من روائع العمارة الإسلامية

بيت السحيمي بالقاهرة

u0628u064au062a u0627u0644u0633u062du064au0645u064a u0648u0639u0628u0642u0631u064au0629 u0627u0644u0639u0645u0627u0631u0629 u0627u0644u0625u0633u0644u0627u0645u064au0629
بيت السحيمي وعبقرية العمارة الإسلامية
تصغير
تكبير
من البيوت الأثرية النادرة التي بقيت تقاوم الزمن لنرى من خلالها عبقرية العمارة الإسلامية وفنونها بيت السحيمي. وهو بيت في الحقيقة أقرب إلى القصر لعظم مساحته ورقي عمارته, وقد اعتاد الباحثون والمؤرخون للعمارة الإسلامية أن يذكروا بيت السحيمي في كتبهم على أنه من أفضل البيوت التقليدية التي بقيت لتعطينا فكرة عما كانت عليه البيوت في القاهرة في القرنين السابع عشر والثامن عشر.

يقع بيت السحيمي بالدرب الأصفر وهو درب صغير متفرع من أقدم وأشهر شوارع القاهرة, شارع المعز لدين الله الفاطمي, وعمره يتجاوز الآن أكثر من 350 سنة, حيث يرجع تاريخ بنائه إلى عام (1648م- 1058هـ), وترجع تسمية البيت باسم بيت السحيمي إلى آخر من سكن البيت وجدده وهو الشيخ محمد أمين السحيمي شيخ رواق الأتراك بالأزهر والذي توفي في 7 إبريل عام 1928. وفي عام 1931 اشترت الحكومة المصرية بيت السحيمي من ورثة الشيخ بمبلغ 6 آلاف جنيه, واعتمدت لترميمه مبلغ ألف جنيه وقد قامت لجنة حفظ الآثار العربية منذ ذلك الحين بترميم البيت أكثر من مرة حيث انها كانت ضمته إلى قائمة الآثار الهامة منذ 1890 وعملت الحكومة على تحويله كمتحف للعمارة التقليدية بالقاهرة. ونظرا لقدم البيت وقلة الامكانيات للقيام بعمليات ترميم دورية له, كانت حالة البيت تسوء وتزداد فيه التشرخات وتفقد مكوناته الزخرفية الجمالية بريقها, إلى أن كان زلزال أكتوبر 1992 الذي كان بمثابة القشة التي قسمت ظهر البعير بالنسبة للبيت فقد أصابه الكثير من الشروخات فضلاً عما به. وصار يحتاج بشكل ملح للتدخل السريع لترميمه وإنقاذه.

ومنذ سنوات انتهي مشروع توثيق وترميم بيت السحيمي وافتتح البيت كمتحف للعمارة التقليدية بالقاهرة بعد أن تم ترميم البيت على أسس علمية.

وأعيد افتتاح البيت كمتحف للعمارة التقليدية بالقاهرة. وقد كانت خطتنا في ترميم بيت السحيمي هي القيام بترميم البيت على أساس علمي متكامل وفقاً للقاعدة الأساسية في الترميم وهي المحافظة على العناصر الأثرية وعدم المساس بها أو استبدال شيء بها إلا في حالات الضرورة القصوى التي لا مناص منها, وقد كان لابد أن تسبق عملية الترميم وتصاحبها دراسات توثيقية دقيقة لكل عناصر المبنى وقد تكاتفت مجموعة من الاستشاريين والخبراء والهيئات العلمية للقيام بالدراسات والأبحاث المطلوبة كل في مجال تخصصه ثم بعد ذلك بدأت الخطوات التنفيذية لتطبيق نتائج وتوصيات هذه الدراسات في ترميم البيت.

والداخل إلى بيت السحيمي لابد أن يجتاز رواقا يسمى في عمارة البيوت الإسلامية (بالمجاز) ووظيفته ستر حرمة البيت, ويفضي هذا الرواق إلى فناء أو صحن البيت الذي توزعت فيه أحواض زرعت بالنباتات والأشجار. وصحن البيت من الاركان التي يشترك فيها بيت السحيمي مع غيره من البيوت الإسلامية إذ تنفتح غرف البيت على هذا الصحن بدلا من الانفتاح على الخارج وهذا صونا لحرمة البيت من ناحية واتقاء للرياح والغبار. وكل المراجع التي وثقت لعمارة بيت السحيمي رأت البيت ينقسم إلى قسمين القسم القبلي وهو القسم الأقدم في البيت وقد بناه الشيخ عبد الوهاب الطبلاوي عام 1648م, والقسم البحري وقد بناه الحاج إسماعيل شلبي في عام 1699م, وقد ربطه بالقسم الأول.

* وزارة الأوقاف
الأكثر قراءة
يومي
اسبوعي