حوار / وزير الأوقاف ثمّن مواقف سمو الأمير: سيذكرها التاريخ عربياً ومصرياً

جمعة لـ «الراي»: قوى دولية تدعم «داعش» و«الإخوان» ومن يدورون في فلكها لا يؤمنون بـوطن

u0645u062du0645u062f u062cu0645u0639u0629
محمد جمعة
تصغير
تكبير
• أرفض محاولات الابتزاز السياسي تلميحاً أو تصريحاً ولم يعد مقبولاً قيام سلطات موازية لسلطة الدولة
ثمّن وزير الأوقاف المصري محمد مختار جمعة، مواقف الكويت مع بلاده، وأكد أن «التاريخ سيذكر مواقف سمو الأمير المضيئة، ليس على الصعيد المصري فقط، ولكن على الصعيد العربي، وهي مواقف لا يمكن أن ينساها أهل مصر، خصوصا بعد ثورة 30 يونيو».

وقال جمعة، إن «منع غير المتخصصين من التصدي للفتوى والدعوة قضية أمن قومي، ولابد من ردع المتطاولين على الدعوة والفتوى بالقانون»، مشيرا إلى أنه «طالب بإعداد تصور لقانون ينظم شؤون الفتوى».

وأفصح جمعة عن «خطة لنشر الثقافة الإسلامية الصحيحة، تتضمن تدشين مراكز دعوية في جميع محافظات مصر، يدرس فيها متخصصون من علماء الأزهر والأوقاف».

وجدد رفضه «محاولات الابتزاز السياسي، وتوجيه أي تهديدات الى الوزارة أو الى أي مؤسسة من مؤسسات الدولة تلميحا أو تصريحا»، مشيرا إلى أن «الجماعات الإرهابية تتخذ من الدين ستارا للوصول إلى السلطة، وتتخذ من الكذب وإثارة الاشاعات منهجا ومسلكا ثابتا».

وعن تنظيم «الدولة الاسلامية» قال جمعة، إنه «لا يمكن أن يظهر فجأة في الهواء الطلق من دون أن تكون هناك قوى دولية تدعمه وترعاه وتموله، بهدف زعزعة استقرار أمن منطقتنا العربية».

وفي ما يلي نص الحوار:

• كيف ترى المواقف العربية عموما والكويتية على وجه الخصوص، تجاه الأحداث في مصر؟

- أجدد تأكيدي على تثمين هذه المواقف من القيادة والحكومة والشعب في الكويت، وخصوصا مواقف سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد، التي سيذكرها التاريخ على الصعيدين العربي والمصري، ولن ننسى موقفه الداعم بجانب الأشقاء في الإمارات والسعودية لمصر بعد ثورة 30 يونيو.

• برز على السطح مؤخرا تنظيم «الدولة الاسلامية» الذي يتخذ من الدين ستارا ومنهجا لدرجة إعلانه الخلافة الإسلامية في العراق، فما تكييفكم لتلك التنظيمات الفكرية في المرحلة الحالية؟

- تنظيم «داعش» لا يمكن أن يظهر هكذا فجأة في الهواء الطلق من دون أن تكون هناك قوى دولية تدعمه وترعاه وتموله، حيث عمدت بعض القوى التي لا تريد أمة عربية قوية موحدة متماسكة إلى زعزعة استقرار أمن منطقتنا العربية، لأجل تأمين مصالحها، وحاولت أن تبني لها أذرعا وأن تنشئ لها مخالب وأنيابا، لكنها أخطأت التقدير حين دعمت هذه الجماعات الإرهابية، وبخاصة تلك التي تتخذ من الدين غطاء وستارا، متجاهلة الأصوات العاقلة التي تؤكد دائما أن الإرهاب لا دين له ولا وطن له ولا خلق له، وأنه يأكل من يدعمه، وبروز هذه الجماعات الإرهابية يجعلنا نوجه التقدير الى الجيش المصري الباسل الذي وقف حائطا صلبا وسدا منيعا في وجه قوى الشر والإرهاب(...)، فجميع الحركات والتنظيمات الإرهابية كداعش والقاعدة وأنصار بيت المقدس، تُشكّل خطرا داهما، يجب على الجميع التصدي له بقوة، والوقوف وقفة رجل واحد في مواجهته، وصد جميع الأخطار التي تهدد أمتنا العربية والمنطقة بأسرها(...).

• هل وضعت الأوقاف منهجا لمواجهة غير المتخصصين ممن يتصدون للفتوى؟

- منع غير المتخصصين من التصدي للفتوى والدعوة قضية أمن قومي، ولابد من ردع المتطاولين على الدعوة والفتوى بالقانون، ومواجهة اقتحام غير المتخصصين ساحتهما، وتجرؤ بعضهم على الفتوى من دون علم، وطالبت بإعداد تصور لقانون ينظم شؤون الفتوى، ويعرض على هيئة كبار العلماء برئاسة الإمام الأكبر لمراجعته والنظر في رفعه إلى الجهات المختصة للنظر في إقراره.

• أعلنتم مرارا وجود خطة لنشر الثقافة الإسلامية الصحيحة، فما هي مساراتها؟

- الخطة موجودة وتعمل على مسارين، الأول تدشين عدد من مراكز الثقافة الإسلامية الهادفة لنشر الثقافة الإسلامية الصحيحة، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، وتحصين الشباب ضد الأفكار الهدامة(...)، والمسار الثاني تدشين معاهد مركزية لإعداد الدعاة تكون مقارها في القاهرة والإسكندرية وطنطا وأسيوط، ويقوم بالتدريس فيها نخبة من أساتذة الأزهر المتخصصين من كبار العلماء الحاصلين على درجة الأستاذية أو أستاذ مساعد كحد أدنى، حيث تجمع هذه المعاهد في مناهجها بين الأصالة والمعاصرة.

• بعدما قررت وزارة الأوقاف قصر الخطابة على خريجي الأزهر، هل تخشون رد فعل السلفيين؟

- الجميع يعلمون أنني أرفض بشدة محاولات الابتزاز السياسي، وتوجيه أي تهديدات الى الوزارة أو الى أي مؤسسة من مؤسسات الدولة تلميحا أو تصريحا، فلم يعد مقبولا قيام سلطات موازية لسلطة الدولة أو محاولات الحشد ضدها والتمترس بالأهل والعشيرة والأتباع والجماهير أو التعريض بذلك، فهذا أمر لم يعد يقبله الشعب ولن تسمح به قيادته السياسية، والظروف المحيطة بنا لا تسمح بذلك، وحذرت الأوقاف من أي محاولة لاختراق مساجدها والعمل على توظيفها سياسيا أو حزبيا أو لمصالح انتخابية.

• نشرت الصفحات المؤيدة لـ «الإخوان المسلمين» صورا لمساجد من دون خطباء رغبة منها في إثبات عجز الأوقاف عن توفير خطباء للمساجد.. فما تعليقكم؟

• وكيف ترون العمليات التفجيرية التي انتشرت أخيرا في مصر؟

- العمليات الإرهابية والتفجيرية التي تتبناها قوى الشر والظلام تشكل خطرا كبيرا على استقرار الأمة العربية بصفة عامة، وعلى مجتمعنا وكيان دولتنا المصرية بصفة خاصة، فعلى المستوى المحلي نؤكد أن هناك قوى داعمة لهذا الإرهاب توفر له غطاء ماديا وأدبيا ومعنويا، وأقل ما توصف به هذه القوى هو الخيانة الوطنية العظمي، ويجب كشف زيفها، ومن يدعمها أو يدور في فلكها، كما نؤكد أن جماعة «الإخوان» الإرهابية ومن يدورون في فلكها لا يؤمنون بوطن، فالوطن لا معنى له عندهم سوى ما يُحقق مصالحهم وأهداف تنظيمهم الدولي، وأن على المجتمع الوقوف بالمرصاد للإرهابيين والمخربين ومطلقي الشائعات، حتى يتحقق الأمن والسلام لمجتمعنا.

• كيف ترون المشهد المصري في الوقت الحاضر؟

- مصر اليوم في حاجة لعودة منظومتي القيم والعمل، فالأمم تتقدم بالعمل والأخلاق، ونحن في وزارة الأوقاف نركز على هذه القضايا من خلال توجيه عدد من القوافل الدعوية للجامعات والمدارس ومراكز الشباب، بهدف تصحيح المفاهيم وبيان خطورة التحرش الجنسي والإدمان، والحديث عن دورالشباب في بناء الأوطان.

• هل تعتبر التحرش الجنسي أصبح ظاهرة في المجتمع المصري؟

- المؤكد أن التحرش ظاهرة شاذة على أخلاقنا، والتصدي لها واجب شرعي، لكنها لم تصل إلى حد الظاهرة، والإنسان الكريم لا يقبل الذل والهوان لنفسه ولا لغيره، ومن مات دون عرضه فهو شهيد، ومن مات دون عرض غيره فهو شهيد، ومن وقف موقفا سلبيا عند هتك الأعراض لعنه الله ورسوله والمؤمنون في الدنيا والآخرة، لكن هذه الظواهر السلبية تعد نتيجة لتصدي غير المتخصصين للفتوى، فخرج بعض من لا يقدرون فقه الواقع والمقاصد بالقول إن «الزوج يمكن له أن يترك زوجته للمغتصبين إذا خاف على حياته»، فأي نخوة هذه وأي شهامة، فالرجل لا يمكن أن يرى أي امرأة تتعرض لأذى ويقف صامتا، وإذا كان الدفاع عن الأجنبية واجبا شرعيا، فما بالنا بالدفاع عن الزوجة والأم والأخت والبنت.

• ما حقيقة تحديد الأوقاف المصرية صلاة التراويح بوقت ومنع ملصقات الصلاة على النبي (صلى الله عليه وسلّم) من المساجد؟

- الجماعات الإرهابية والمتطرفة تتخذ من الدين ستارا للوصول إلى السلطة، وتتخذ من الكذب وإثارة الاشاعات منهجا ومسلكا ثابتا، ووزارة الأوقاف نالها قسط وافر من الاشاعات والأكاذيب التي أطلقها أصحاب المطامع والمنافع والمكاسب الدنيوية، ومن يتاجرون بالدين ويتخذونه وسيلة لتحقيق أغراضهم ومطامعهم الانتخابية، فأطلقوا كذبا وافتراءً أن الوزارة منعت الاعتكاف ولم يحدث، وأنها أصدرت تعليمات بإزالة الملصقات الدينية من المساجد ولم يحدث، وأنها حددت وقت صلاة العشاء والتراويح معا بخمس وأربعين دقيقة ولم يحدث، وأنها أغلقت الزوايا أمام المصلين في التراويح ولم يحدث، وأنها منعت الدعاء على الظالمين ولم يحدث، وأنها ستمنع التهجد ولم يحدث، وأكدنا ومازلنا نؤكد أنه لا يوجد من يمثل الوزارة أو يتحدث باسمها إلا ما يُنشَر عبر موقعها الرسمي.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي