البحث عن جريح أصابه صاروخ خلال إطلاقه وتوقيف مشتبه به

صواريخ من جنوب لبنان ردّت عليها إسرائيل بقصف «موْضعي»

تصغير
تكبير
لم تخفف مسارعة إسرائيل إلى تبرئة «حزب الله» من إطلاق صاروخين من منطقة مرجعيون - حاصبيا باتجاه أراضيها ثم ردّها «الموْضعي» بقصف خراج بلدة كفرشوبا اللبنانية بـ 25 قذيفة مدفعية من وطأة عودة ظاهرة إطلاق «الكاتيوشا» على الدولة العبرية وسط رهان على الا يبقى الفاعل هذه المرة مجهولاً بعدما تم توقيف شخص يُشتبه بانه تولى نقل أحد مطلقي الصاروخيْن الى المستشفى عقب اصابته بجروح خلال تنفيذ العملية.

وجاء إطلاق الصاروخين صباح امس من خراج بلدة الماري - حاصبيا، ليضيف الى الواقع اللبناني عامل قلق اضافياً ويعكس المخاطر المرتفعة المترتبة على امكان انكشافه جنوباً على «كرة النار» المتدحرجة في غزة هو الذي يقبع في «فم البركان» السوري ويتلقى التداعيات اللاهبة للتطورات العراقية وانفلاش «الدولة الاسلامية».


ولم تُسقط أوساط سياسية مخاوفها من إمكان انزلاق الوضع في الجنوب الى مدارك غير متوقّعة بحال شهدت الحدود تطوراً «مكلفاً» على الجانب الاسرائيلي، وإن كانت تعتبر ان وضْع تل أبيب الصواريخ برسم «منظمة فلسطينية صغيرة تريد إبداء تضامنها مع حماس» يؤشر الى رغبتها في تفادي فتح اي جبهات جديدة.

وكان مجهولون أطلقوا عند السادسة والنصف من صباح امس الجمعة صاروخين من خراج بلدة الماري في اتجاه الاراضي المحتلة، قبل ان يصل الجيش اللبناني ويبدأ عملية مسح بستان الزيتون في محيط البلدة حيث تم العثور على صاروخين عيار 107 ملم جرى تعطيلهما، ليتبيّن ايضاً أن صاروخاً ثالثاً كان انفجر فجراً داخل الاراضي اللبنانية وان أحد مطلقي الصواريخ أصيب بجروح عدة وتم نقله الى أحد المستشفيات. وقد وجد الجيش حقيبة تحتوي على أجهزة اتصال وبوصلة وخريطة لمكان تركيز الصواريخ، بالاضافة الى معدات استعملها المنفذون، فيما عملت عناصر من الأدلة الجنائية على اخذ البصمات وبقايا نقاط دم وجدت في المكان بهدف تحديد هوية الجريح في وقت لاحق.

وبعدما نشر الجيش حواجزه في منطقة العرقوب وحاصبيا وعملت عناصره على تفتيش المارة والسيارات، وأطلقت عملية بحث مع الأجهزة الأمنية عن الجريح في المستشفيات الجنوبية كما في العيادات الخاصة، اعتقلت شعبة المعلومات سمير حسين ابو قيس من بلدة الهبارية وتمت مصادرة سيارته من نوع «رابيد» حمراء اللون التي عثر في داخلها على بقع دماء يعتقد انها تخص الشخص الذي أطلق الصواريخ وقد أصيب، وسط تقارير اشارت الى ان التحقيق مع ابو قيس يتمّ على اساس انه مشتبه به في قضية إطلاق الصواريخ.

من جهتها، افادت ناطقة باسم الجيش الاسرائيلي ان صاروخا اطلق من جنوب لبنان سقط في حقل في شمال اسرائيل من دون التسبب بضحايا او اضرار، فيما اوضحت الاذاعة العامة ان صاروخي كاتيوشا سقطا في منطقة تقع الى شمال مدينة كريات شمونة وان احدهما سقط على طريق في وقت لم تكن تعبر اي سيارة.

واستبعد مسؤولون عسكريون تحدثت اليهم الاذاعة العامة الاسرائيلية ان يكون حزب الله خلف عمليات اطلاق الصواريخ معتبرين ان الحزب «لا مصلحة له على الاطلاق في الدخول في مواجهة مع اسرائيل». واضافت «لا بد انها منظمة فلسطينية صغيرة تريد ابداء تضامنها مع حماس التي يهاجمها الجيش الاسرائيلي في قطاع غزة».

ورداً على الاتهام الاسرائيلي، اكد ممثل «حماس» في لبنان على بركة، ان «لا قرار في المخيمات الفلسطينية بفتح جبهة الجنوب اللبناني لنصرة شعبنا في غزة»، معتبرا ان «مثل هذا القرار يعود الى لبنان ولن نعتمد سياسة توريط اي من دول الجوار»، متداركاً: «اذا ارادت اي دولة عربية ان تفتح حدودها وتقاتل الى جانب فلسطين في وجه العدوان الصهيوني الهمجي، فنحن نرحب بذلك وسنكون من الداعمين».

واستغرب بركة صمت بعض الدول العربية إزاء العدوان الصهيوني، متسائلا: «لماذا لم تصدر وزارة الخارجية اللبنانية بيانا يدين العدوان الاسرائيلي الى الان»، منوها في الوقت ذاته بـ «موقف لبنان الحكومي الذي عبّر عنه مجلس الوزراء الرافض للعدوان».
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي