سلطان حمود المتروك / حروف باسمة / «هلمه لبنة هيه طاول»

تصغير
تكبير

كنت صغيراً عندما أتعلق بوزار والدي رحمه الله وهو يخرج من المنزل ليلتقي بمجموعة من المزورية، الذين اصطفوا طلباً، للعمل فيختار الحجي نفراً منهم لسد حاجة العمل، هذا في عقد الخمسينات من القرن الماضي فيتوجهون لأداء أعمالهم، فينشدون أثناء العمل الأهزوجة السابقة، يختار الأستاذ قديماً أمزوريته حسب حاجة العمل وقدرة كل منهم على أداء ما يناسبه من عمليات طبخ الجص أو تغييل الطين أو بناء اللبن، وقد طالعنا في الآونة الأخيرة بأنه قد قرر لكل عضو من أعضاء مجلس الأمة الموقر خمسة عشر سكرتيراً، ولكن أسئلة كثيرة تتبادر على الذهن أولها: حاجة النواب إلى هذا الكم الهائل من العمالة، وإذا كانت الحاجة ماسة لهم فما مواصفات الذين سيعملون في هذا المضمار، وهل نكلف الجامعات والأكاديميات في أن تضع تخصصات تعمل على تخريج أناس يستطيعون أداء هذه المهمة، ومن أين سيحصل كل نائب على بغيته من مساعديه، بالطبع سيكونون من موظفي الوزارات المختلفة الذين منهم المعلم الذي ترك حصصه ومنهجه وتلاميذه ليعمل في مجاله الجديد... فماذا عساه أن يعمل؟ وكذلك من بينهم ربما أن يكون المهندس، والطبيب، والمحامي أيضاً، ويمكن أن يكون من بين هؤلاء من يتطلعون إلى اقتناص خبرات متعددة ليصبحوا في مضامين عدة عسانا أن نطلع مستقبلاً على ماهية خبراتهم.

موضوع محير والذي يدقق في حيثياته يمكن له أن يسأل لو كانت مؤسسة أخرى يقر لها موظفون مثل ما أقر لنواب مجلس الأمة، فهل المجلس سيقف مكتوف الأيدي من مناقشة هذا الأمر وتبيانه للأمة؟

وسؤال آخر يسمح لي عزيزي القارئ أن أطرحه: هل أن جميع أعضاء مجلس الأمة هم على قناعة من هذه الأعداد التي ستنسب في معاونتهم على أداء أعمالهم، ولماذا لا يبدون وجهة نظرهم؟

فلنغن مع البنائين من أسلافنا وهم يعتمدون على أنفسهم، ويختارون ما يلائم مهماتهم من رجال لتحقيق أهداف البناء والتعمير ونقول: «هلمه لبنة هيه طاول».


سلطان حمود المتروك


كاتب كويتي

الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي