د. تركي العازمي / وجع الحروف

قلناها من زمان... «الدنيا بخير»!

تصغير
تكبير
الاختلاف صحي... الاعتراض على الخطأ صحي... مواجهة «الفساد» إبداع صحي لكن بين هذا وذاك «يغدي» البعض في «عجته»!

نعم... أعترف بأنني ولربما لحساسيتي المفرطة من أي سلوك غير أخلاقي كنت أتعامل بطريقة خاطئة مع المواقف التي تعج منها رائحة الفساد التي تزكم أنفي الحساس لروائح الفساد الأخلاقي!


كنت أنفعل وأقول بطريقة مباشرة ومن دون مجاملة أو أي ديبلوماسية... «ما يجوز»... وبعد أن درسنا القيادة وبحثنا في ثقافة مجتمعنا التي يعجبها «القول اللين» علمت انه لا مجال لذاك السلوك!

إذا أردت أن تصلح فلا تصور الحكومة بأكملها إنها فاسدة... «ما يجوز» إطلاقا لأن «هيبة كيان الدولة» يجب أن تحترم!

هل تعلمون لماذا استشرى الفساد بيننا؟ السبب يعود لأطراف المعادلة.... مجموعة تحركها العاطفة وتنفعل مع أو حتى من دون دليل على حادثة فساد، مجموعة تملك الأدلة لكنها تؤجج الوضع وتعممه والتعميم لأي أمر يشكل نهجا غير مستحب، ومجموعة تطعمها و«تسكت» ومجموعة شبعانة وتعترض ومجموعة منسية تعمل باحتراف لكنها لا تدخل داخل دائرة أصحاب القرار!

وعليه، كتبت مقالنا السابق «رمضان بين الوجهاء والطبقة المنسية» لأنني مقتنع قناعة تامة بأن الإصلاح يأتي من خلال مجموعة تعمل باحتراف وتحترم الخصومة وتخاطبهم بالتي هي أحسن ويرفعون توصياتهم وهذا الأسلوب سيجعل أصحاب القرار أكثر مرونة!

هناك طبعا تداعيات وأسباب صعب بحثها وباتت معلومة لكن العمل المنظم الأكثر احترافية يسهم في حل مظاهر الفساد!

والكل يعلم بأن الفساد مستشرٍ ومعظم القيادات فاسدة وواجب تغيير معظمها كي يشعر الإنسان البسيط ان هناك تحركا جديا تجاه محاربة رموز الفساد وقد يكون العامل الزمني كفيلاً بذلك!

الإنسان الذي يتحدث عن المادة وتبادل المصالح لو أعطيته تراب الأرض، فلن يشبع لكن في المقابل عندما توضع حوكمة معينة وتقنع أصحاب القرار بالطريقة التي اقترحناها فإننا نصون هيبة الدولة ونحترم العمل المؤسسي!

قد يرى البعض ان ما نسوق له صعب ولهم أسبابهم ونحترمها لكن من قال لك إن الإصلاح لن يحصل!

الله عز وجل حضنا على التدبر والتفكر والتعقل في كل ردة فعل، ومن لا يتعظ يجد «الضربة» العكسية آتية لا محالة!

مختصر القول، إن ما تشهده الساحة المحلية في غاية «الخربطة» وواجب إعادة استقرارها لاسيما وان الساحة الاقليمية من حولنا ملتهبة والأوجب المحافظة على الجبهة الداخلية في المقام الأول!

إن التغيير لا يأتي عبر «الصراخ» ولا سلوك «لي الذراع».. إن التغيير عملية احترافية تحتاج إلى مختصين وعلى درجة عالية من النزاهة والخبرة العلمية والعملية ونظافة اليد ولهذا طالبنا بمجموعة محايدة منسية في الوقت الحالي!

إننا في رمضان يا سادة وسيدات المجتمع الكويتي... الكبار بحاجة لتعليم الصغار حسن السلوك واختيار الألفاظ المناسبة وتقدير الكبار... وأصحاب القرار بحاجة إلى فتح ملفات الفساد وعلاجها من منظور احترافي بعيدا عن المجاميع التي ذكرناها!

الحاصل اننا قلناها من زمان «الدنيا بخير».. فاتركوا المعالجة للمجموعة المنسية التي نحن في طور البحث عن أعضائها ولندع المولى عز شأنه أن يصلح حال البلاد والعباد وأن يهب لولاة الأمر البطانة الصالحة... والله المستعان !

Twitter : @Terki_ALazmi

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي