د. وائل الحساوي / نسمات

إعلام الأنام لدولة الإسلام

تصغير
تكبير
بعد أن استعرضت معكم كتاب (الحقائق المخفاة حول دولة البغدادي الذي كتبه أبوأحمد وبين فيه حقيقة زعيم داعش (أبوبكر البغدادي) ودمويته، أستعرض معكم كتاباً آخر يتكلم عن هذه الجماعة الدموية ويفضح جهلهم بالدين وباللغة العربية، ثم يفند مزاعمهم حول شرعية دولتهم أو الخلافة الإسلامية التي يدعونها بأدلة من الكتاب والسنّة، لعلها تفتح أعين بعض الشباب المسلح المخدوع بتلك الرايات الجاهلية التي ترفع شعار الإسلام.

الكتاب من تأليف الهيئة الشرعية لجيش المجاهدين (كتاب الدولة الإسلامية بين الحقيقة والوهم).


والكتاب يحتوي على ردود شرعية حول كتاب (اعلام الأنام لدولة الإسلام) الذي ألفته داعش لتبرير شرعية منهجها وشرعيتها، وهو منشور منذ عام 2007 يقول أبو عبدالله محمد المنصور:

«لقد علم القاصي والداني ما فعله هؤلاء المجرمون الغلاة في العراق والشام، وما نعرفه نحن عنهم يُشيّب النواصي: قتل لخيار الناس بالباطل وتكفير بغير حق وكذب ودجل وافتراء وبهتان وزور وجهل وتعالم وكبر وتعالٍ وغرور وخداع وظلم وفساد وإفساد وحمق وسفه، لا يُوقَّرون عالماً ولا كبيراً ولا يعرفون قدر أهل السابقة في العلم والجهاد، لا يعرفون سياسة شرعية ولا فقه موازنات، لا يحسنون الكلام إلا في الطعن بالمجاهدين والغمز واللمز بهم، لا يسمعون نصح أصحاب السابقة، ولا يرون جهاد غيرهم، «صم بكم عمي»، ترى أحدهم التزم بالصلاة قبل أشهر وهو الآن يفتي بمسائل لو سئل عنها عمر رضي الله عنه لجمع عليها أهل بدر، أساؤوا كثيراً للساحة الجهادية في العراق وكانوا السبب الأكبر في كراهة كثير من العوام للجهاد، واليوم يحاولون تدمير الساحة الجهادية في الشام، وقد قدَّموا من حيث لا يشعرون - ولعلها ضريبة الاختراق - خدمة عظمى للنصيري الزنديق».

بل لا يتورع الكاتب عن وصف منهج داعش بأنه أقرب لمنهج الخوارج فيقول: «لقد أوغل هؤلاء في دماء أهل العلم والدعوة والجهاد بطريقة تجعلنا نجزم أنَّ منهجهم أقرب إلى فكر وعمل الخوارج، ووالله ما صبرنا على أذاهم وسفههم خوراً ولا جبنا».

ثم يفند الكاتب ادعاءاتهم حول دولتهم المزعومة في العراق وأنها فعلاً دولة إسلامية تستحق أن تعلن الدولة الإسلامية على أرضها، حيث يقولون:

«فإذا كانت العبرة بحجم الأرض، فإنَّ أرضنا أكبر من أرض المدينة بأضعاف مضاعفة!

وإذا كانت العبرة بمستوى أفراد مجلس الشورى، فإنَّ أغلب من قامت عليهم الدولة الإسلامية الأولى أحداث، بينما أغلب من عندنا وجهاء! (هذه عبارة الكاتب سامحه الله وغفر له، وإلى الله المشتكى).

وإذا كانت العبرة بتنوع التخصصات في مجلس الحل والعقد، فتخصصاتنا أكثر!

وإذا كانت العبرة بالسيطرة على الأرض، فإنَّ سيطرتنا أكثر بالمفهوم المعاصر!

وإذا كانت العبرة بالأمان، فإننا أكثر أماناً من دولة النبي صلى الله عليه وسلم في بعض مراحلها الإسلامية الأولى!

وإذا كانت العبرة بالتكامل، فإنْ دولتنا أكثر تكاملاً لمكونات الدولة المعاصرة من الدولة الإسلامية الأولى!

قال الشيخ الظواهري: (أقول للذين يشككون في تمكن دولة العراق الإسلامية وسيطرتها على الأرض، هل يستطيع أحد أن ينكر أن الدولة المباركة تسيطر على الأقل على كيلومتر مربع واحد من أرض العراق؟ وكم كانت مساحة دولة المدينة المنورة قبل غزوة الأحزاب؟ وكيف كان حالها في غزوة الأحزاب؟).

ثم يرد جيش المجاهدين على مزاعم داعش فيقول:

«من يتأمل الحقيقة يجد أنَّ الغلبة كانت في الإعلان ليس إلا! وإلا فلم يتغير على أرض الواقع شيء يمنح هؤلاء على هؤلاء مزية معينة، إنما ما يعنينا هو أنَّ تلك الغلبة لا وجود لها إلا بالتصريح على الورق الذي كتبت عليه.

فإذا كانت الدول تتحقق بمجرد هذا النوع من الإعلان، فما أكثر الدول الساقطة، وما أكثر الدول القادمة، وما أكثر دول المنفى، ودول الأوراق! نعم إنها دول الأوراق!

حقَّاً إنها غلبة الإعلان عن الدولة الورقية ( ) على الأرض العراقية!

وليس من شك أنَّ إقامة بعض الحدود هنا وهناك، أو وجود بعض مظاهر المنعة في بعض المناطق في وقت ما ليس دليلاً على التمكين بمفهومه الشرعي.

ثم يعرج الكتاب إلى تفنيد مزاعمهم حول وجوب بيعة الخليفة، وطرق تنصيب الإمام، وتوجيه الزكاة إليه، وأمور كثيرة كلها تدلنا على أن هؤلاء البغاة يسعون لترسيخ سيطرتهم على ما احتلوه من أرض العراق والشام لإقامة خلافتهم المزعومة.

الكلام في ذلك طويل، وأحيل القارئ إلى قراءة تلك الكتب لفهم حقيقة تلك الدعوة التي حذر منها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وحاربها المسلمون طوال عصور الدولة الإسلامية.

د. وائل الحساوي

[email protected]
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي