10 قتلى من الجيش اللبناني وخطْف 23 عسكرياً ورجل أمن

عرسال اللبنانية على «خط نار» القلمون السورية

u0648u0627u0644u062fu0629 u0627u0644u062cu0646u062fu064a u0627u0644u0644u0628u0646u0627u0646u064a u0645u062du0645u062f u0639u0644u064a u0627u0644u0639u062cu064au0644 u0627u0644u0630u064a u0633u0642u0637 u0641u064a u0639u0631u0633u0627u0644 u062au0631u0641u0639 u0635u0648u0631u0629 u0639u0627u0626u0644u064au0629 u062au0636u0645u0647 u0645u0639 u0623u0633u0631u062au0647 u062eu0644u0627u0644 u0645u0623u062au0645u0647 u0641u064a u0639u0643u0627u0631  (u0631u0648u064au062au0631u0632)
والدة الجندي اللبناني محمد علي العجيل الذي سقط في عرسال ترفع صورة عائلية تضمه مع أسرته خلال مأتمه في عكار (رويترز)
تصغير
تكبير
بدا لبنان أمس، كأنه فتح صفحة جديدة مفصلية من صفحات صراعه الطويل مع انعكاسات الأزمة السورية وارتدادات التطورات العراقية الأخيرة عليه، بحيث شكلت المواجهة التي انفجرت بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة سورية ومختلطة يوم السبت في جرود عرسال البقاعية نقطة انطلاق لحقبة محفوفة بشتى الأخطار الأمنية والتداعيات على الاستقرار اللبناني.

وقفزت عرسال (المؤيدة للثورة السورية) من الخريطة الجغرافية للبقاع الشمالي إلى قلب المشهد اللبناني بعدما تحوّلت بقعة توتر غير مسبوق وضعت لبنان للمرة الاولى «وجهاً لوجه» أمام «كرة النار» السورية التي وجد نفسه في قلبها مع دخول الجيش في مواجهة ضارية مع الإرهاب عقب توقيف أحد قادة «جبهة النصرة» في القلمون عماد احمد جمعة (أعلن مبايعته «داعش» قبل أيام)، وهي المواجهة التي شكّلت واحدة من تداعيات المعارك الطاحنة الدائرة في جرود القلمون بين الجيش السوري و«حزب الله» وبين مقاتلي المعارضة السورية.


ورغم ان المواجهات العسكرية بين الجيش اللبناني والمسلحين المنتمين إلى «جبهة النصرة» و«داعش» في جرود عرسال ومحيطها تحصل على بُعد 130 كيلومتراً من بيروت في اتجاه الشرق وعلى علو يصل إلى 1895 متراً عن سطح البحر، فان أصداء المعارك التي سقط فيها ما لا يقل عن عشرة شهداء من الجيش اللبناني في موازاة خطف 13 آخرين واحتجاز 20 من عناصر قوى الامن الداخلي، حضرت بقوة في العاصمة اللبنانية التي «حبست أنفاسها» امام حساسية الوضع في تلك البلدة النائية التي تحتل نحو 5 في المئة من مساحة لبنان (نحو 400 كيلومتر مربع) وتُعتبر «جزيرة سنية» في محيط شيعي، وتلعب دوراً استراتيجياً في موقعها الجغرافي الذي يضعها على تماس مع الصراع السوري الذي ترتبط بـه عبر جرودها بحدود امتداد 55 كيلومتراً مترامية من محافظة ريف دمشق إلى محافظة حمص.

واستدعت هذه التطورات الامنية استنفاراً سياسياً سيعبّر عن نفسه اليوم بالاجتماع الطارئ لمجلس الوزراء وسط إجماع على دعم الجيش من مختلف القوى والأطراف ولو باختلاف المنطلقات من دون ان يحجب ذلك القلق المتصاعد من عودة الانقسامات في ظل التداخل القوي بين واقع استباحة عرسال وتحميل قوى لبنانية أساسية لحزب الله مسؤولية استدراج الجماعات المتطرفة إلى الداخل اللبناني، علماً ان «تيار المستقبل» (بقيادة الرئيس سعد الحريري) أصدر بياناً مهماً مساء السبت عن الأحداث الجارية داعماً الجيش بكل قوة، ورافضاً تبرير اي انتهاك للسيادة اللبنانية وأمن لبنان من جانب أي طرف سوري بحجة تورط حزب الله في الحرب السورية.

وبرزت امس زيارة السفير الاميركي ديفيد هيل لقائد الجيش العماد جان قهوجي مبلغاً اياه دعم واشنطن الكامل للمؤسسة العسكرية في حربها ضد الارهاب، وذلك غداة بيان قيادة الجيش الذي لفت إلى «ان ما جرى ويجري في عرسال هو أخطر ما تعرض له لبنان واللبنانيون، لانه اظهر بكل وضوح أن هناك من يعد ويحضر لاستهداف لبنان ويخطط منذ مدة للنيل من الجيش اللبناني ومن عرسال»، مؤكداً «ان الجيش لن يسمح لاي طرف ان ينقل المعركة من سورية إلى أرضه».

وفي مؤتمر صحافي نادر، أطلّ قائد الجيش معلناً انه سقط للجيش في معارك عرسال 10 شهداء و25 جريحاً بينهم 4 ضباط اضافة الى 13 جندياً كانوا في مركز الحصن وهم في عداد المفقودين وربما كانوا أسرى.

وأعلن العماد قهوجي ان الموقوف جمعة هو من أخطر المطلوبين واعترف بأنه كان يقوم بجولة استطلاع لوضع اللمسات الاخيرة على عملية واسعة على مراكز الجيش في المواقع المتقدمة في منطقة عرسال، ومضيفاً: «ليس صحيحاً أن ما حصل كانت صدفة بل كان محضراً سلفاً بانتظار الوقت المناسب بدليل سرعة هجوم المسلحين التكفيريين على مراكز الجيش واقتحام بعضها».

وذكّر بـ «أن الجيش هو أول من نادى بضرورة معالجة الوضع الأمني للنازحين السوريين»، وقال: «ان العناصر المسلحة تكفيرية وتضم جنسيات مختلفة بالتنسيق مع ناس مزروعين في مخيمات اللاجئين، وأمام هذا الخطر نحن كجيش نؤكد أننا جاهزون لصد هذه المجموعات ومن يسعى لإدخال لبنان بالحرب السورية ولن نسمح لأحد بنقل الحرب إلى لبنان وتكرار مشهد الحدود العراقية - السورية، ومن الضرورة التركيز على وضع النازحين كي لا تكون بؤراً للإرهاب».

وحذّر من ان «أي تفلّت في أي منطقة لبنانية ينذر بخطورة كبيرة لأنه يصبح عرضة للانتشار وندعو المسؤولين السياسيين للتنبه لما يرسم للبنان».

وفي هذه الاثناء، كشفت معلومات ان رئيس الحكومة تمام سلام كان يعمل على تهدئة في عرسال على قاعدة خروج المسلحين من البلدة والافراج عن العناصر الامنية المحتجزة واخراج الجرحى.

وتحت هذا السقف واصل الجيش اللبناني عملية عسكرية في جرود عرسال، حيث استقدم تعزيزات وركّز على الثقل المدفعي لقصف مواقع المسلحين الذين كانوا نجحوا في الاستيلاء على بعض مراكزه، في حين برز سقوط 7 من النازحين السوريين و3 من أبناء عرسال في قصف أكد نائب رئيس البلدية احمد فليطي لـ «الراي» انه استهدف مراكز للنازحين في مناطق ينتشر فيها الجيش اللبناني عند أطراف عرسال ومنازل لأهالي البلدة داخلها، وداعياً الجيش إلى توضيح مَن يقوم بهذا القصف.

واشار مصدر عسكري لبناني إلى ان الغالبية العظمى من المسلحين الذين اشتبكوا مع الجيش في عرسال خرجت من مخيمات النازحين، فيما نُقل عن مصادر أمنية «ان الموقوف عماد جمعة هو المسؤول عن لواء (فجر الاسلام) الذي بايع داعش قبل ايام وكان يقوم بمهمة استطلاعية تمهيدا للقيام بعمليات ارهابية تستهدف نقاطاً عسكرية للجيش في عرسال».

وفي موازاة ذلك، ووسط حركة نزوح كثيفة بدأت من داخل عرسال، بقيت الانظار شاخصة على مصير نحو 20 عنصراً من قوى الامن الداخلي محتجزين «في ضيافة» الشيخ مصطفى الحجيري داخل عرسال وتحديداً في منزله بعدما كانوا داخل فصيلة درك عرسال حين اقتحمها المسلّحون يوم السبت ولم يسمحوا بإخراج العناصر الا بعد تعهُّد الحجيري بان يبقوا لديه في محاولة لمقايضتهم بإطلاق جمعة.

وقد اوضح الحجيري «ان العناصر الأمنية ضيوف وعندما تتحسن الظروف سنسلمهم إلى أهاليهم، وأنا مهدد من جماعة عماد جمعة».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي