النجاح ثم النجاح ثم النجاح هو أفضل موضوع لمعظم المتحدثين بالندوات والمحاضرات.
النجاح هو الموضوع المفضل للنقاش عند غالبيتنا، انه النجاح يا هذا، النجاح الذي يحلو ويطول الكلام به.
ولكن مع أبنائنا لماذا نتلذذ بنقاش النجاح؟ نبدأ بسرد قصص نجاحنا كآباء ونأخذهم من قصة نجاح الى قصة أخرى ونتلذذ برؤية فرحة ونشوة الانتصار بعيونهم، ومع الانبهار المشع من عيون الأبناء تأخذنا الحماسة ونبدأ بالكذب وتأليف البطولات. نذكرهم بمعاركنا السابقة، نطيل بقصص الانتصار وكيف ان.... وكيف ان.... ولكن لا نذكر لهم لماذا خسرنا؟ وكيف اختلفنا؟ ولماذا اختلفنا؟ وان تجرأ أحد الأبناء بأي سؤال عن أسباب خسارتنا فالإجابة تكون انه الحظ والحقد والحسد!
حتى انتصاراتنا لا نخبر أولادنا بالحقيقة ندعي اننا السبب الأساسي للانتصار - بعد الله طبعاً - والحقيقة ان... (ألم أخبركم ان الصراحة مرة).
في الرياضة نذكر لأولادنا انتصاراتنا وجيلنا الذهبي، ونهمل دون قصد أو عن قصد أسباب فشلنا ولماذا ليس لدينا أجيال ذهبية، لماذا لدينا جيل ذهبي واحد فقط لا غير؟ وما هي نقاوة الذهب المصنوع منه؟
والآن للأهم، فبالختام عادة تكون الزبدة أو خلاصة الكلام، لماذا حصل الغزو العراقي على الكويت؟ كفانا كلاماً عن بطولاتنا، لنتكلم بكل صراحة عن الأسباب ليستفيد أولادنا وأحفادنا من تجاربنا، ليتجنبوا أي كوارث مستقبلية متسلحين بأسباب فشلنا.
وان استطعنا ان نناقش أسباب غزو العراق لنا ونعترف لابنائنا بالأسباب الحقيقية لهذه الكارثة، نعم أعيد وأكرر ليفهم الجميع، يجب ان يستفيد أبناؤنا من أسباب فشلنا بمنع الغزو العراقي، فاجتماع المجتمع الدولي لإنقاذ دولة احتلت قد لا يكرر بالمستقبل.
اذا ان استطعنا ان نناقش الأسباب الحقيقية للغزو العراقي مع أولادنا فإننا نرسم طريق النجاح لأبنائنا... أولادنا الذين يجب أن يكونوا أفضل منا وإلا فإن الخسارة آتية ونحن السبب.