوم الجمعة من الساعة الواحدة ظهراً وحتى السادسة مساء ويوم السبت من السابعة صباحاً وحتى السادسة مساء.

وذلك في الفرع الرئيسي بالجابرية وهناك فروع لبنك الدم في مستشفيات العدان والجهراء والاميري وكلها تفتح في الفترة الصباحية بالاضافة الى مستشفى العدان يفتح في الفترة المسائية يومي الاحد والثلاثاء ولذا فان عملية التبرع لا تأخذ من وقت المتبرع اكثر من نصف ساعة ولديه الحرية في اختيار اي مكان يرغب التوجه له بالاضافة الى الحملات المتنقلة التي يعلن عنها في الجهات الحكومية والخاصة والمجمعات التجارية وغيرها.

تعليمات ما بعد التبرع

شكرا لتبرعك بدمك اليوم، فبتبرعك هذا انت تساعد من هم بحاجة ماسة الى دمك من المرضى، وبما اننا نهتم بسلامتك انت ايضاً فاننا نرجو منك قراءة التعليمات التالية واتباعها:

• لا تغادر غرفة التبرع قبل السماح لك بذلك من قبل الطبيب او الممرضة.

• اشرب عصيرك قبل ان تغادر المكان.

• احرص على شرب كميات كافية من السوائل خلال 24 ساعة المقبلة وذلك لتعويض ما فقده جسمك من سوائل.

• لا تدخن خلال نصف الساعة المقبلة.

• اترك الضماد لمدة ساعتين على الاقل.

• في حالة نزف الدم من مكان ابرة التبرع، اضغط على مكان النزف مع ثني الذراع حتى يتوقف الدم.

• في حالة حدوث تورم مكان الابرة، ينصح بعمل كمادات ثلجية مع الضغط لمدة عشر دقائق على الاقل.

• اذا شعرت بدوار، استلقي على ظهرك مع رفع الساقين لأعلى، او اجلس مع خفض الرأس لمستوى الركبتين، في حالة استمرار الاعراض لفترة طويلة، راجع بنك الدم او اقرب مركز صحي.

• تجنب القيام بأعمال تتطلب منك مجهوداً بدنياً عالياً مثل اعمال البناء، قيادة السيارات الثقيلة او سيارات النقل العام او ممارسة الرياضة الثقيلة خلال الاثنتي عشرة ساعة المقبلة.

• سوف يستعيد جسمك ما فقده من سوائل اثناء عملية التبرع خلال فترة زمنية لاتتجاوز الاثنتين وسبعين ساعة.

• يمكنك التبرع بدمك مرة اخرى بعد 56 يوماً.

• إذا كنت متبرع صفائح دموية فيمكنك اخذ موعد بعد 30 يوماً.

• متبرعو وحدتي الدم المركز يمكنهم العودة للتبرع بعد مدة اقصاها اربعة شهور.

لمحة تاريخية

انشئ بنك الدم المركزي في الكويت بتاريخ 25/ 5/ 1965 كقسم تابع لمختبرات مستشفى الأميري، وكان يشغل غرفة واحدة مزودة بسريرين للتبرع، تُفحص فيها فصيلة دم المتبرع وبعض الامراض التي تنقل عبر الدم. إلا أن اكياس الدم المتوافرة لم تكن لتسد حاجة المرضى آنذاك، ولذلك عمدت دولة الكويت ممثلة في بنك الدم إلى استيراد الدم من الخارج، إلى أن تحقق الاكتفاء الذاتي عام 1969 حيث بلغ مخزون الدم 7348 كيساً. وقد صاحب هذا الاكتفاء تطوير الفحوصات الطبية المتخذة للمتبرع والدم على حد سواء.

في عام 1970 تم انشاء بنك الدم المركزي في منطقة شرق، مؤلفا من فريق الاطباء، الفنيين، الممرضين والاداريين، كما ضم عددا من الاقسام، بدءا من قسم التبرع، مرورا بأقسام تحديد فصائل الدم تطابق عينات المرضى، الميكروبيولوجي، وانتهاء بقسم الصرف الذي يلبي حاجة المستشفيات من اكياس الدم السليمة.

ومع زيادة عدد سكان دولة الكويت ازدادت الحاجة إلى خدمات صحية متطورة، ما ادى إلى اصدار قرار وزاري بافتتاح بنك الدم المركزي في الجابرية بتاريخ 14/ 2/ 1987 مع اربعة فروع للتبرع بالدم، وذلك لسد حاجة المستشفيات الحكومية والخاصة من الدم المأمون ومشتقاته.

ولضمان المزيد من سلامة اكياس الدم ومع التقدم العلمي الهائل في مجالات فحص الامراض والخدمات المخبرية، تم افتتاح عدد من المختبرات الجديدة ضمن بنك الدم المركزي ممثلة في مختبر التدقيق والترقيم (1999)، مختبر فحص ومطابقة فصائل صفائح الدم (2001)، مختبر فحص فصائل الدم ومضاداتها للحوامل (2003)، مختبر فحص الحمض النووي للفيروسات (2006)، مختبر الفحص الجيني لفصائل الدم (2007)، مختبر تثبيط الميكروبات (2008)، مختبر تحضير عينات المتبرعين (2009)، مختبر فحص الفصائل الثانوية (2010).

ومن جهتها، حرصت ادارة خدمات نقل الدم على مواكبة التطور في بنوك الدم العالمية، فانضمت لعضوية منظمة بنوك الدم الاميركية (AABB) وحظيت باعترافها الدولي عام 1989، كما انضمت الادارة إلى برنامج الجودة العالمي لتقييم الاداء وذلك بالاتفاق مع الكلية الاميركية لاطباء الباثولوجي (CAP) عام 1994 وقد حصلت ادارة خدمات نقل الدم على شهادة تعد افضل بنسبة 10 في المئة من الجهات الاخرى المشاركة في البرنامج اضافة إلى ما سبق حازت ادارة خدمات نقل الدم على الاعتراف الدولي من الكلية الملكية البريطانية لتدريب الاطباء وحصولهم على شهادة M.R.C. path في علوم امراض ونقل الدم. كما يعتبر بنك الدم المركزي مرجعاً دولياً لمنطقة الشرق الاوسط وذلك باعتراف من منظمة الصحة العالمية، إذ تتعامل ادارة خدمات نقل الدم مع الشركات المعترف بها دوليا كادارة الغذاء والادوية الاميركية (FDA) ومنظمة المقاييس الاوروبية (CE Mark).

وفي 19/ 11/ 2009 حققت ادارة خدمات نقل الدم نجاحا كبيرا في الحصول على جائزة الشيخ جابر للجودة كأفضل مركز تقوده امرأة.

كما حصلت ادارة خدمات نقل الدم على جائزة العرب لخدمات نقل الدم الممنوحة من الهيئة العربية لخدمات نقل الدم التابعة لمجلس وزراء الصحة العرب، وقد منحت هذه الجائزة لمديرة ادارة خدمات نقل الدم، وتمنح هذه الجائزة للاشخاص الذين قدموا خدمات متميزة في مجال نقل الدم مرة واحدة كل سنتين، ويتم اختيار الفائزين بالجائزة بناء على ترشيح وزراء الصحة العرب وعقب تقديم تقرير عن الاعمال المتميزة التي قام بها المرشح للجائزة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي