الجراح والحجيري والحلبي تحدّثوا إلى «الراي»
عرسال على مشارف انفراج أو... انفجار؟
هل تقترب عرسال من حلّ على قاعدة إطلاق المسلحين من «جبهة النصرة» و»داعش» كل العسكريين (من عناصر جيش وقوى امن داخلي) الذين في قبضتهم وخروج المسلحين من البلدة البقاعية ومن الأراضي اللبنانية، ام ان المبادرة التي تعمل عليها «هيئة علماء المسلمين» بإشراف «عن بُعد» من الحكومة اللبنانية وموافقة قيادة الجيش ستصطدم اولاً بانقسام المسلحين الذين خاضوا (ليل الثلاثاء) مواجهات فيما بينهم وثانياً بـ»بنود» أفخاخ قد تطيح بمجمل المسعى لإنهاء المعارك بما يحفظ سيادة لبنان وهيبة مؤسسته العسكرية ويحدّ من الأكلاف العسكرية على الجيش الذي تكبّد منذ يوم السبت 16 شهيداً ونحو 90 جريحاً كما على المدنيين العالقين «بين ناريْن» في عرسال والذين يناهز عددهم 150 الف شخص (120 الف منهم من النازحين السوريين).
وغداة «الهدنة الانسانية» التي تم التوصل اليها وأسفرت عن وقف اطلاق نار لـ 24 ساعة (بين السابعة مساء الثلاثاء والسابعة مساء الاربعاء) بعد إطلاق 3 عناصر امنيين (من اصل 16 محتجزين اضافة الى 22 مفقوداً من الجيش أُعلن ان 19 منهم لدى المسلحين)، ساد الترقب لمعرفة مصير البنود الاخرى من المبادرة التي تتضمن ادخال المساعدات الانسانية والغذائية، ونقل الجرحى الى المستشفيات، وإطلاق دفعة جديدة من العسكريين، لتنطلق مرحلة تثبيت وقف النار والافراج عن جميع المحتجزين من عناصر الجيش وقوى الامن الداخلي، على ان يبدأ بعد ذلك انسحاب المسلحين من غير ابناء البلدة الى خارجها ثم الى داخل الاراضي السورية.
وفي حين صمد الى حد كبير نهار امس وقف اطلاق النار، شخصت الانظار على مساعي هيئة العلماء المسلمين لتسلُّم ستة عسكريين عبر المدعو «ابو مالك» (مسؤول جبهة النصرة في عرسال) فيما كانت قافلات المساعدات الانسانية التي انطلقت الى عرسال تعاني صعوبات في الدخول بعدما تم اعتراضها في بلدة اللبوة المجاورة (الشيعية).
وبدا واضحاً امس تراجُع حضور المسلحين وحواجزهم في شوارع عرسال وسط تقارير افادت ان غالبية مسلحي «جبهة النصرة» انسحبوا من البلدة وانهم دخلوا الاراضي السوري ليبقى مسلحو «داعش»، وهو ما جعل «حبس الأنفاس» يسود حيال آفاق مبادرة المعالجة.
وفيما كان الجيش اللبناني يتعاطى مع الهدنة الانسانية مع مراعاة ألا يساهم الأمر في جعل المسلحين يلتقطون أنفاسهم، برز كلام الشيخ سالم الرافعي الذي كان تعرض لإطلاق نار ليل الاثنين خلال دخوله عرسال في اطار الوساطة مع المسلحين وقد اعلن «ان لدى المسلحين رغبة في اخلاء عرسال، وهم لا يريدون احتلالها، وكل ما يطلبونه وقف النار، ونقل الجرحى، وحسن معاملة الاهالي المدنيين والنازحين السوريين بعد خروجهم من البلدة» (قسم من النازحين هم عائلات المسلحين الذين كانوا يدخلون عرسال لزيارتهم)، كاشفاً ان المسلحين السوريين هم مَن أنقذوه بعد اصابته «وسقط لهم شهيد وجرحى خلال إنقاذي».
وعلى وقع حال الانتظار لما كانت ستحمله الوقائع على الارض، اوضح النائب جمال الجراح (من كتلة الرئيس سعد الحريري)، الذي يلعب دوراً في الوساطة وكان دخل عرسال اول من امس، لـ «الراي» أن الوضع الإنساني في عرسال «صعب جداً جداً سواء على مستوى التغذية، الجرحى والطبابة، الشهداء الذين سقطوا، أو على مستوى الدمار الذي حصل»، قائلا: «الأكل مفقود وكذلك الأدوية. الجرحى بالعشرات وما من أحد لمداواتهم. الوضع مأسوي بكل معنى الكلمة».
واذ أمل «نتئاج طيبة» من زيارة وفد هيئة العلماء امس الى عرسال لاستكمال المعالجة بالقضايا الإنسانية ومحاولة الإفراج عن عدد من المحتجزين من القوى الأمنية، لفت إلى أن وقف إطلاق النار الذي تم أول من أمس «جاء بناء على طلبنا، لتسهيل تحركنا في المفاوضات وإدخال بعض المواد الطبية والغذائية إلى الأهالي المحاصرين».
وتحدث عن «أخبار شبه مؤكدة بأن «حزب الله» تدخّل بالرصاص والقصف لمنع المفاوضات وإفشال المبادرة، وهو استعمل كل ما يمكن لهذه الغاية»، متداركا: «إلا أن الجهود مستمرة إن شاء الله، وآمل أن نصل إلى نتائج طيبة».
بدوره رئيس بلدية عرسال علي الحجيري توقع في اتصال مع «الراي» عدم نجاح وساطة هيئة العلماء المسلمين، قائلا: «الأمور أكبر منا، فهذه مسألة دول ونحن ضعفاء كدولة وشعب في لبنان». ولفت إلى أن الوضع الأمني في عرسال «على حاله»، مشيرا إلى «أننا نخسر الجيش والمدنيين من أهالي عرسال والنازحين السوريين». وأكد «أن «حزب الله» يستغل المعارك للقصف يومياً على عرسال، والحزب سعيد بهذه الفرصة لأن مخططه منذ ثلاث سنوات وحتى الآن هو ضرب البلدة».
من جانبه الدكتور نبيل الحلبي، أحد أعضاء وفد هيئة العلماء المسلمين الذين قصدوا البلدة وتعرضوا لإعتداء، أكد لـ «الراي» أن «الوضع الإنساني في عرسال سيء لدرجة تفوق الوصف»، قائلا: «عندما خرجت من عرسال وبرفقتي المفرج عنهم من القوى الأمنية، بدأ القصف على مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال التي تأوي نساء وأطفال وقد تم مسحها عن الخريطة. والمشكلة أن وسائل الإعلام غير موجودة في عرسال وما من خدمة إنترنت بسبب عطل في أعمدة الإرسال، لذا لا يتم نقل الصورة إلى الخارج»، آملا «دخول وسائل الإعلام إلى البلدة، لأن مجازر رهيبة جداً وقعت فيها إذ تم استخدام القوة العسكــــــرية دون الأخذ في الإعتبار وجود مربعات سكنية مدنية ومخيمات».
وأضاف: «المشكلة أن ليس الجيش فقط هو من يقوم بالقصف، فإن طــــرفا ثالثا يستغل توقف الجيش عن إطلاق النار ليقوم بقصف الأماكن السكنية بشكل عنيف جدا»، موضحا «مؤخرا نقلنا العائلات إلى مسجـــــد في عرسال فــــــتم قصـــــــفه وسقطت ثلاث نساء وطفل يبلغ من العمر أشهراً».
من جهة أخرى، أشار إلى «أننا اطمأنينا على المحتجزين من العسكريين والقوى الأمنية، وكان هناك قابلية لدى أبو مالك قائد المجموعة في عرسال الذي استلم مهماته حديثا، وهو الشخص نفسه الذي قام بصفقة الإفراج عن الراهبات (راهبات معلولا). فهو كان مرناً جداً معنا وقال لنا «إننا نريد الإنسحاب ولا نريد بقاء العسكريين معنا، خذوهم». وهو سلمنا العسكريين الثلاثة دون مقابل، فقط إجلاء المدنيين وإدخال المساعدات ووقف إطلاق النار للإنسحاب. وهو قال لي ان «هذه المجموعة الغوغائية التي دخلت عرسال أساءت لنا جداً لأن عرسال حاضنة لأعراضنا» (في إشارة منه إلى النازحين)».
مجلس الأمن يدعم الجيش اللبناني في قتاله ضد الإرهاب في عرسال
دان مجلس الامن «هجمات الجماعات المتطرفة العنيفة على القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي في منطقة عرسال بلبنان».
واعلن مجلس الأمن في بيان صحافي أصدره وتلاه رئيسه للشهر الجاري المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة السفير مارك ليال غرانت «أن الأعضاء الـ 15 أكدوا دعمهم للجهود التي تبذلها القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي في قتالها ضد الإرهاب ومنع محاولات تقويض استقرار لبنان، مكررين الحاجة الى تعزيز الجهود الرامية الى بناء قدرات القوات الأمنية اللبنانية للتصدي للإرهاب والتعامل مع التحديات الأمنية الأخرى».
وغداة «الهدنة الانسانية» التي تم التوصل اليها وأسفرت عن وقف اطلاق نار لـ 24 ساعة (بين السابعة مساء الثلاثاء والسابعة مساء الاربعاء) بعد إطلاق 3 عناصر امنيين (من اصل 16 محتجزين اضافة الى 22 مفقوداً من الجيش أُعلن ان 19 منهم لدى المسلحين)، ساد الترقب لمعرفة مصير البنود الاخرى من المبادرة التي تتضمن ادخال المساعدات الانسانية والغذائية، ونقل الجرحى الى المستشفيات، وإطلاق دفعة جديدة من العسكريين، لتنطلق مرحلة تثبيت وقف النار والافراج عن جميع المحتجزين من عناصر الجيش وقوى الامن الداخلي، على ان يبدأ بعد ذلك انسحاب المسلحين من غير ابناء البلدة الى خارجها ثم الى داخل الاراضي السورية.
وفي حين صمد الى حد كبير نهار امس وقف اطلاق النار، شخصت الانظار على مساعي هيئة العلماء المسلمين لتسلُّم ستة عسكريين عبر المدعو «ابو مالك» (مسؤول جبهة النصرة في عرسال) فيما كانت قافلات المساعدات الانسانية التي انطلقت الى عرسال تعاني صعوبات في الدخول بعدما تم اعتراضها في بلدة اللبوة المجاورة (الشيعية).
وبدا واضحاً امس تراجُع حضور المسلحين وحواجزهم في شوارع عرسال وسط تقارير افادت ان غالبية مسلحي «جبهة النصرة» انسحبوا من البلدة وانهم دخلوا الاراضي السوري ليبقى مسلحو «داعش»، وهو ما جعل «حبس الأنفاس» يسود حيال آفاق مبادرة المعالجة.
وفيما كان الجيش اللبناني يتعاطى مع الهدنة الانسانية مع مراعاة ألا يساهم الأمر في جعل المسلحين يلتقطون أنفاسهم، برز كلام الشيخ سالم الرافعي الذي كان تعرض لإطلاق نار ليل الاثنين خلال دخوله عرسال في اطار الوساطة مع المسلحين وقد اعلن «ان لدى المسلحين رغبة في اخلاء عرسال، وهم لا يريدون احتلالها، وكل ما يطلبونه وقف النار، ونقل الجرحى، وحسن معاملة الاهالي المدنيين والنازحين السوريين بعد خروجهم من البلدة» (قسم من النازحين هم عائلات المسلحين الذين كانوا يدخلون عرسال لزيارتهم)، كاشفاً ان المسلحين السوريين هم مَن أنقذوه بعد اصابته «وسقط لهم شهيد وجرحى خلال إنقاذي».
وعلى وقع حال الانتظار لما كانت ستحمله الوقائع على الارض، اوضح النائب جمال الجراح (من كتلة الرئيس سعد الحريري)، الذي يلعب دوراً في الوساطة وكان دخل عرسال اول من امس، لـ «الراي» أن الوضع الإنساني في عرسال «صعب جداً جداً سواء على مستوى التغذية، الجرحى والطبابة، الشهداء الذين سقطوا، أو على مستوى الدمار الذي حصل»، قائلا: «الأكل مفقود وكذلك الأدوية. الجرحى بالعشرات وما من أحد لمداواتهم. الوضع مأسوي بكل معنى الكلمة».
واذ أمل «نتئاج طيبة» من زيارة وفد هيئة العلماء امس الى عرسال لاستكمال المعالجة بالقضايا الإنسانية ومحاولة الإفراج عن عدد من المحتجزين من القوى الأمنية، لفت إلى أن وقف إطلاق النار الذي تم أول من أمس «جاء بناء على طلبنا، لتسهيل تحركنا في المفاوضات وإدخال بعض المواد الطبية والغذائية إلى الأهالي المحاصرين».
وتحدث عن «أخبار شبه مؤكدة بأن «حزب الله» تدخّل بالرصاص والقصف لمنع المفاوضات وإفشال المبادرة، وهو استعمل كل ما يمكن لهذه الغاية»، متداركا: «إلا أن الجهود مستمرة إن شاء الله، وآمل أن نصل إلى نتائج طيبة».
بدوره رئيس بلدية عرسال علي الحجيري توقع في اتصال مع «الراي» عدم نجاح وساطة هيئة العلماء المسلمين، قائلا: «الأمور أكبر منا، فهذه مسألة دول ونحن ضعفاء كدولة وشعب في لبنان». ولفت إلى أن الوضع الأمني في عرسال «على حاله»، مشيرا إلى «أننا نخسر الجيش والمدنيين من أهالي عرسال والنازحين السوريين». وأكد «أن «حزب الله» يستغل المعارك للقصف يومياً على عرسال، والحزب سعيد بهذه الفرصة لأن مخططه منذ ثلاث سنوات وحتى الآن هو ضرب البلدة».
من جانبه الدكتور نبيل الحلبي، أحد أعضاء وفد هيئة العلماء المسلمين الذين قصدوا البلدة وتعرضوا لإعتداء، أكد لـ «الراي» أن «الوضع الإنساني في عرسال سيء لدرجة تفوق الوصف»، قائلا: «عندما خرجت من عرسال وبرفقتي المفرج عنهم من القوى الأمنية، بدأ القصف على مخيمات اللاجئين السوريين في عرسال التي تأوي نساء وأطفال وقد تم مسحها عن الخريطة. والمشكلة أن وسائل الإعلام غير موجودة في عرسال وما من خدمة إنترنت بسبب عطل في أعمدة الإرسال، لذا لا يتم نقل الصورة إلى الخارج»، آملا «دخول وسائل الإعلام إلى البلدة، لأن مجازر رهيبة جداً وقعت فيها إذ تم استخدام القوة العسكــــــرية دون الأخذ في الإعتبار وجود مربعات سكنية مدنية ومخيمات».
وأضاف: «المشكلة أن ليس الجيش فقط هو من يقوم بالقصف، فإن طــــرفا ثالثا يستغل توقف الجيش عن إطلاق النار ليقوم بقصف الأماكن السكنية بشكل عنيف جدا»، موضحا «مؤخرا نقلنا العائلات إلى مسجـــــد في عرسال فــــــتم قصـــــــفه وسقطت ثلاث نساء وطفل يبلغ من العمر أشهراً».
من جهة أخرى، أشار إلى «أننا اطمأنينا على المحتجزين من العسكريين والقوى الأمنية، وكان هناك قابلية لدى أبو مالك قائد المجموعة في عرسال الذي استلم مهماته حديثا، وهو الشخص نفسه الذي قام بصفقة الإفراج عن الراهبات (راهبات معلولا). فهو كان مرناً جداً معنا وقال لنا «إننا نريد الإنسحاب ولا نريد بقاء العسكريين معنا، خذوهم». وهو سلمنا العسكريين الثلاثة دون مقابل، فقط إجلاء المدنيين وإدخال المساعدات ووقف إطلاق النار للإنسحاب. وهو قال لي ان «هذه المجموعة الغوغائية التي دخلت عرسال أساءت لنا جداً لأن عرسال حاضنة لأعراضنا» (في إشارة منه إلى النازحين)».
مجلس الأمن يدعم الجيش اللبناني في قتاله ضد الإرهاب في عرسال
دان مجلس الامن «هجمات الجماعات المتطرفة العنيفة على القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي في منطقة عرسال بلبنان».
واعلن مجلس الأمن في بيان صحافي أصدره وتلاه رئيسه للشهر الجاري المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة السفير مارك ليال غرانت «أن الأعضاء الـ 15 أكدوا دعمهم للجهود التي تبذلها القوات المسلحة اللبنانية وقوى الأمن الداخلي في قتالها ضد الإرهاب ومنع محاولات تقويض استقرار لبنان، مكررين الحاجة الى تعزيز الجهود الرامية الى بناء قدرات القوات الأمنية اللبنانية للتصدي للإرهاب والتعامل مع التحديات الأمنية الأخرى».