«شيّاب» يسبحون في فضاء الـ (Social Media)

u0639u062cu0648u0632 u062cu0627u0644u0633u0627u064b u0623u0645u0627u0645 u0627u0644u0643u0645u0628u064au0648u062au0631
عجوز جالساً أمام الكمبيوتر
تصغير
تكبير
• حسن العلي: استخدام كبار السن لوسائل التواصل الاجتماعي أمر مفيد جدا في تنمية ثقافتهم

• علي مهدي: أتابع السياسة عبر «تويتر» ولكنه ليس بديلاً عن الديوانية

• خليل كمال: ضعف التواصل الحقيقي بين الناس سبب رئيس في اتجاه كبار السن إلى مثل هذه التقنيات

• جعفر الموسوي: مع الناس حالنا حالهم ولنستفيد من كل ما تقدمه هذه الوسائل لنا

• عبدالله الطيّار: توقفت عن استخدام «تويتر» و«الانستغرام» بسبب الجو السلبي الموجود فيهما

• عبدالرضا دشتي: كبار السن هم الافضل في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي
لم يعد عالم التواصل الاجتماعي الـ Social Media مقتصرا على الفئة الشبابية فحسب، بل غدا اليوم محل اهتمام حتى من قبل كبار السن، ممن قد تتجاوز أعمارهم السبعين عاماً، فتجدهم منهمكين كما ينهمك شباب اليوم لساعات طويلة وهم يبحرون في عالم تويتر والواتس أب وغيرهما من الوسائل الاخرى، في صورة ملفتة للانتباه تعكس مدى تأثر هذه الفئة العمرية بالتواصل الاجتماعي المفتوح في عالم القرية الصغيرة.

في الدواوين والمقاهي القديمة يلفت انتباهك مسن قد بلغ من الكبر عتيّاً، صامت، شارد الذهن، يسبح في فضاء عالم آخر، وهو ممسك بأحد الاجهزة الحديثة، يُقلِّبُ صفحات البرامج المختلفة، متنقلاً بين مختلف المواضيع في تويتر والانستغرام وأخواتهما، وهو بين هذه التقلبات يكتفي عادة بقراءة الرسائل التي ترد إليه دون التعليق أو التفاعل معها إلا فيما ندر، كأنه يتخذ دور مراقب استحثه الفضول إلى الغوص في أعماق عالم ذي روح شبابية.


استخدام كبار السن لوسائل التواصل الاجتماعي لم يعد مقتصرا على حالات فردية فحسب، بل بدأ ينتشر انتشارا كبيرا بين هذه الفئة العمرية، فما أسباب هذا الانتشار؟ وما طبيعة تعاملهم مع مثل هذه الوسائل؟ وهل يجد البعض حرجاً في استخدامها؟

هذه الاسئلة وغيرها وجهتها «الراي» لمجموعة من مستخدمي التقنيات الحديثة من كبار السن وغيرهم فكانت الآراء التالية:

يرى حسن العلي (70 عاما) والذي يملك هاتف «آي فون 5»، أن استخدام كبار السن لوسائل التواصل الاجتماعي أمر مفيد جدا، خصوصا في تنمية ثقافتهم ومتابعة ما يستجد في الحياة على مختلف الاصعدة، وهو أيضا محاولة منهم للهروب من العزلة التي قد تواجههم، كون الحياة أصبحت اليوم مادية بشكل كبير، ومن الصعب أن تجد أحدا يهتم بصدق في الآخرين.

ويضيف بقوله: إلا أن لمثل هذه الظاهرة سلبياتها، فكبار السن الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي يحضرون إلى الدواوين، لكن أذهانهم في الواقع خارج منطقة التغطية، فهي شاردة مع هذه الوسائل بعيدا عن أجواء الديوانية، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن وسائل التواصل الاجتماعي غزت الدواوين، وقللت من دورها في عملية التواصل بين الناس «تأتي إلى الديوانية فتجدها ممتلئة بالناس لكنك لا تسمع حسيسا لهم، فهم منشغلون في تويتر والواتس أب وغيرهما من البرامج»، ملاحظاً أن من المفترض أن يكف الناس عن استخدام مثل هذه الوسائل أثناء تواجدهم في الديوانية، لأن الديوانية هي وسيلة التواصل الحقيقية المتجددة للناس على مر الازمنة.

ويتابع «بالنسبة لي، لا أستخدم جهاز الآي فون سوى في عمليات الاتصال الهاتفي، رغم أنني فكرت كثيرا في دخول عالم وسائل التواصل الاجتماعي، لكن لم أجد حاجة لها، فإذا ما أردت شيئا مهما متعلقاً بالتكنولوجيا، أستفسر من أبنائي عنه لمعرفته».

بدوره، يشير علي مهدي (69 عاماً) إلى أنه يهتم دائما بمتابعة الاخبار السياسية عبر تويتر، والحرص على معرفة الرأي العام للمجتمع في مختلف القضايا المطروحة، مبيناً أن تويتر لا يغني عن الديوانية التي دائما ما يحرص على التواجد فيها للقاء الاهل والاصحاب.

ويتساءل مهدي: من قال ان تويتر لا يصلح لكبار السن؟ موضحاً أن «التكنولوجيا أوجدها الانسان لخدمة جميع البشر، فالكل له الحق في اقتنائها واستخدامها، لكن يبقى أن يلتزم الجميع حدوداً معينة في التعامل معها».

من جهته، يقول خليل كمال (63 عاما) ان ليس من المستغرب أن نجد وبشكل ملحوظ ذلك الاهتمام الشديد من قبل كبار السن في دخول عالم وسائل التواصل الاجتماعي المختلفة في أيامنا هذه، لاسيما في ظل وجود ضعف في التواصل الحقيقي بين الناس في حياتنا اليومية، حيث يلجأ المرء إلى مثل هذه الوسائل ليسد هذه الفجوة في عالم علاقاتنا الاجتماعية، فكبار السن فئة عمرية قد لا تحظى أحيانا بتواصل دائم مع الآخرين، فلا بدا من استخدام مثل هذه الوسائل والتواصل بشكل فعال، مشيرا في الوقت عينه إلى أن دخول كبار السن إلى هذا العالم لاحرج فيه، فكبار السن يتأثرون ويؤثرون بالمتغيرات في عالم التكنولوجيا في حدود الاستفادة منها.

ويبين كمال بقوله: حتى وإن اجتمع الناس وجها لوجه فإن هذا لا يمنع كبار السن من الانشغال بوسائل التواصل الاجتماعية، كون التواصل الالكتروني بات مسألة تشغل أذهاننا طوال ساعات اليوم، وهذا الانشغال الكبير باستخدامها يقلل من شأن مثل هذه التجمعات خصوصا وإن كان الكل منهمكا في هاتفه مبحرا في عالم التواصل.

وحول وسائل التواصل الاجتماعي التي يستخدمها يقول كمال: دائما ما أستخدم الفايبر والواتس أب للتواصل مع الزملاء والاهل، وقد تجنبت مؤخرا استخدام تويتر، ابتعادا عن «الكلام الزائد!».

ويرى كمال أنه لا توجد هناك صعوبة في استخدام مثل هذه الوسائل، ولا يوجد ثمة إحراج بالنسبة لكبار السن في تكوين صداقات جديدة من خلال هذه الوسائل، لكن يبقى أن تكون هذه الصداقات ضمن الفئة العمرية نفسها.

«مع الناس حالنا حالهم، ولنستفيد من كل ما تقدمه هذه الوسائل لنا»، بهذه الجملة يعبر جعفر الموسوي (50 عاما) عن سبب استخدامه لوسائل التواصل الاجتماعي، مضيفا بقوله: أصبح من الضروري البقاء على اتصال دائم مع مستجدات الحياة من أخبار ومعلومات في مختلف المجالات، والدخول على الروابط المفيدة التي تحتوي على المعلومات القيمة التي من شأنها تنمية ثقافة المرء، فالتعلم ليس مقتصرا فقط على الصغار، بل أيضا بإمكان كبار السن الاستفادة من هذه الوسائل واكتساب العلم منها، وهذا هو المقصد العام للاهتمام بمثل هذه التقنيات، علاوة على رغبة البعض من كبار السن إلى الابتعاد عن دائرة العزلة وسد وقت فراغهم بما يعود عليهم بمردود إيجابي.

ويرى الموسوي أن انكباب كبار السن على هذه الوسائل أدى إلى تراجع قيمة الديوانية التي لا تحلو إلا بهم، فاليوم بتنا نراهم منشغلين بهواتفهم، كذاك الانشغال الذي يبديه الكثير من شباب هذا الجيل، إلى درجة أن هذه الوسائل قد تلهيهم عن ذكر الله والتسويف في الصلاة.

من جانبه، يقول عبدالله عبدالكريم الطيّار (65 عاما): سرعة التواصل وسهولته تمثل العامل الاهم في جذب أي فئة عمرية إلى استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وربما أجبر البعض على استخدامها نظرا لتوجه الكثيرين نحوها وبالتالي لا مناص من التواصل مع الآخرين في قنوات التواصل التي دخلت مؤخرا في حياتنا، لا سيما إذا أخذنا بعين الاعتبار تلك الفجوة وجفاف العلاقات بين الناس، ورغم أن هذه الوسائل قد قربت البعيد، فإنها أيضا بعدت القريب وأصبح الاخوة ينقطعون عن التواصل فيما بينهم لسنوات ويكتفون بتبادل رسائل جافة عبر الوسائط التقنية المختلفة، وحتى في البيت الواحد أصبح الجميع منشغلين في أجهزتهم كٌلٌّ له عالمه الخاص، بعيدين كل البعد عن أهلهم الذين يعيشون معهم.

ويعتقد الطيّار أن مسألة دخول عالم التواصل الاجتماعي لا تعتمد على سن معينة، فالعلم يُطلب من المهد إلى اللحد فهو ليس مقتصرا على فئات عمرية معينة، مبينا أن دخول هذا العالم يعتمد على الشخص نفسه ومدى قابليته للتواصل مع الناس، فالمسألة هي مسألة نابعة من حب التواصل مع الآخرين.

ويتابع بقوله: شخصيا أفضل استخدام الواتس أب، ومحرك البحث غوغل، رغم أنني كنت استخدم تويتر والانستغرام في السابق، لكنني الآن قطعت علاقتي معهما، لأن المواضيع المطروحة والجو العام أصبح سلبيا ويؤثر على نفسيتي، مما سبب لي ولغيري نفوراً منهما، مبينا أنه في الغالب ما يحرص على دخول المواقع الطبية للتعرف على أهم الارشادات الصحية والادوية، بالاضافة إلى معرفة حركة البورصة، وحجز تذاكر السفر، والتواصل العملي مع الآخرين سواء في الكويت أو خارجها.

وينصح الطيّار أبناء جيله باستخدام وسائل التواصل الاجتماعي على ألا تشغل الحيز الاكبر من وقتهم، وتكون في فترات محددة وللاستفادة فقط.

من جهته، يؤكد عبدالرضا دشتي (45 عاما) أن كبار السن هم الافضل في استخدام وسائل التواصل الاجتماعي مقارنة مع غيرهم من الفئات العمرية، فهم يعرفون ما احتياجاتهم منها لأنهم يدركون قيمة الوقت الذي يقضونه فيها وبالتالي دائما ما تجدهم يبتعدون عن الاستخدام العشوائي الذي نجده لدى الكثيرين فيتجهون فورا نحو ما يريدون من موضوع أو خبر معين بطريقة مباشرة.

ويضيف قائلاً: كما يتميز كبار السن بقدرتهم على التحكم في استخدام مثل هذه الوسائل بعكس الشباب الذين تسيطر عليهم – في الغالب – مثل هذه التقنيات وتتحكم فيهم على مستويات مختلفة، حتى أصبحت التقنية اليوم سبباً رئيساً في الكوارث الانسانية لاسيما في حوادث السير وغيرها، وبالتالي من الافضل أن يقتدي الشباب بكبار السن حتى في استخدامهم لمثل هذه الوسائل، مبتعدين عن حالة العشوائية والفوضى وضياع الهدف.

ويردف قائلاً: من الجميل أن نجد مختلف الفئات العمرية متواصلة عبر الـ Social Media، لاسيما كبار السن لأنهم أساس الماضي الذي نبني عليه الحاضر وهم بلا شك لهم دور في مساعدة أبناء هذا الجيل على بناء المستقبل، فوجودهم ضروري في مختلف مجالات الحياة.

وحول إمكانية تكوين صداقات جديدة في وسائل التواصل يقول دشتي: دائما ما تكون هناك فجوة على مستوى النضج والموضوعات المطروحة فيما لو تم التواصل بين فئات عمرية مختلفة، فمن الصعب أن تتلاقى اهتمامات كبار السن مع اهتمامات الشباب أو فئات عمرية أصغر منهم إلا فيما ندر، وبالنسبة لي فقد تمكنت من تكوين صداقات مع فئات عمرية مختلفة ومن دول متعددة، وكنت سعيداً بذلك، فلا يمنع من أن تجد أفكارا إيجابية تطرح في هذه الوسائط من قبل فئات عمرية أصغر منك يستفيد منها الجميع.

ويردف قائلاً: بشكل عام على من يرغب أن يدخل عالم التواصل الاجتماعي يجب أن يحمل وعياً خاصاً في طبيعة استخدام هذه التقنيات، ولا بأس بأن تكون هناك دورات تدريبية متخصصة في هذا الشأن، تركز على أهمية الاستقبال الصحيح للمعلومات المطروحة والمناقشة الراقية للمواضيع الجدلية، والابتعاد عن استخدامها في الاوقات غير المناسبة لاسيما وقت قيادة السيارة.

من جانبه، يؤيد عبدالله قاسم (35 عاما) مواكبة كبار السن للتقنيات الحديثة واستخدامها في التواصل مع الآخرين، «شيء طيب أن تجدهم متواصلين مع مختلف الفئات العمرية». مبيناً أن هذه الفئة العمرية ليست بحاجة إلى مراقبة في طبيعة استخدامها لهذه الوسائل بعكس الشباب.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي