«ما وضعت جدولاً للأغنيات إلاّ وتمت شقلبته»

كاظم الساهر أشعل «بيت الدين»... وجنّن الصبايا... ورفع علم لبنان

تصغير
تكبير
لم نصدق ونحن نباشر الانعطاف يميناً، عن أوتوستراد صيدا، لأخذ طريق الجبل باتجاه بيت الدين، أن الزحام الخانق يمتد من هذه النقطة حتى المدينة الأعرق التي تحتضن عاماً بعد عام واحداً من أهم المهرجانات الصيفية الفنية اللبنانية، وإذا بنا نمضي ما يقارب الساعتين لبلوغ بيت الدين، وهي مسافة لا تحتاج غالباً لأكثر من 20 دقيقة، لكنه كاظم الساهر الذي ينجح في استقطاب مئات الجميلات إلى حفلاته أينما أقيمت (له حفلتان في إهدن 8 و9 الجاري) مع نسبة قليلة من الشباب والرجال وغالباً ما يرافق الواحد منهم عدداً غير ثابت من الصبايا والنساء.

من حظنا أننا انطلقنا باكراً من بيروت، ووصلنا متأخرين 25 دقيقة لتتلاحق المجموعات بعدنا وتلحق ما تستطيعه من الحفل الذي لم يتأثر بقضية الازدحام الخانق وانطلق عند التاسعة والنصف ليختتم قبل منتصف الليل بخمس دقائق، تاركاً أثراً طيباً وعميقاً لا ينسى في أذهان وقلوب الحضور، إضافة إلى تحية خاصة وجّهها إلى الذين اختاروا متابعة الحفل من بعد، من المنازل المحيطة بقصر بيت الدين، وبعض المقاهي الشعبية المطلة على باحة القصر الرئيسية، وقال لهم: أحبكم كما أحب الجالسين أمامي على المقاعد.


الرجال في معظمهم جالسون على مقاعدهم ينفعلون ويتفاعلون بطرق مختلفة، أما من «أكلوا الجو» فهم الصبايا والنساء نادراً ما استقررت على مقاعدهن، بعضهن أمضين وقت الحفل واقفات مصفّقات راقصات ملوّحات بالشالات أو بملابس صوفية تقيهن لسع الهواء الجبلي البارد والمصحوب غالباً برذاذ خفيف من الندى، ولم تكف بعضهن عن مناداة القيصر: كاظم بحبك، وكلما باشرت الفرقة الموسيقية والكورال (30 فرداً) لحناً جديداً التقطن «طرف الخيط» وباشرن الغناء معه، ولكثرة الطلبات التي كانت تصله مباشرة من الحضور قال: والله ما وضعت جدولاً للأغنيات التي سأغنيها إلاّ وتمّت «شقلبته» بالكامل وأنا سعيد جداً أنكم تفرحون معي.

كاظم لم يبخل بالوقت ولا بالأغنيات، غنّى كل ما استطاعه (مقطع من: ليلى، سلمتك بيد الله، أغازلك غصباً عنك، يا مدلل، ها حبيبي، سلامي، إلى تلميذة، زيديني عشقاً، يا مستبدة، إحساس، أشكيك لمين، لو لم تكوني، فاكهة الحب، لو أننا لم نفترق، قلبي قوي، رجل لكل الصدمات) وعندما غنّى يا رايحين لبنان، أعطاه أحد الحضور في الصف الأمامي علماً لبنانياً فأخذه منه ورفعه عالياً وهو يتابع أداء الأغنية، ثم وضعه جانباً.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي