رؤى ثقافية
مناجاة!
أ.د عبدالله بن أحمد الفَيفي
أَنَا،
يا باريَ الأَكوانِ،
آيةُ كَوْنِكَ الأَسْمَى،
فكُنْ مِنِّيْ رِضَا كَوْنِي!
إِلَـ?هي،
ثارَ في أَمْنِيْ قَطَا خَوْفيْ،
إليكَ، ومِنْكَ، تَحْدُوْ بِـيْ عَناوِيْنِيْ!
إِلَـ?هي،
إنْ زَهَوْتُ، فأَنْتَ أَشواقي،
قَوافيْ الغَيْمِ تُزْهِرُ
في بَساتِيْـنِـي!
لَكَ، اللَّهُمَّ، حُكْمٌ،
فيهِ حِلْمٌ،
فيهِ عِلْمٌ بالمُوَارَى في شَرايِـيْـنِـي
فَسُقْنِـيْ، سِرْبَ أَطْـيَارٍ
لِأَعْشَاشِ الأَمَانِ الخُضْرِ!
صُغْ صَوْتِـيْ وتَلْحِيْـنِـي!
ولا تَحْرِمْ يَمامَةَ صَدْرِيَ الأُوْلَى،
فَـتَـكْسِرْ رِيْشَ هذا الحُبِّ بِالطِّيْنِ!
تُغَنِّيْ بَيْنَ أَغْصانِ المَثانِـيْ،
سَالَ مِنْها النُّوْرُ في جُرْحِيْ
لِتُـبْرِيْـنِـي!
لقد أَسْلَمْتُ أَنفاسي،
فَصُبَّ اللازَوَرْدَ عَلـَيَّ في أَقْصَى مَوازيني!
بِناصِيَـتِـيْ وأَقداميْ،
بِإِقداميْ وإِحجاميْ،
بَرِئْتُ إليكَ مِن ذاتي!
بَرِئْتُ إليكَ،
يا باريْ الوَرَى،
مِنِّي!
إِلَيْكَ (أَنَا)!
فَخُذْنِـيْ مِن إِراداتي!
وحَرِّرْنِـيْ مِنَ الماضي،
مِنَ الآتيْ،
مِنَ الآنيْ،
ومِن عاداتِ عاداتي!
يَقُولُ اللهُ:
«قَدْ سَمِعَتْ...
وقَدْ وَسِعَتْ أَنِيْنَ الكَوْنِ، كُلِّ الكَوْنِ، كلْماتي!»
لقد ضاقتْ بِـيَ الأَسْماعُ،
والأَوْجاعُ،
إنْ ضاقتْ عَنِ الرَّحمـ?نِ أَنـَّاتـِي!
دَمِيْ نَهْـرٌ سَرَى،
أَنْتَ الذي لَوَّنْـتَـهُ،
أَنْتَ الذي أَحْصَى كُرَيَّاتي!
فَأَجْرِ دَمِي،
وأَقْرِ فَمِي،
ولكنْ..
فـــــي ثَـرَى ما شِــــئْتَ أَنْ يَأْتِــــــيْ مِظنَ الآتِـيْ!
إذا ما مِتُّ، يَكْفِيْـنِـي،
ليُحْيِـيْـنِـي،
بِأَنَّكَ فِـيَّ حَيٌّ بَيْنَ ذَرَّاتي!
يَدِيْ،
رِجْلِـيْ،
دَعَوْتُكَ، رَبِّ، لا تُطْلِقْهُمَا مِنِّي!
ولا تُرْسِلْ شُوَيْهاتي!
بِغَيْرِ حِـماكَ، يا رَبِّ!
وكَـبِّلْنِـيْ بِحَبْلِ رِضَاكَ،
يا أَشْهَى اعْتِقالاتي!
وخُذْ عَيْـنِـي،
إذا ما أَبْصَرَتْ
ما ليـــــس يُرْضِيْ عَيْنَكَ، اللَّهُمَّ، عَنْ عَيْـنِـي!
وأُذْنِـيْ،
دَفْتَرِيْ السِّرِّيَّ،
مَزِّقْهُ!
ولا تَفْضَحْ بِأُذْنِـيْ كُلَّ مَكْنُوْنـِي!
إِلَـ?هي،
(صاحَ أَيـُّـوْبُ):
«إذا ما صِرْتَ في كُلِّي،
فَكُلِّي ليسَ يَعْنِـيْـنِـي!»
* عضو مجلس الشورى السعودي- أستاذ النقد الأدبي الحديث، جامعة الملك سعود في الرياض
[email protected]
http://khayma.com/faify
يا باريَ الأَكوانِ،
آيةُ كَوْنِكَ الأَسْمَى،
فكُنْ مِنِّيْ رِضَا كَوْنِي!
إِلَـ?هي،
ثارَ في أَمْنِيْ قَطَا خَوْفيْ،
إليكَ، ومِنْكَ، تَحْدُوْ بِـيْ عَناوِيْنِيْ!
إِلَـ?هي،
إنْ زَهَوْتُ، فأَنْتَ أَشواقي،
قَوافيْ الغَيْمِ تُزْهِرُ
في بَساتِيْـنِـي!
لَكَ، اللَّهُمَّ، حُكْمٌ،
فيهِ حِلْمٌ،
فيهِ عِلْمٌ بالمُوَارَى في شَرايِـيْـنِـي
فَسُقْنِـيْ، سِرْبَ أَطْـيَارٍ
لِأَعْشَاشِ الأَمَانِ الخُضْرِ!
صُغْ صَوْتِـيْ وتَلْحِيْـنِـي!
ولا تَحْرِمْ يَمامَةَ صَدْرِيَ الأُوْلَى،
فَـتَـكْسِرْ رِيْشَ هذا الحُبِّ بِالطِّيْنِ!
تُغَنِّيْ بَيْنَ أَغْصانِ المَثانِـيْ،
سَالَ مِنْها النُّوْرُ في جُرْحِيْ
لِتُـبْرِيْـنِـي!
لقد أَسْلَمْتُ أَنفاسي،
فَصُبَّ اللازَوَرْدَ عَلـَيَّ في أَقْصَى مَوازيني!
بِناصِيَـتِـيْ وأَقداميْ،
بِإِقداميْ وإِحجاميْ،
بَرِئْتُ إليكَ مِن ذاتي!
بَرِئْتُ إليكَ،
يا باريْ الوَرَى،
مِنِّي!
إِلَيْكَ (أَنَا)!
فَخُذْنِـيْ مِن إِراداتي!
وحَرِّرْنِـيْ مِنَ الماضي،
مِنَ الآتيْ،
مِنَ الآنيْ،
ومِن عاداتِ عاداتي!
يَقُولُ اللهُ:
«قَدْ سَمِعَتْ...
وقَدْ وَسِعَتْ أَنِيْنَ الكَوْنِ، كُلِّ الكَوْنِ، كلْماتي!»
لقد ضاقتْ بِـيَ الأَسْماعُ،
والأَوْجاعُ،
إنْ ضاقتْ عَنِ الرَّحمـ?نِ أَنـَّاتـِي!
دَمِيْ نَهْـرٌ سَرَى،
أَنْتَ الذي لَوَّنْـتَـهُ،
أَنْتَ الذي أَحْصَى كُرَيَّاتي!
فَأَجْرِ دَمِي،
وأَقْرِ فَمِي،
ولكنْ..
فـــــي ثَـرَى ما شِــــئْتَ أَنْ يَأْتِــــــيْ مِظنَ الآتِـيْ!
إذا ما مِتُّ، يَكْفِيْـنِـي،
ليُحْيِـيْـنِـي،
بِأَنَّكَ فِـيَّ حَيٌّ بَيْنَ ذَرَّاتي!
يَدِيْ،
رِجْلِـيْ،
دَعَوْتُكَ، رَبِّ، لا تُطْلِقْهُمَا مِنِّي!
ولا تُرْسِلْ شُوَيْهاتي!
بِغَيْرِ حِـماكَ، يا رَبِّ!
وكَـبِّلْنِـيْ بِحَبْلِ رِضَاكَ،
يا أَشْهَى اعْتِقالاتي!
وخُذْ عَيْـنِـي،
إذا ما أَبْصَرَتْ
ما ليـــــس يُرْضِيْ عَيْنَكَ، اللَّهُمَّ، عَنْ عَيْـنِـي!
وأُذْنِـيْ،
دَفْتَرِيْ السِّرِّيَّ،
مَزِّقْهُ!
ولا تَفْضَحْ بِأُذْنِـيْ كُلَّ مَكْنُوْنـِي!
إِلَـ?هي،
(صاحَ أَيـُّـوْبُ):
«إذا ما صِرْتَ في كُلِّي،
فَكُلِّي ليسَ يَعْنِـيْـنِـي!»
* عضو مجلس الشورى السعودي- أستاذ النقد الأدبي الحديث، جامعة الملك سعود في الرياض
[email protected]
http://khayma.com/faify