د. وائل الحساوي / نسمات

الدنيا ساعة... فاجعلها طاعة

تصغير
تكبير
قبل أيام، كنا نتلقى التهاني بحلول شهر رمضان المبارك، ونسابق الزمن في التنقل بين الدواوين لتقديم التهاني، ونعيش فرحة غامرة. اليوم وقد تصرّم شهرنا الكريم وبدأ قمره بالتناقص، وبدأ الناس يعدون العدة لما بعد رمضان، اليوم شعرنا بالحزن على فراق ذلك الحبيب الذي لا يأتي إلا مرة كل عام.

تذكرت خاطرة جميلة ذكرها أحد العلماء بعنوان «كيف تكون سعيداً؟»، وتمنيت لو خرجت من رمضان بجزء من فوائدها (يغنيك عن الدنيا مصحف شريف، وبيت لطيف ومتاع خفيف، وكوب ماء ورغيف، وثوب نظيف. العزلة مملكة الأفكار، والدواء في صيدلية الأذكار، وإذا أصبحت طائعاً لربك، وغناك في قلبك، وآمنا في سربك، راضياً بكسبك، فقد حصلت على السعادة ونلت الزيادة وبلغت السيادة، واعلم أن الدنيا خداعة، لا تساوي همّ ساعة، فاجعلها لربك سعياً وطاعة.


أتحزن من أجل دنيا فانية، أنسيت الجنان ذات القطوف الدانية؟! أتضيق والله ربك، أتبكي والله حسبك؟! الحزن يرحل بسجدة، والبهجة تأتي بدعوة.

لا تحولوا المعارضة إلى بعبع!!

بالطبع فإن شهرا كاملا لا يمكن ان يأتي من دون احداث ساخنة تشد اليها الانظار وتشغل الناس بما انطوت عليه، ولكن ليسمح لي ابناء بلدي بأن انتقدهم على تحويل بعض ليالي رمضان الى ساحة مكشوفة للصراع غير المبرر، فالمعارضة وللأسف قد استغلت ليالي رمضان في محاولة لتحريك الشارع من اجل التعاطف مع قضاياها، وقامت باعتصامات عدة لم تجد لها من غالبية الشعب الكويتي اي تعاطف لولا تخبط وزارة الداخلية بالقبض على النائب السابق (مسلم البراك) وسجنه اياما عدة على ذمة التحقيق، هذا التصعيد اتخذته وزارة الداخلية دون اي مبرر حيث ان البراك ليس إنسانا خطرا تخاف الداخلية من هروبه، بل انه قد جاء بنفسه الى التحقيقات عندما تم استدعاؤه، ثم فوجئنا بحجزه دون ادنى مبرر، اللهم إلا انه اهان رجال القضاء!

وبالطبع فإن انصار البراك قد ثاروا وخرجوا الى الشوارع ليثيروا الشغب الى ان ساهمت حكمة سمو الامير بإطلاق سراحه وبإخماد تلك الفتنة التي ما كان لها ان تحدث لولا تخبط الداخلية!

اما تصريح وزير الداخلية بأن الكويت كادت تنزلق، فأعتقد بأنه مبالغ به كثيرا، فغالبية الناس لم تكثرت لهؤلاء المجتمعين، كذلك فإن الاجتماع النيابي - الحكومي هو امر طيب ومطمئن، ولكن التصريح باحتمالية اعلان الاحكام العرفية كان كذلك من المبالغات التي تضر ولا تنفع، وقد توحي بأن هنالك امرا خطيرا يجري في الكويت!!

ان الحزم في معالجة الامور مطلوب، لكن المبالغة في تهويل الوضع تضر ولا تنفع، وان كان من اجتماعات للمجلس والحكومة، فإن الواجب ان يناقش فيها المجتمعون كيفية التصرف تجاه التهديدات الخارجية التي لا نستبعد ان تصل الى عقر دارنا - لا قدر الله - لا سيما ما يتعلق بالعراق وسورية، فقد نشهد موجة نزوح عراقي كبير الى الكويت وقد يتحرك الطابور الخامس في البلد لاستغلال تلك الاحداث لتفجير الوضع الداخلي، ولا شك ان بروز ذلك المجرم الكبير - عزة الدوري - الذي اعتقدنا بأننا قد قضينا عليه، وتهديده بغزو بغداد يجعلنا نفكر ألف مرة في كيفية تحصين بلادنا، فيكفينا غزو داعش وميليشيات المالكي وعصابات الاسد، لكي ننتظر هجوم حزب البعث العراقي المقبور معهم!!

د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي