وآخر كلام سمعته كان من مجلس الوزراء الموقر ولا أدري من هو صاحب الفكرة الجهنمية، والمهم أن مجلس الوزراء في بيانه أو تصريحه يحض المواطنين والمواطنات والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات، على استلهام تجربة الغزو وأخذ العبرة والعضة منها! لعل المواطنين يتوبون إلى الله ولا يكررون مأساة الغزو مرة ثانية!
ويا أخي حرام عليكم، لقد قلبتم المنطق والعقل والدنيا بهذا التصريح، وكيف يعتبر الشعب ويتوب من شيء لا ناقة فيه ولا جمل؟ ثم هل تركتم لنا مجالا لنعتبر وأنتم الأخي، وهل المواطن العادي وزيرا للدفاع، أو وزيرا للداخلية، أو حتى يعلم ماذا تخططون له في مجلس الوزراء.
يا أخي، المواطنون اليوم تركوا لكم الجمل بما حمل، وخلا لك الجو فبيضي واصفري، فأنتم الحكومة، وأنتم المجلس، والدنيا لمن غلب، فلسنا الأخي ولسنا في موقع المسؤولية بل أنتم المسؤولون.
لقد بلعنا مرارة الغزو عام تسعين على مضض، ولوكان هناك من يستلهم العبر منا لما سمح بأن تمر هذه التجربة مرور الكرام، وكأنها خسارة المنتخب في كرة القدم، ولكن أصالة الشعب الكويتي وطيبته هي من أعادت الأمور إلى نصابها بعد أن ضاعت الكويت في ساعتين لا غير، ومع ذلك استكثرتم بطولات الشعب الكويتي في الداخل والخارج، وتناسيتم كل شيء! وأخشى يا أخي أنكم تقصدون أن الحكومة ليست مسؤولة إذا ما حدث غزو ثان للكويت! أو أنكم تلمحون إلى أن المعارضة السياسية هي من جلبت الغزو سنة تسعين! واليوم هي تحاول تكرار التجربة!
يا أخي، نحن نعلم أن (الكويت داها في رداها)، وأخشى أن تفعلوا ما فعلتموه بنا في عام تسعين، عندما تركتم المواطنين العزل مذهولين أمام الدبابات العراقية، يتحسرون لا حول لهم ولا قوة، يا أخي إنكم حتى لم تتركوا للجيش أو حتى للشعب فرصة التعبئة أو الانسحاب أو حتى التسليم إذا كنتم مستسلمين.
يا أخي كان العالم كله يعلم بأن العراق سيغزو الكويت، وتسلمت الحكومة الكويتية تقارير رسمية من مصادر كويتية وكونية تؤكد نية العراق غزو الكويت، ولامكم السياسيون، وصاح بكم راعي الغنم، فماذا فعلتم؟
يا أخي لا تعلمونا الوطنية ولا تُحملنا المسؤولية، فقبل غزو عام 90 كان غزو عبدالكريم قاسم في عام 1961، فأين العبرة؟ ثم هجم العراقيون على مركز الصامتة عام 1973، ولم تعتبروا! ثم قامت الحرب العراقية - الإيرانية عام 1980، ولم نر منكم شيئا! ثم فُجرت السفارة الأميركية، وتلاها تفجير المقاهي الشعبية، ووصل الأمر إلى تفجير موكب الأمير جابر الأحمد رحمه الله، ولم تفعلوا شيئا!
وأخيرا توجتم هذه المواعظ والعبر بضياع الكويت عام تسعين!
يا أخي أنا لا ألومكم لأنكم لا تعرفون معنى الغزو، ولم تذوقوا مرارة الاحتلال، وربما الكويت بالنسبة لكم ليست سوى منصب سياسي أو شركة قابضة لا أكثر ولا أقل، ولن تفهموا معناها حتى تفارقوها إلى الأبد مع هبة أي غزو جديد، أما نحن المواطنون فسنبقى لأننا كالنخل نحيا ونموت في أرضنا، فأوصي نفسك ولا توصنا، فإن لم تفهم الدرس، فاسمح لنا بأن ننقذ ما تبقى لنا من الكويت، فنحن ليس لدينا خيار إلا هذا الوطن.
fheadpost@ gmail.com