الدكتور وليد التنيب / قبل الجراحة

دفة القيادة

تصغير
تكبير
الفرد هو أساس المجتمع، وسمعنا كثيراً في السابق الجملة الشهيرة إن صلح الفرد صلح المجتمع، وان كنا لا نعلم أو لم نتعب أنفسنا بالبحث عن تعريف هذه الجملة الشهيرة، جملة اعتبرها البعض مدرة للذهب، جملة استغلها البعض أبشع استغلال.

لذلك، استغل الكثير من المصلحين والمنظرين هذه الجملة الشهيرة وكل منهم فسر الجملة بالطريقة التي تخدم مصالحه ومصالح الفكر الذي يمثله، وترك البقية للأهل كي يقرروا ما التعريف الذي يقنعهم ومن ثم يوجهون أبناءهم لفكر هذا الحزب أو التجمع أو سمه ما تشاء، وتبقى الدولة والمجتمع يعانيان لأن الغالبية تعمل لمصالحها أولاً وثانياً وثالثاً، والغالبية تدعي أن مصلحة الدولة والمجتمع هما أساس الفكر الذي تبثه ولكن الواقع ليس كذلك.


ومن فهم اللعبة مبكراً قرر أن يوجه أفكاره للأهل وليس للشباب، فالتجارب علمت الكثير أن الأهل هم الأساس للتوجيه، فكل المطلوب هو أن يقتنع الأهل بفكرك ويسلمون أولادهم للقائمين على هذا الفكر ومن بعد ذلك فتوجيه الأولاد يعتبر من الأمور التي يسهل في الغالب القيام بها مع غالبية الشباب الذين أهلهم من قادوهم لهذا الفكر.

إذاً انهم الأهل في البيت من يملك في إحدى المراحل الدفة لتوجيه الأبناء لأي فكر ينتمون، ولكن هذه المرحلة ليست بالطويلة فإن لم يستغل الأهل هذه المدة فإن قيادة الدفة لن يتسلموها أبداً.

رسالة لكل أب وأم... لا تسلموا دفة القيادة في الأوقات الحرجة لكائن من كان، فالتجارب أثبتت أنكم لن تأخذوها أبداً بعد ذلك.
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي