استنكار عالمي لارتفاع عدد ضحايا العدوان والتظاهرات تعم المدن الأوروبية

أوباما يرسل كيري «لوقف فوري لإطلاق النار» العطية: لم نطرح مبادرة بل نقلنا مطلب الفلسطينيين

تصغير
تكبير
عواصم - وكالات - دفع ارتفاع عدد الضحايا المدنيين الفلسطينيين في العدوان الاسرائيلي على غزة الى تنشيط الحركة الديبلوماسية في محاولة للتوصل الى وقف لاطلاق النار، فأرسل الرئيس الاميركي باراك اوباما وزير خارجيته جون كيري الى المنطقة، فيما يجول الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالفعل في المنطقة، وذلك وسط مواقف عالمية منددة بالعدوان الاسرائيلي وتظاهرات تركزت خصوصا في المدن الأوروبية.

واعلن اوباما عن رحلة كيري التي بدأت أمس الى القاهرة خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، هي الثانية بينهما في غضون ثلاثة ايام.


وقالت الرئاسة الاميركية في بيان ان اوباما دان الهجمات التي تشنها حركة «حماس» على اسرائيل كما اعرب عن «قلقه البالغ بشان ارتفاع عدد القتلى بما في ذلك ارتفاع عدد القتلى من المدنيين الفلسطينيين في غزة وسقوط جنود اسرائيليين».

وأوضحت ان «الرئيس اوباما ورئيس الوزراء نتنياهو تحدثا مرة اخرى عبر الهاتف في ثاني مكالمة لهما خلال ثلاثة ايام لمناقشة الوضع في غزة».

واضاف انهما «ناقشا العملية العسكرية الاسرائيلية المتواصلة» بما في ذلك «سقوط جنود اسرائيليين»، مشيرا الى ان اوباما «اعاد التاكيد على حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها».

وقال البيت الابيض ان كيري سيسعى الى التوصل الى «وقف فوري للاعمال العدائية استنادا الى العودة الى اتفاق وقف اطلاق النار الذي تم التوصل اليه في نوفمبر 2012»، مؤكدا ضرورة حماية حياة المدنيين «في غزة وفي اسرائيل».

واوضح البيان ان «الرئيس شدد على ان الولايات المتحدة تعمل بتعاون وثيق مع اسرائيل والشركاء الاقليميين من اجل التوصل لوقف فوري لاطلاق النار».

من جهتها اوضحت الخارجية الاميركية ان كيري انتقل الى القاهرة امس للتباحث مع مسؤولين في مصر ودول اخرى في سبل وقف النزاع الدائر في قطاع غزة، مؤكدة ان كيري يدعم المبادرة المصرية للتهدئة في القطاع.

وكان كيري قال في مقابلات تلفزيونية أول من أمس انه قد يتوجه الى الشرق الاوسط للاجتماع خصوصا بالامين العام للامم المتحدة بان كي مون الذي بدأ اول من أمس جولة شرق اوسطية تهدف للتوصل الى وقف لاطلاق النار في القطاع.

ودعا بان كي مون خلال زيارة الى الدوحة اسرائيل الى «ممارسة اقصى درجات ضبط النفس» لتجنب سقوط مدنيين. كما دان خلال مؤتمر صحافي مشترك مع وزير الخارجية القطري خالد العطية «العمل الفظيع» الذي قامت به اسرائيل في حي الشجاعية في قطاع غزة حيث شنت هجوما ادى الى مقتل اكثر من 72 فلسطينيا واصابة 400 اخرين على الاقل.

وأكد ان الحصار الاسرائيلي المفروض على القطاع منذ سنوات «لا يمكن ان يكون دائما»، علما بأن رفع الحصار هو احد المطالب الاساسية لحركة «حماس» للموافقة على وقف لاطلاق النار في القطاع.

من جهته، قال الوزير القطري ان «المشاورات لا زالت جارية من أجل وقف إطلاق النار حيث يفترض على الجميع العمل والمساهمة في ذلك لأن الشعب الفلسطيني لم يعد يقبل بحالة الحصار الطويل وهو يرى عدم اهتمام المجتمع الدولي».

واضاف: «إننا في قطر لا ندعي أن لدينا مبادرة خاصة.. نحن فقط نقلنا مطالب الشعب الفلسطيني وليس من المهم عندئذ من يحقق شروط الشعب الفلسطيني، إذا تحققت له العدالة وإن كانت نسبية».

واضافة الى قطر، تشمل جولة بان كي مون كلا من الكويت والقاهرة والقدس ورام الله وعمان.

والتقى الامين العام في الدوحة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، بحسب ما افادت وكالة الانباء الفلسطينية الرسمية «وفا».

وعقد مجلس الأمن جلسة الطارئة بدعوة من الاردن، لبحث الوضع في غزة تلبية لنداء بهذا الخصوص وجهه قبل ساعات عباس.

وأبدى المجلس قلقه البالغ بشأن تصاعد العنف في صراع غزة. وقال سفير رواندا في الامم المتحدة ورئيس المجلس لهذا الشهر أوجين جاسانا للصحافيين ان «أعضاء مجلس الامن أبدوا قلقهم البالغ ازاء تزايد عدد الضحايا. أعضاء مجلس الامن دعوا لوقف فوري للعمليات القتالية».

ودان الرئيس الايراني حسن روحاني مجددا «الجرائم الصهيونية الوحشية على غزة»، مؤكدا ان «الانكى من الهجمات الوحشية الصهيونية برا وجوا على غزة، هو الصمت العالمي تجاه هذه الكارثة الانسانية الكبرى، وصمت الدول التي تدعي الحضارة والتمدن، امام ارهاب الدولة».

وأوضح في اجتماع مجلس الوزراء ان حكومته ووزارة الخارجية «تبذلان قصارى جهودهما، في ضوء رئاسة ايران الحالية لحركة عدم الانحياز، للدفاع عن الشعب الفلسطيني المضطهد الاعزل».

واوضح: «أن يتم تمزيق اعضاء عائلة ما اربا اربا بقذائف الدبابات، فهذا ما لا يمكن تصديقه ولا يمكن تحمله اصلا، ان الصهاينة ارتكبوا ويرتكبون هذه الكارثة الانسانية الفظيعة تحت ذرائع واهية».

وفي تحركات الشوارع، حاولت مجموعة من المحتجين الأردنيين اقتحام السفارة الإسرائيلية في عمان مساء اول من أمس.

ودعا نحو ثلاثة آلاف متظاهر رفعوا رايات «حماس» والأعلام الفلسطينية إلى انتفاضة أكبر ضد إسرائيل مرددين هتاف «بالملايين قادمين نحرر فلسطين».

وطالب النشطاء خلال المسيرة التي نظمتها جماعة الإخوان المسلمين بإلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل وطرد السفير الإسرائيلي في البلاد.

وحاول النشطاء التوجه إلى البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية وهتفوا بـ «الشعب يريد تدمير السفارة الصهيونية» وأحرقوا علم اسرائيل.

وشهد عدد من العواصم الاوروبية اول من أمس تظاهرات شارك فيها الالاف احتجاجا على العدوان غالبيتها اتسم بالهدوء باستثناء باريس حيث انتهت التظاهرة التي حظرتها السلطات باعمال شغب وتخريب.

وتظاهر قرابة 11 الف شخص في وسط فيينا للتنديد بـ «الجريمة والقمع في فلسطين»، وايضا في امستردام وستوكهولم حيث تظاهر ثلاثة الاف والف شخص تباعا.

وفي فيينا انتشرت الشرطة بشكل مكثف، كما دعت رئيسة الوزراء جوهانا ميكل لايتنر في وقت سابق الى التظاهر بشكل سلمي تخوفا من وقوع حوادث.

كما نظمت تظاهرات شارك فيها 600 شخص تقريبا في مدينتي غراتس ولينتس في النمسا.

وتظاهر في امستردام قرابة ثلاثة الاف شخص رفع العديد منهم اعلاما فلسطينية واعلام دول في الشرق الاوسط وتركيا وهتفوا «حرروا فلسطين».

وفي ستوكهولم، تظاهر نحو الف شخص بهدوء رافعين لافتات كتب عليها «قاوموا من اجل السلام» و»محرقة اليهود لا تبرر محرقة اخرى»، ايضا وسط انتشار امني بسيط.

في المقابل، انتهت تظاهرة داعمة للفلسطينيين وممنوعة من السلطات الفرنسية قرب العاصمة باريس باعمال شغب واحراق سيارات.

وتظاهر مئات المناصرين للفلسطينيين رغم قرار الحظر الذي اصدرته الحكومة الفرنسية، وتجمعوا قرب محطة قطارات في سارسيل بشمال باريس. ودانوا قرار منع التظاهر مؤكدين انهم لا يريدون التسبب باعمال شغب.

واحاطت قوات الشرطة بالمتظاهرين، ولكن في ختام التظاهرة عمد عدد من الشبان الى رمي النفايات واشعال المفرقعات. وقرب مبنى البلدية احرقت سيارتان على الاقل فيما تم تكسير زجاج سيارات اخرى، كما دمرت غرفة هاتف واحرقت سلال قمامة.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي